محمد بن راشد يصنع الأمل ب”تأملات في السعادة والإيجابية”

محمد بن راشد يصنع الأمل ب”تأملات في السعادة والإيجابية”

أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عن إصداره الجديد بعنوان «تأملات في السعادة والإيجابية»، وذلك بهدف صناعة الأمل ونقل التجربة والمساهمة في استئناف الحضارة.
وقال سموه: «تأملات في السعادة والإيجابية» «كتاب نهدف من خلاله لطرح رؤية إدارية وتنموية قائمة على التفاؤل والإيجابية. حاولت في الكتاب الإجابة عن الكثير من التساؤلات التنموية العميقة مما تعلمته وخبرته في حياتي، وبأسلوب قصصي بسيط ليكون الكتاب قريباً من الشباب».
وأضاف سموه قائلاً: «كتاب «تأملات في السعادة والإيجابية» يضم دروساً ونماذج وقصصاً قائمة على فلسفة مختلفة في الحياة.. الإيجابية كمنظور وإسعاد الناس كغاية وأسلوب حياة. نحاول المساهمة عبر الكتاب ولو بشيء بسيط في نقل تجربتنا وصناعة أمل لمنطقتنا واستئناف الحضارة في عالمنا العربي».

ويتناول صاحب السمو في كتابه الجديد طرح عدة قضايا تتعلق برؤية مختلفة للعمل الإداري والتنموي والحضاري، إضافة إلى تأملات قائمة على فلسفة مختلفة في الحياة والإيجابية كمنظور، وإسعاد الشعوب كمحرك للجمهور، والثقة بالنفس والقدرات والثقة بالإنسان العربي.

ويشير سموه في كتابه إلى:
«لعل ما تمر به منطقتنا العربية من نزاعات سياسية وصراعات مذهبية ودينية، وتراجعات اقتصادية وتحولات اجتماعية يجعل الحديث عن مفهوم الإيجابية كأحد الحلول التنموية مستهجناً، ولكن في هذه العجالة أحببت أن أقول لإخواني العرب: لِمَ لا نجرب أن نغير نظرتنا لبعض الأمور، ونتحلى بقليل من الإيجابية في تعاملنا مع التحديات التي تواجهنا، ونُبقي قليلاً من التفاؤل تستطيع الأجيال الجديدة أن تعيش عليه وأن تحقق ذاتها من خلاله؟
ما دمنا كعرب جربنا الكثير من النظريات والأفكار والمناهج، فلا ضير في أن نجرب أن نكون إيجابيين لبعض الوقت، الحروب يمكن أن تدمر البنيان، ولكن الأخطر منها الحروب التي تدمر الإنسان، وتقصف ثقته بنفسه، وتهدم تفاؤله بمستقبله، وتحيله إلى التقاعد عن إكمال السباق الحضاري والمنافسة العالمية».
الكتاب يجيب عن تساؤلات تنموية
ويطرح الكتاب الذي وصفه محمد بن راشد في مقدمته بأنه، كتاب سريع في عباراته، بسيط في كلماته، عميق في معانيه، رؤية مختلفة للعمل الإداري والتنموي والحضاري، رؤية قائمة على التفاؤل والإيجابية والثقة بالنفس والقدرات والثقة بالإنسان العربي.
ويضرب الكتاب أمثلة متعددة للإجابة عن تساؤلات كثيرة حول كيفية تحويل صحراء الإمارات لوجهة سياحية، وكيفية بناء مطار دبي الأول عالمياً وسط رفض كبير من الانتداب البريطاني، وكيف تم وضع حجر الأساس لشارع الشيخ زايد في دبي. كما يعرض الكتاب كيفية قيادة مسيرة تميز حكومية غير مسبوقة عربياً وعالمياً، ونظرة سموه للسياسة وتعامله مع السياسيين.

كما يعرض سموه في كتابه الجديد وجهة نظره في التعامل مع الإرهاب، وماذا يقترح على الحكومات والشعوب العربية لمعالجة التراجع الحضاري والاقتصادي والفكري.
ويتطرق الكتاب بشكل دقيق إلى رؤية صاحب السمو محمد بن راشد آل مكتوم في تشكيل فرق العمل وآلية التعامل معهم، إضافة إلى طرق وضع رؤيته وخططه المستقبلية الطموحة والمبتكرة، وكيفية بناء ثقافة حكومية مقوماتها الشكر والتمكين والتميز لجميع فرق عمله.
كما يسلط الكتاب الضوء على رسالة سموه الموجهة إلى المسؤولين الذين أسماهم «هادمي المعنويات».. وما هو توجيهه للخبراء والمتخصصين في القانون الذين يضعون التشريعات والقوانين التي تحكم حركة الناس والحياة في أي دولة.
ثم يأخذ الكتاب القراء في رحلة من وجهة نظر شخصية قريبة من محمد بن راشد، للتعرف إلى كيفية تقسيم وقته وتجديد طاقته وتفاعله مع أسرته وتعامله مع أزمات تنموية دولية.
هو كتاب يحاول من خلاله محمد بن راشد طرح تأملات إدارية وتنموية، ودروس مستفادة من تجربته وحياته.. تأملات قائمة على فلسفة مختلفة في الحياة، الإيجابية كمنظور وإسعاد الشعوب كمحرك للجمهور..

