الأوضاع في سورية، واليمن، والعراق كانت محور اللقاءات المكثفة بين مسؤولي الولايات المتحدة الأميركية ونظرائهم في المملكة العربية السعودية في ما يخص ملفات المنطقة مزيدا من التنسيق رغم الفتور الذي شاب العلاقات بين الطرفين نتيجة تردد إدارة البيت الأبيض في حسم الأزمة السورية، وغضها الطرف عن تمدد النفوذ الإيراني في العراق واليمن.
وبحسب مصادر صحفية فان السيناتور جون ماكين زعيم الاغلبية الجمهورية في الكونغرس الامريكي يزور السعودية للتنسيق مع كبار المسؤولين في السعودية وعلى راسهم الامير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد والامير متعب نجل الملك عبد الله وزير الحرس الوطني ورئيس جهاز الاستخبارات السعودية خالد بن بندر ، للتنسيق والتعاون .
الملف السوري ابرز الملفات
وبحث الرئيس الأسبق للائتلاف السوري الوطني احمد الجربا مع وفد من الكونجرس الامريكي برئاسة السيناتور ماكين الاوضاع و المستجدات في ” الحرب الدائرة في سورية ضد كل من نظام بشار الاسد و تنظيم “داعش “.
وقال مصادر مطلغة على الاجتماعات بين الجربا وماكين في الرياض إن ” الجانبين اتفقا على مواصلة العمل لمحاربة ارهاب داعش و دكتاتورية الاسد الذي يقوم بقصف الشعب السوري يوميا بالبراميل المتفجرة و أن المحادثات تناولت وصول وفد عسكري امريكي الى المنطقة لتدريب كتائب من الجيش السوري الحر “.
وتأتي زيارة ماكين إلى المملكة عشية إعلان الجنرال جون كيربي المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية أن الولايات المتحدة سترسل مئات المدربين الأميركيين لتدريب مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة في الدول التي أعطت موافقتها على ذلك بما في ذلك السعودية.
البنتاغون كان قد أوضح في وقت سابق أن العدد الإجمالي للعسكريين الأميركيين، بين مدربين وعناصر دعم، الذين سيشاركون في هذه المهمة، قد “يبلغ حوالي ألف جندي أو أكثر من ذلك بقليل “.
وبحسب البنتاغون فإن “السعودية وقطر وتركيا وافقت على استقبال معسكرات تدريب”، كما وافقت على أن تؤمّن هي أيضا مدربين عسكريين.
المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية الأميرال جون كيربي أكد خلال مؤتمر صحفي أن المهمة الأولى للمقاتلين الذين سيتم تدريبهم ستكون “حماية مجتمعاتهم ومواطنيهم” وشن “هجمات” ضد تنظيم داعش المتطرف.
وتفيد معلومات ان المملكة العربية السعودية تصر على موقفها بأن لا حل للأزمة السورية إلا بالاستجابة لمطالب المعارضة وفي مقدمتها رحيل الرئيس بشار الأسد
كما سيتولى هؤلاء المقاتلون “دعم المعارضة” التي تحاول منذ مارس 2011 الإطاحة بالرئيس بشار الأسد وذلك بهدف التوصل إلى حل للنزاع السوري.
العراق على طاولة محادثات ولي عهد السعودية والوفد أميركي
باعتبار الدور الكبير الذي لعبه في بروز التنظيمات المتطرفة على غرار تنظيم داعش، فضلا عن أعمال القتل والدمار التي تمارسها قواته ضد المدنيين والتي لا تمكّنه بأي حال من البقاء في سدة الحكم.
ماكين في زيارته الحالية يسعى لتنفيذ خطط رعاية العشائر السنية في الانبار حيث يتبنى مشروع تسليح عشائر الانبار وتشكيل جيش سني قوامه 100 الف مقاتل .
وبحسب مصادر صحفية تأتي زيارة السناتور الأميركي إلى المملكة أيضا ولقاءه المطول بوليّ العهد السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، بعد أيام من زيارته للعراق والتي أكد خلالها على ضرورة دعم العشائر السنية وتسليحها في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية المنتشر في محافظات في شمال بغداد وغربها، وهو ما تتبناه كذلك المملكة.
ويتوقع المتابعون أن يكثف الطرفان السعودي والاميركي من حجم التنسيق القائم بينهما خلال الفترة المقبلة في ظل التحديات والمتغيرات الكبيرة التي ستقبل عليها المنطقة.
كما يرى هؤلاء أن المملكة العربية السعودية ستعمل في ذات الوقت على الدفع بواشنطن إلى تبني موقف حاسم إزاء التمدد الحوثي الذي بات يشكل تهديدا إضافيا لاستقرار المنطقة.
عامر العمران