وعقد كارتر، اجتماعات مكثفة في بغداد، مع قيادات عراقية حكومية وأميركية عسكرية مختلفة، ركزت وفقا لتسريبات حصلت عليها “العربي الجديد”، على ثلاث نقاط رئيسية، أولها رفع عديد القوات الأميركية في العراق إلى 10 آلاف جندي ومستشار لدعم عمليات التحالف الدولي شمال وغرب العراق، وملف معركة الموصل ومجرياتها، والعمل على مساعدة سكان الموصل العالقين داخل المدينة. وقال مسؤول حكومي عراقي إن “زيارة كارتر كانت مركزة، وتحمل نقاطاً عدة سلمها لحكومة العبادي قبل أن ينتقل إلى لقاءات أخرى مع قيادات عسكرية أميركية”، مبيناً أن “الدور الأميركي حيوي ورئيسي في معركة الموصل لذا يتعامل رئيس الوزراء مع الطروحات الأميركية بجدية”. ويوجد نحو 8 آلاف جندي وعسكري أميركي في العراق، تم إرسالهم على دفعات منذ نهاية عام 2014 الذي شهد تشكيل التحالف الدولي ضد “داعش”. وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قد أعلنت أن كارتر “سيجري محادثات مع القادة العراقيين بشأن الحملة العسكرية المدعومة من الولايات المتحدة ضد متشددي تنظيم الدولة الإسلامية في الموصل”.
وقال المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب، صباح النعمان، لـ”العربي الجديد”، إن جسور الموصل باتت تبعد عن قطعات جهاز مكافحة الإرهاب أقل من كيلومترين، وطائرات التحالف تواصل تدمير تجمعات “داعش” في شرق الموصل. وأعلن أمر اللواء 73 في الجيش العراقي، العميد شاكر النعيمي، لـ”العربي الجديد”، أن “التعزيزات العسكرية التي وصلت إلى مناطق شرق الموصل أعطت نتائج إيجابية على سير المعارك في هذا المحور، وعززت من سرعة تقدم القوات العراقية في تحريرها لمناطق شرق الموصل”، مرجحاً “إكمال السيطرة على مناطق شرق الموصل خلال عشرة أيام تقريباً”. وعلى المحور الجنوبي الشرقي، يبدو المشهد أكثر تعقيداً، إذ اضطرت قوات الفرقة التاسعة المدرعة التابعة للجيش العراقي وقوات الفرقة الأولى للانسحاب من بعض المناطق التي تقدمت إليها خلال الأيام الماضية، في أحياء الوحدة والسلام والشيماء جنوب شرق الموصل بسبب سوء الطقس وهجمات مباغتة لتنظيم “داعش”، الذي استغل غياب الدعم الجوي لطيران التحالف مع ساعات فجر أمس. وقال العقيد في الفرقة التاسعة، سعد خلف، لـ”العربي الجديد”، إن “قوات الجيش تحافظ على مواقعها السابقة، وتراجعت في أخرى ضمن خطة انسحاب تكتيكي لامتصاص هجمات العدو”، مبيناً أن “قوات الجيش باتت في وضع مريح يسمح لها خلال الساعات المقبلة باستئناف الهجوم مرة أخرى عبر المحور الجنوبي الشرقي”. إلى ذلك، أكدت مصادر محلية من مدينة الموصل، لـ”العربي الجديد”، أن “داعش” أعدم أربعة جنود من الجيش العراقي في الموصل، وعلق جثثهم على أعمدة الكهرباء، بعد تمكنه من أسرهم في بناية مستشفى السلام جنوب شرق المدينة.
في غضون ذلك، قال طبيب في مستشفى الموصل العام إن 18 مدنياً قتلوا، بينهم 9 من عائلة واحدة، وأصيب نحو 40، بقصف مدفعي وجوي طاول الأحياء الشرقية للموصل، مشيراً إلى أن حصيلة الضحايا بلغت، خلال اليومين الماضيين، 71 قتيلاً، فيما أصيب أكثر من 200، لافتاً إلى أن بعض الضحايا سقطوا بمفخخات “داعش” وقذائف الهاون. وحول وضع السكان داخل المدينة، أوضحت مصادر محلية، تواصلت معها “العربي الجديد” عبر سكايب، أن أحياء المدينة الخاضعة لسيطرة “داعش” تعاني من حالة جوع وشح في المياه مع انخفاض درجات الحرارة. وقال أبو محمد (41 عاماً)، لـ”العربي الجديد”، إنه “يأمل أن تنتهي المعركة بسرعة”، مضيفاً إن “التنظيم ما زال يمنع السكان من المغادرة، وقبل يومين قتل شابين بتهمة تهريب عوائل عبر ممرات سرية خارج المدينة، وعلق جثثهما على عمود كهرباء وسط المدينة”.