في قصة الرئيس التاسع للولايات المتحدة، وليام هنري هاريسون الأب، (9 فبراير/شباط 1773 – 4 أبريل/نيسان 1841)، لمسة حزن لن تعرف سببها إلا في نهاية هذا التقرير، فالضابط العسكري والسياسي، كان آخر رئيس أميركي وُلِد بالأصل كأحد الرعايا البريطانيين. كما أنه كان أول رئيس يموت في منصبه بعمر 68 عاماً، ليكون أكبر الرؤساء سنا حتى تولي رونالد ريغان الرئاسة الأميركية في عام 1981.
ولد هذا الرجل في فرجينيا، وينحدر من عائلة بارزة، حيث كان والده، بنيامين هاريسون (1726-1791) أحد الموقعين على إعلان الاستقلال وحاكماً لولاية فرجينيا.
انضم هاريسون إلى الجيش عندما كان شابا وقاتل الهنود الحمر على الحدود الأميركية. ثم أصبح أول مندوب يدخل الكونغرس من الأراضي الشمالية الغربية، في أوائل عام 1800. عمل هاريسون عندما كان حاكما لإقليم إنديانا على فتح الأراضي الهندية الأميركية أمام المستوطنين البيض.
أصبح هاريسون بعد قتال القوات الهندية في معركة تيبكانو في عام 1811، “بطل حرب”، ونال لقب “تيبكانو” (أو “أولد تيبكانو”). كما كان جنرالا في حرب 1812، وكانت أبرز مواقعه هي معركة التيمز في عام 1813، فمضى في عالم السياسة، وشغل منصب عضو في مجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية أوهايو، ثم انتخب رئيساً للبيت الأبيض في 1840.
عندما كان حاكما لإقليم إنديانا، عاش ويليام هنري هاريسون في غرسلاند Grouseland، وهو قصر بني له في عام 1803 بالقرب من قرية حدودية من فينسين. وكان أول منزل يشيد من الطوب في الإقليم، حتى إن جدرانه الخارجية سميكة لحماية ضد الغارات الهندية المحتملة. وقد بات غريسلاند اليوم متحفا للتاريخ الأميركي.
عرف مع زوجته “آنا” قصة حب جمعتهما بعد أن رفض والدها القاضي والاقطاعي في ولاية أوهايو تزويجه إياها، فهربت معه وتزوجا وأنجب الزوجان 10 أطفالا، ستة منهم ماتوا قبل أن يصبح هاريسون رئيسا للولايات المتحدة.
ومما قرأت عنه “العربية.نت” في تاريخ رؤساء البيت الأبيض على موقعه الإلكتروني، الذي اقتبس من كتاب “رؤساء الولايات المتحدة الأميركية” للكاتب فرانك فريدل: “كان ويبستر سببا لنكون سعداء، فقد كان هاريسون قومي في نظرته المستقبلية. وأكد في تنصيبه بأنه سيكون مطيعا لإرادة الشعب التي يعبر عنها من خلال الكونغرس”.
خطابه وراء موته
تقول صحيفة Deseret news الأميركية، نقلا عن المؤرخ الأميركي دانيال والكر هوي للفترة بين عام 1815 – 1848 إن خطاب هاريسون عند أداء القسم استغرق ساعة و40 دقيقة تحت المطر وبرد أميركا القارس، حيث رفض هاريسون ارتداء سترة أو قبعة قبل أن يستكمل إجراءات تنصيبه ويعود من بنسلفانيا إلى البيت الأبيض وهو يشعر بتعب شديد. هاريسون تعرض في البداية على ما يبدو لنزلة برد، تحولت بعد ذلك إلى التهاب رئوي حاد، لم تفلح معه العلاجات الكثيرة التي حاول إنقاذه بها فريق من الأطباء الأكفاء، ليودع الحياة في 4 أبريل/نيسان 1841.
مات هاريسون في اليوم الـ32 من ولايته بسبب مضاعفات ناجمة عن ذات الرئة، ليكون حكمه الأقصر في تاريخ رؤساء الولايات المتحدة. أثارت وفاته أزمة دستورية وجيزة، ولكن قرارات تلك الأزمة تركت عدة أسئلة معلقة في خط خلافة الرئاسة حسب نص الدستور حتى إقرار التعديل الـ25 في عام 1967.
انتظر فالقصة لم تنته بعد، لأنك ستشعر بالغرابة بعض الشيء، إذا ما علمت أن ابنه جون سكوت هاريسون (1804-1878) ترعرع ليصبح عضوا في الكونغرس الأميركي عن ولاية أوهايو، وهو ذاته والد بنيامين هاريسون (1833-1901)، الذي أصبح الرئيس الـ23 للولايات المتحدة الأميركية.
محمد الحسن
العربية نت