تستمر عمليات نينوى العسكرية في اسبوعها السادس وهي تتحرك في جميع المحاور التي أعدت ميدانيا وفق الخطة التي أعدتها قيادة التحالف الدولي وأخذت عدة اتجاهات ومسارات نتيجة المواجهات والاشتباكات التي تحدث عند مواجهة عناصر ومقاتلي داعش وفق الاستحكامات والامكانيات والخطط التي تقوم بها القوات العسكرية والأمنية العراقية وتواجه الاستحضارات التي أعدتها وتنفذها على الميدان قيادات داعش العسكرية .
ويمكن لنا أن نسجل أهم الاحداث التي مرت خلال الأسبوع الأول من الشهر الثاني على بدء العمليات وفق الاتي:
1.تمكنت قطعات الفرقة التاسعة وضمن محور الكوير من السيطرة على مدينة النمرود الاثرية بعد اشتباكات واسعة مع مقاتلي داعش تمكنوا خلالها من إعادة الحياة لهذه المدينة والقرى المحيطة بها ،بعد أن شهدت أحداث جسام تمثلت في قيام عناصر داعش بتحطيم جميع الاثار والكنوز التي تمثل عمق وجذور الحضارة الاشورية وتاريخ المدينة واشعاعاتها على العالم .
2.أما المحور الشمالي فقد ساهمت قيادة الفرقة 16 ومقاتلي حرس نينوى المتجحفلين معها في استمرار تقدمها باتجاه محيط قضاء تلكيف ومحاولة دخوله بعد أن تم تطويقه من جميع الجهات ،إضافة الى سيطرتها على قرية السلام وتل العباسية والتي تفتح لها الطريق باتجاه الاحياء السكنية لمدينة الموصل .
3.لا تزال تشكيلات مكافحة الإرهاب تتقدم ضمن الاحياء السكنية لمدينة الموصل وتحاول انهاء عمليات التفتيش وإزالة الألغام والمتفجرات في الاحياء التي تم السيطرة عليها بالكامل وهي (عدن –التحرير-القادسية الثانية) مع التقدم باتجاه أحياء (المعلمين-المحاربين-العلماء-المصارف) واستمرار الاشتباكات فيها ووصل الحال الى اتباع خطط عسكرية بديلة تتمثل في معالجة الوضع الميداني باستخدام الأسلحة الخفيفة وحرب الشوارع بسبب اتساع الرقعة الجغرافية وتلاصق الاحياء وقربها من بعضها بحيث يصعب التحرك بسهولة إضافة الى وجود الخطوط النارية وانتشار العجلات المفخخة بين الشوارع الفرعية وقرب دور المواطنين مع استمرار القصف المدفعي من قبل الطرفين (القوات الأمنية ومقاتلي داعش ) .
4.المحور الغربي أخذ ابعادا كثيرة وبات يشكل أهمية بالغة في النتائج المنتظرة من هذه العمليات بسبب اشراك مقاتلي الحشد الشعبي وسيطرتهم الميدانية على مطار تلعفر العسكري الذي يشكل أهمية استراتيجية ومحورية في هذا القاطع ،وبالتالي نحن أمام مزاجهة قتالية كبيرة ضمن مركز قضاء تلعفر لأهميته وقربه من الحدود العراقية-السورية واطلالته الجنوبية باتجاه مدينة الموصل حيث لا يبعد عنها سوى 65 كم ،كما انه لا يبعد سوى 70 كم عن الحدود العراقية-التركية ،وكما نعلم أن الحكومة التركية وعلى لسان الكثير من قياداتها السياسية والعسكرية أعلنت وحذرت من اشراك الحشد الشعبي وتدخله في العمليات العسكرية داخل قضاء تلعفر وأكدت على ضرورة حماية المدنيين فيه وعدم احداث التغيير الديمغرافي للسكان والحفاظ على الهوية التركمانية السنية للقضاء وبالتالي من الممكن ان تحدث تداعيات واحداث جسام سنراها خلال الأيام القادمة نتيجة الاشتباكات والمواجهات التي ستحدث داخل ومحيط قضاء تلعفر خاصة بعد عملية النزوح الجماعي لاهالي القضاء الذي بلغ (4) الاف عائلة خوفا من النتائج المترتبة على دخول مقاتلي الحشد وحالات الانتقام والقتل والثأر التي قد تحدث بين الأهالي بعد اشراك مقاتلي الحشد التركماني تحت تسمية اللواء 92 التابع للحشد الشعبي .
لا تزال الأهداف المرسومة للمحور الجنوبي المتمثل بقيادة الفرقة 15 ومقاتلي الشرطة الاتحادية وأفواج طوارئ محافظة نينوى تسعى الى تأكيد أهمية تقدمها باتجاه منطقة (البو سيف) كونها تشكل عقدة رئيسية مهمة ضمن هذا المحور باتجاه مركز مدينة الموصل وانها المحور الرئيسي الذي سيفتح لهذه التشكيلات التقدم والسيطرة على مناطق وأماكن داخل المدينة ومنها (مقر القنصلية التركية في الدندان- مقر قيادة العمليات العسكرية السابقة-مطار الموصل العسكري-معسكر الغزلاني ) .
6.لم تتمكن القوات التي أسند اليها المحور الشرقي الجنوبي من توسيع دائرة عملياتها العسكرية الا في حي الانتصار مع تقدم بطئ وجزئي باتجاه حي السلام بسبب المواجهات المستمرة والاستحكامات والمعوقات التي وضعها مقاتلي داعش أمام القوة المهاجمة والكثافة السكانية للأحياء السكنية التي تلي حي الانتصار وبالتالي نرى أن هذا المحور سيبقى يشكل عائقا في اكمال جميع الأهداف التي خطط لها في عمليات تحرير نينوى .
7.الحدث الأبرز هو قيام طيران التحالف الدولي بقصف ما تبقى من الجسور التي تربط مابين الساحلين الأيمن والايسر لمدينة الموصل وخروجهما عن الخدمة في حدث لم يتوقعه الكثير من المحللين السياسيين والعسكريين الذي ذهبوا جميعا الى احتمالية تفجير هذه الجسور من قبل قيادات داعش العسكرية ولكن التبرير الذي أعلنه القادة العسكريون الامريكان لم يكن مبررا لقيامهم بعمليات قصف هذه الجسور لان المتضرر منها هم أهالي المدينة وسكانها وسيزيد من معاناتهم وتنقلاتهم وطرق واحتمالات نزوحهم .
8.تزايد عدد العوائل النازحة من مدينة الموصل ومحيطها باتجاه معسكرات النازحين في منطقتي الخازر وحسن شام وبلغ عددهم (75) ألف شخص نازح وكما توقعنا وأكدنا في مقالات سابقة فان جموع النازحين لايزالون يفتقدون لأبسط مستلزمات العيش الكريم من رعاية صحية وتوفير الماء والغذاء والكهرباء واكتمال الطاقة الاستيعابية لهذه الخيم وعدم وجود الاعداد السليم لاكمال بناء واعداد الخيم والمعسكرات اللاحقة .
وحدة الدراسات العراقية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية