الكويت – نقلت وكالة الأنباء الكويتية عن وزير النفط العراقي جبار لعيبي قوله إن الظروف أصبحت مشجعة لإمداد الكويت بالغاز الطبيعي العراقي.
وأكد الوزير الذي يزور الكويت حاليا، أن مشروع إمداد الكويت بالغاز ليس جديدا ويتضمن توريد نحو 200 مليون قدم مكعب من الغاز يوميا. وتوقع أن يرى هذا المشروع النور “قريبا جدا”.
وجاءت تصريحات لعيبي بعد مباحثات أجراها مع وزير النفط الكويتي، عصام المرزوق، حيث تم الاتفاق على تشكيل لجان لاستكمال دراسة هذا المشروع والإطار العام للاتفاقيـة الخـاصة به والطـرق الفنيـة المناسبة.
وأوضح الوزير العراقي أن المشروع سيبدأ بتزويد الكويت بنحو 50 مليون قدم مكعب من الغاز يوميا ثم ترتفع الكمية إلى 100 مليون ثم إلى 200 مليون قدم مكعب يوميا. وأشار إلى أن المشروع واجه “بعض الصعوبات” دون الخوض في تفاصيل.
وأكدت وزارة النفط الكويتية تلك الأنباء. وقالت إن الوزير العراقي بحث مع وزير النفط ووزير الكهرباء والماء الكويتي، عصام المرزوق، عددا من الملفات النفطية المشتركة بين البلدين.
وأوضحت أن لعيبي ترأس وفدا فنيا نفطيا رفيع المستوى وأن المباحثات تناولت تنفيذ مذكرة التفاهم الموقعة بين البلدين لتصدير الغاز إلى الكويت، إضافة إلى مناقشة بحث تعزيز مجالات التعاون النفطي بينهما.
وكان لعيبي قد أكد في تصريحات سابقة حرص بلاده على تعزيز العلاقات الثنائية مع الكويت في جميع المجالات، مشيرا إلى أن العلاقات شهدت تطورا كبيرا خلال السنوات الماضية.
وأضاف أن الوفد سيبحث عددا من الملفات العالقة، بينها ملف الحقول النفطية الحدودية بين العراق والكويت، فضلا عن دعوة الشركات الكويتية إلى الاستثمار المشترك في المشاريع التي تعلن عنها وزارة النفط في قطاعات الاستخراج والتكرير والبنى التحتية.
وأكد لعيبي على صعيد آخر، التزام بلاده بحصتها المقررة من خفض الإنتاج النفطي بموجب اتفاق منظمة أوبك والمنتجين المستقلين، بما يتراوح بين 200 و210 آلاف برميل يوميا اعتبارا من مطلع يناير المقبل.
ونقلت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) عن الوزير العراقي، قوله إنه يتوقع أن يصل سعر برميل النفط إلى مستوى 60 دولارا.
جبار لعيبي: الظروف مشجعة لبدء إمداد الكويت بالغاز الطبيعي خلال وقت قريب جدا
وتوصلت منظمة أوبك ومنتجون غير أعضاء في المنظمة في 10 ديسمبر الجاري إلى أول اتفاق منذ عام 2001 على خفض مشترك لإنتاج النفط لتخفيف تخمة المعروض العالمي بعد هبوط أسعار الخام بشكل حاد على مدى أكثر من عامين.
وقال لعيبي إن بلاده ستلتزم بما أقرته منظمة أوبك وكبار المنتجين من خارج المنظمة بشأن خفض الإنتاج. وأكد حرص الحكومة العراقية على “وجود التوازن في أسواق النفط العالمية وكذلك خفض الفوائض النفطية التي من شأنها الإضرار بالدول المنتجة”.
ودعا جميع منتجي النفط من داخل أوبك وخارجها إلى الالتزام بحصصهم المقررة في الاتفاق قائلا “هذه الخطوة جاءت في الاتجاه الصحيح لاستقرار أسواق النفط ودعم الأسعار التي أخذت اتجاها تصاعديا منذ الإعلان عن التوصل إلى الاتفاق الخاص بتخفيض الإنتاج”.
وكانت الحكومة العراقية قد اتخذت أولى خطواتها لدخول نادي مصدري الغاز في العالم، بتصدير أول شحنة في مارس الماضي، وأكدت أنها تسعى لاحتلال المركز الخامس بين أكبر مصدري الغاز في العالم. وتمكنت منذ ذلك الحين من تصدير عدد من الشحنات الأخرى.
وتقوم شركة غاز البصرة التابعة لشركة نفط الجنوب بمعالجة الغاز الطبيعي المصاحب للنفط المنتج من الحقول الجنوبية لاستخدامه بشكل رئيسي في تشغيل محطات توليد الكهرباء وتعبئة الأسطوانات المخصصة للطبخ في السوق المحلية.
وكانت وزارة النفط قد أعلنت في فبراير الماضي أنها أنجزت المرحلة الأولى من مشروع استثمار الغاز المصاحب لحقل مجنون النفطي العملاق جنوبي البلاد بإنتاج 70 مليون قدم مكعب قياسي يوميا.
وتشيـر التقديرات الحكوميـة إلى أن العـراق يمتلك مخزونا يقـدر بنحو 131 تريليـون قـدم مكعـب من الغاز، لكن كميات تصل إلى 700 مليون قدم مكعب يتم إحراقهـا يوميا نتيجة عدم الاستثمار الأمثل طيلة العقود الماضية.
وتتولى شركة غاز البصرة، التي تأسست عام 2012، وتمتلك الحكومة العراقية 51 بالمئة من أسهمها، استثمار الغاز المصاحب لاستخراج المكثفات، بينما تمتلك شركتا شل وميتسوبيشي النسبة المتبقية البالغة 49 بالمئة.
وكشفت وزارة النفط في مارس الماضي أنها تسعى إلى القفز إلى المرتبة الخامسة عالميا في إنتاج الغاز لسد متطلبات الاستهلاك الداخلي والدخول بشكل متصاعد ومستدام في نادي الدول المصدرة للغاز الطبيعي في العالم.
وخصصت الجولة الثالثة لعقود التراخيص منح حقول غاز حرة مثل عكاز والمنصورية والسيبة للاستثمار، وساعدت هذه التطورات على حصول البلاد بالفعل على المزيد من الغاز رغم الأوضاع الأمنية التي عطلت بعض هذه المشاريع.
ووصلت نسبة استثمار الغاز الطبيعي المصاحب خلال العام الماضي إلى 50 بالمئة من الكميات المنتجة البالغة 3 مليارات قدم مكعب يوميا.
وذكرت وزارة النفط أنها حققت تقدما كبيرا في خطط تصدير الغاز، رغم الأوضاع الاقتصادية والمالية الصعبة، لتمكين العراق من الدخول للمرة الأولى بشكل متصاعد ومستدام إلى نادي الدول المصدرة للغاز
العرب اللندنية