في 9 تشرين الأول (أكتوبر) 2009 جرى الإعلان عن منح الرئيس الأميركي باراك أوباما جائزة نوبل للسلام «للجهود غير العادية لدعم الديبلوماسية العالمية والتعاون بين الأمم، وقد أولت اللجنة (المانحة) أهمية خاصة لرؤية أوباما وعمله من أجل عالم خال من الأسلحة النووية».
وجاء قرار اللجنة المانحة مفاجئاً لكثير من المحللين الذين رأى بعضهم أن القرار سابق لأوانه، إذ لم تكن مرت سوى شهور قليلة على توليه الرئاسة، وكان ينبغي الانتظار حتى يحقق إنجازات محددة. ودافعت اللجنة عن قرارها بالتذكير بوصية إلفريد نوبل بمنح جائزة للشخص الذي فعل خلال العام الماضي أفضل عمل للأخوة بين الأمم. واعتبرت اللجنة أن رؤية أوباما لعالم خال من الأسلحة النووية دفعت في شكل قوي مفاوضات نزع السلاح، وعليه فمنحه الجائزة كان لبلاغته الملهمة لعالم أكثر سلاماً. وعلى رغم ردود الفعل المباشرة المرحبة من شخصيات عالمية نال بعضها الجائزة، قوبل قرار اللجنة بالدهشة والانتقاد من محللين ذهب بعضهم إلى اتهام لجنة الجائزة بـ «اليسارية». وفي خطابه لتسلم الجائزة في أوسلو في 10 كانون الأول (ديسمبر) 2009، استوقف المحللين حديث أوباما عن «السلام العادل»، وقوله «إننا يجب أن نذكر بالحقيقة الصعبة وهي أننا لن نزيل الصراعات العنيفة من حياتنا».
والآن، وبعدما قاربت ولاية أوباما على الانتهاء، يحق التساؤل عما إذا كان يستحق نوبل للسلام. ويبدو أن أوباما كان يتوقع هذا السؤال، وربما كان هذا وراء دعوته إلى عقد قمة الأمن النووي في واشنطن في 31 آذار (مارس) الماضي. ففي خطابه أمامها، اعتبر أن تقدماً ملحوظاً قد أُحرزَ منذ طرحه رؤيته في براغ، وأول الإنجازات الخطوة المهمة بخلق عالم خال من السلاح النووي. وقدَّم أوباما أيضاً الاتفاق مع إيران حول برنامجها النووي الذي كان يشكل «تهديداً لأمننا القومي وأمن حلفائنا وشركائنا الدوليين وكان سيشعل سباقاً نووياً في الشرق الأوسط».
وسيظل الجدل قائماً حول استحقاق أوباما للجائزة، وسيقول الفريق المدافع عنه أنه أول رئيس أميركي يضع القضية النووية في أولوياته، وأنه أوقف برنامج إيران للحصول على أسلحة نووية وتهديدها لأمن منطقتها، وأنه يستطيع أن يغادر وهو يفتخر بهذا الانجاز. وسيقول الفريق المعارض إن أوباما، «رئيس السلام»، ترك موقعه فيما الشرق الأوسط مشتعل بالصراعات والحروب الأهلية وتصاعد الإرهاب، وعلى المستوى النووي، فإن تركيزه كان على ايران، بينما تجاهل بقاء إسرائيل خارج منظومة منع الانتشار، بل أجهض الجهود الدولية لجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من السلاح النووي وأسلحة الدمار الشامل.
وقد بلور وحيد عبد المجيد رأي هذا الفريق المعارض حين طالب لجنة نوبل للسلام بأن تتحلى بالشجاعة، وتسحب الجائزة التي منحتها لأوباما لأنه أثبت عدم استحقاقه لها.
السيد أمين شلبي
صحيفة الحياة اللندنية