يظهر تقرير جديد أن إيران تخترق دولا غير مسلمة كما هو الحال في أميركا اللاتينية عبر عدة سبل منها المراكز الثقافية والدينية والمساجد لتنفذ “تشييعها السياسي” لدى البعض من الجاليات المسلمة، بينما تخترق المكونات الاجتماعية والدينية الأخرى عبر عدة سبل.
فبناء المراكز الثقافية التي في ظاهرها للتبادل الثقافي والفكري بين البلدين، ما هو إلا أداة إيران لاختراق ثقافات الآخرين وتشكيل لوبيات خاصة بها تخدم مصالحها. كما تعتمد إيران على سبل أخرى منها استخدام مؤسسات اقتصادية وصناعية وزراعية في أميركا اللاتينية كوسيلة تضمن توفير الغطاء لعناصر تابعين لإيران ينفذون أوامر القيادة الإيرانية. وتعمل إيران على اختراق حتى الجامعات كما حدث في شيلي عبر طلابها أو طلاب موالين لها.
وصدرت دراسة عن منظمة مقرها واشنطن اسمها “مركز المجتمع الحر الآمن” استندت إلى الآلاف من الوثائق لإثبات أن قتل المحقق في الأرجنتين ألبيرتو نيسمان لأنه قضى على عقبة كبيرة أمام إيران، فالمحقق كان مهتما بمتابعة قضية الهجوم الإرهابي الذي استهدف مركزا دينيا، وكان هناك متهمون إيرانيون بهذه القضية. منهم ثمانية مسؤولين إيرانيين سابقين، بينهم الرئيس الأسبق علي رافسنجاني بالإضافة إلى أحد المواطنين اللبنانيين.
وقال مدير المنظمة جوزيف هوومير إن قتل هذا المحقق يخدم الدولة الثيوقراطية في إيران لأنه أوقف التحقيق في تلك القضية. ويرى خبراء أن مقتل المحقق أوقف عملية محاسبة الإرهابيين الإيرانيين في هذه العملية ولكن صدور التقرير إلى الجمهور سيجعل الجميع يعرفون خطورة الدور الإيراني في المنطقة اللاتينية.
ويقول خبراء إن إيران كانت حريصة خلال مباحثاتها مع الغرب بخصوص رفع العقوبات على أن تتخلص من قضية الاتهام الموجه لها في تلك العملية، ومع مقتل المحقق الأرجنتيني تمّ لها ذلك.
ويطالب جوزيف هوومير بأن ترفع السرية عن الوثائق والمواد السرية المتعلقة بالعملية الإرهابية حتى يتمكن الأرجنتينيون من معرفة الحقيقة وفهم خطورة النفوذ الإيراني في بلدهم.
وأضاف “في الوقت الذي قد تضاءل خلاله نفوذ الولايات المتحدة في أميركا اللاتينية، يمكن القول إن أولوية إيران العليا للسياسة الخارجية خارج منطقة الشرق الأوسط، هي أميركا اللاتينية”.
صحيفة العرب اللندنية