لقد كانت زيارة الرئيس باراك أوباما مع وفد رفيع المستوى إلى المملكة العربية السعودية الأسبوع الماضي خطوة ذكية. ولكن، لا ينبغي أن يكون لدى أحد أي أوهام بأن هذه الزيارة السريعة سوف تؤدي إلى إصلاح علاقات الولايات المتحدة مع المملكة العربية السعودية، أو مع الحلفاء الرئيسيين الآخرين في المنطقة.
ويبدو أن حلفاء الولايات المتحدة الأقدم والأهم في الشرق الأوسط، وهما إسرائيل والمملكة العربية السعودية، لديهما من القواسم المشتركة في هذه الأيام ما هو أكثر مما يجمعهما مع واشنطن. وإذا ما رمينا بمصر في هذا المزيج، فسيصبح لدينا ثلاثي غير عادي، مكون من دولة يهودية، ملكية، وجمهورية زائفة يسيطر عليها العسكر. وهذا الثلاثي يقف من الناحية العملية في معارضة لسياسات الولايات المتحدة، التي لا تفهمها هذه الدول ولا توافق عليها.
ولا شيء من هذا كان سيكون مهمًا لو كان حلفاء الولايات المتحدة في تلك المنطقة المضطربة كثيرين وموثوقًا بهم. ولكنهم ليسوا كذلك، والشرق الأوسط في انهيار. وهذا السبب الأخير وحده كاف لكي نكون حذرين في التعامل مع أصدقائنا هناك.
وليس من السهل بالنسبة للإدارة الأمريكية أنها نفرت منها جميع حلفائها التقليديين، وفي وقت قصير نسبيًا. وبالتأكيد، حصلت إدارة أوباما على القليل من المساعدة من هذا الثلاثي الغريب نوعًا ما. بنيامين نتنياهو هو عميل صعب، وقد انتهج عددًا من السياسات الخاطئة، بما في ذلك النشاط الاستيطاني، نظرة متشددة حول إمكانية إقامة دولة فلسطينية، وتدخل في سياسة الولايات المتحدة الداخلية في الآونة الأخيرة، وهو ما رآه حتى بعض أصدقائه على أنه تصرف غير مناسب.
وأما عبد الفتاح السيسي، رئيس مصر ووريث مؤسستها العسكرية القوية تقليديًا، فلن يكون ديمقراطيًا يومًا. إنه ينتهج سياسات قمعية تجاه المعارضة السياسية والحريات حتى المشروعة منها.
وعلى الرغم من أن السعوديين يبدون أكثر الأطراف تعاونًا في هذا الثلاثي، إلا أنهم نادرًا ما يشاركون الولايات المتحدة قيمها الديمقراطية أو عزم إدارة أوباما على التوصل لاتفاق نووي مع إيران.
ويبدو أن ما يؤرق العلاقات بين الولايات المتحدة وأصدقائها الثلاثة الأساسيين هي الشكوك حول ما إذا كانت إدارة أوباما تدرك حقًا ما يحدث في الشرق الأوسط، وعواقب أفعالها هناك فيما يخص ثلاث قضايا على الأقل:
- إيران هي سبب رئيس لكل الغضب. المملكة العربية السعودية وإسرائيل تخشيان عواقب سعي الرئيس أوباما إلى التوصل لاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، قائلين إن اتفاقًا كهذا لن ينهي سعي طهران للحصول على أسلحة نووية، وإن الدبلوماسية تسمح لنظام طهران بنشر نفوذه بشكل أكبر في سوريا والعراق ولبنان، وحتى اليمن.
- كأنظمة غير ليبرالية، تستاء كل من المملكة العربية السعودية ومصر وتخشيان من عزم إدارة أوباما دفع عجلة التغيير الديمقراطي.
في مصر، قوض سلوك الجنرال السيسي التعسفي وغير الديمقراطي العلاقات مع واشنطن، وأدى إلى دعم المملكة العربية السعودية القاهرة بمليارات الدولارات.
وقد أصيبت المملكة العربية السعودية، ومصر، وحتى إسرائيل، بالذهول عند رؤيتهم تودد الإدارة الأمريكية للإخوان المسلمين خلال فترة حكم محمد مرسي القصيرة كرئيس لمصر. وجميع هذه الأنظمة غضبت أيضًا من رغبة جون كيري بالتعامل مع حلفاء حماس، تركيا وقطر، خلال حرب إسرائيل على غزة العام الماضي. ولم يتجاوز السعوديون حتى الآن مساعدة واشنطن في خروج حسني مبارك من السلطة في عام 2011 أو دفع أجندة الإصلاح في البحرين.
- السعوديون غاضبون؛ لأن إدارة أوباما قد اختارت ترك الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة، حتى وهو يذبح المسلمين السنة، ويعتمد بشكل متزايد على إيران.
لدى الرئيس الأمريكي أولوياته فيما يخص الديمقراطية، وحقوق الإنسان، وصفقة نووية مع إيران، وعدم التورط في المستنقع السوري. ولكن بينما يسعى لتحقيق هذه الأهداف، يجب عليه ألا يقوض العلاقات مع أصدقاء الولايات المتحدة.
قد لا يكون أوباما معجبًا بكل سياسات شركائه. ولكن، في منطقة خطرة ومن المحتمل أن تكون متقلبة لسنوات قادمة كهذه، سوف تحتاج الولايات المتحدة إلى كل الأصدقاء الذين يمكن الحصول عليهم.
نقلا عن التقرير