توقفت عمليات تحرير العديد من المدن العراقية التي ما زالت تحت سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية»، بسبب انشغال قوات كبيرة في عملية تحرير الموصل، وعدم تهيئة قوات محلية لمسك الارض بعد تحريرها، وفق ما أعلنت مصادر عسكرية عراقية وحكومات محلية.
وأفادت مصادر، في محافظة الانبار، بأن «العمليات التي قامت بها القوات الحكومية بدعم من مقاتلي العشائر وطيران التحالف الدولي، في بداية عام 2017، قد تمكنت من تحرير سبع قرى ومنطقتين بين حديثة وعنه، وطرد عناصر التنظيم إلى المناطق الصحراوية الممتدة إلى الاراضي السورية».
وقال ضابط، من سكان مدينة حديثة، رفض الكشف عن هويته، إن «العملية العسكرية الواسعة قد توقفت رغم التقدم الذي احرزته، بسبب مشكلة عدم وجود قوات محلية كافية لمسك الاراضي المحررة التي تعرضت لاحقا إلى عدة هجمات من عناصر التنظيم».
وبين أن «انشغال الجيش والشرطة بمعركة تحرير نينوى، أثر على عملية تحرير مناطق غرب الانبار الباقية بيد داعش».
ومن جانبه، أكد عضو مجلس محافظة الأنبار، عيد عماش الكربولي، أن «قوات الحدود في الأنبار بحاجة إلى دعم للسيطرة على المناطق الحدودية الشاسعة مع سوريا، إذ لا فائدة من تحرير المدن الخاضعة للتنظيم حاليا (عانه وراوه والقائم) لطالما كانت الحدود العراقية السورية مفتوحة، ولو تم قتل 100 مسلح من عناصر التنظيم، فسوف يأتي بغيرهم من سوريا».
ولفت الكربولي إلى «الحاجة إلى دعم لوجستي لمسك الارض المحررة متمثلا بقوات محلية كافية مزودة بالكرفانات والخيام، إضافة إلى كاميرات مراقبة لغرض مراقبة حدود العراق مع سوريا بعد التحرير».
وأشار إلى أن «الحدود العراقية السورية طويلة، وعلى الحكومة العراقية أن تلعب دورها في هذا الشأن، فبرغم أن موازنة المحافظة قليلة جدا إلا إننا خصصنا منها 300 مليون دينار لغرض تنفيذ مشروع شراء كاميرات لغرض مراقبة الحدود بين العراق وسوريا».
وأضاف أن «أهالي تلك المناطق الخاضعة للتنظيم، يعانون الأمرين من ظلم داعش الذي يقتل الأهالي ممن يحاولون الهروب من هناك، فضلاً عن تدميره البنى التحتية في مدن عانه وراوه والقائم».
وأعلن المتحدث باسم «الحشد الشعبي»، النائب أحمد الاسدي، أن «عملية تحرير الحويجة غرب كركوك، ستتأجل إلى ما بعد تحرير الموصل، وذلك لانشغال القوات الحكومية الكبيرة بعملية تحرير محافظة نينوى».
وكانت حكومة محافظة كركوك، والعشائر العربية في المحافظة، ناشدت مراراً، الحكومة العراقية التحرك سريعاً لتحرير مدينة الحويجة والمناطق المحيطة بها، لمنع تنظيم «الدولة الإسلامية» من مهاجمة كركوك، ولانقاذ أهل الحويجة من سيطرة تنظيم «الدولة» حيث العائلات تحاول الفرار من المنطقة نحو المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية.
وفي محافظة صلاح الدين، شمال بغداد، دعا محافظها أحمد الجبوري، رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، إلى التدخل الفوري، وارسال قوات عسكرية كافية لمواجهة هجمات «الدولة» شرق المحافظة.
وأعلن الجبوري أن «مناطق شرق صلاح الدين، وهي الدور وشرق سامراء وناحية العلم، تشهد هجمات يومية من قبل عناصر (داعش) يذهب ضحيتها مدنيون وعسكريون، إضافة إلى حرق منازل وسلب ممتلكات وتدمير خطوط نقل الطاقة الكهربائية»، محذراً من «انهيار الوضع في هذه المناطق».
كما تقوم عناصر التنظيم بشن هجمات على الجانب المحرر من مدينة الشرقاط، انطلاقا من الجانب الآخر الذي ما يزال تحت سيطرة التنظيم.
وكان العديد من الخبراء العسكريين العراقيين، قد أبدوا الاستغراب لقيام القوات الحكومية بالتحرك لتحرير الموصل قبل استكمال تحرير العديد من المدن والمناطق الخاضعة لتنظيم «الدولة» القريبة مثل الحويجة والساحل الايمن من الشرقاط وراوة وعانة والقائم.
وبين هؤلاء أن ترك هذه المناطق غير المحررة خلف القوات المتقدمة نحو الموصل، سيعيق عملية التحرير، وسيعني استمرار معاناة السكان فيها من وحشية التنظيم، اضافة إلى قيام «الدولة» بشن هجمات من تلك المدن على المناطق المحررة، كما حصل في الهجمات المتكررة التي شنها على مدن كركوك وصلاح الدين والانبار بعد تحريرها.
مصطفى العبيدي
صحيفة القدس العربي