قائمة على التفاؤل والإيجابية والثقة بالنفس وبالإنسان العربي
محمد بن راشد يطرح رؤية مختلفة للعمل الإداري والتنموي والحضاري

قراءة: جيهان شعيب، محمد إبراهيم، أمين الجمال

في كتاب وصفه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في مقدمته، بأنه كتاب سريع في عباراته، بسيط في كلماته، عميق في معانيه، يطرح محمد بن راشد رؤية مختلفة للعمل الإداري والتنموي والحضاري، رؤية قائمة على التفاؤل والإيجابية والثقة بالنفس والقدرات والثقة بالإنسان العربي.
كتاب يحاول فيه قائد بنى أحد أهم النماذج التنموية الناجحة في المنطقة والعالم أن يجيب فيه عن العديد من التساؤلات التنموية المعقدة بأسلوب قصصي قريب من الجميع وخاصة الشباب – الذين يستهدف الوصول لهم من خلال هذا الكتاب- ويضرب الكثير من الأمثلة والنماذج للإجابة عن تساؤلات كثيرة.. كيف تم تحويل صحراء الإمارات لوجهة سياحية، كيف تم بناء مطار دبي الأول عالمياً وسط رفض كبير من الانتداب البريطاني، كيف يقود مسيرة تميز حكومية غير مسبوقة عربياً وعالمياً، وكيف ينظر للسياسة ويتعامل مع السياسيين، وما هي وجهة نظره في التعامل مع الإرهاب، وماذا يقترح على الحكومات والشعوب العربية لمعالجة التراجع الحضاري والاقتصادي والفكري.

الفصل 1: لماذا السعادة؟

سيظل إسعاد الناس غاية وهدفاً وبرنامج عمل حتى يترسخ واقعاً دائماً ومستمراً
واستهل سموه الكتاب بفصل يحمل عنواناً يثير به تفكير القارئ، ويحثه على التأمل والبحث، فكان سؤال: «لماذا السعادة؟»، ولماذا أصبحت جزءاً مهماً من خطاب الحكومة في دولة الإمارات؟، وأوضح سموه أنه للرد على ذلك، لابد من العودة إلى زمن ليس بالقصير، حيث كان سموه يطرح بصورة مستمرة على نفسه سؤالاً آخر أبسط صيغةً وأكثر عمقاً، مفاده «ما هو دوري الحقيقي كقائد؟ وما دور الحكومة الحقيقي؟ وهل يقتصر دورها على توفير مقومات الحياة للمجتمع أم أن دورها أعمق من ذلك؟»
وجاءت إجابة سموه عن هذه الأسئلة بأنه يمكن للحكومة وقيادتها أن يكون دورها أكثر عمقاً وإلهاماً وتأثيراً، عندما تسعى لإسعاد الناس، فدور الحكومات هو خلق البيئة التي يستطيع الناس من خلالها تحقيق أحلامهم وطموحاتهم.. دور الحكومات خلق البيئة وليس التحكم فيها، ووظيفة الحكومات تمكين الناس وليس التمكن منهم، وعلى الذين قضوا ما بين 30 إلى 40 عاماً من أعمارهم في الوظائف الحكومية أن يفخروا بأنهم قضوا جل حياتهم في سعي دائم لإسعاد البشر.
وأضاف سموه: «نعم نحن نسعى لإسعاد الناس، وسيظل إسعاد الناس غاية وهدفاً وبرنامج عمل حتى يترسخ واقعاً دائماً ومستمراً. لا توجد حكومة كاملة، ولا يوجد عمل دون أخطاء، ولكن الخطأ الحقيقي هو التخلي عن دورنا الحقيقي في إسعاد البشر»، مؤكداً أن السعي لإسعاد الناس سعادة بحق ذاتها، ويظهر ذلك جلياً في تعاليم الدين الإسلامي الحنيف الذي اعتبر إدخال السرور على البشر من أعظم الأعمال، وخير الناس أنفعهم للناس، وإذا كانت العلاقات التي تحكم الناس بحكوماتهم هي تحقيق السعادة، فلا يمكن تخيل وجود أي نوع من العداوات بينهم وبينها.

الفصل 2: هل نغرد خارج السرب؟

الإيجابية طريقة تفكيروالسعادة أسلوب حياة 

وفي الفصل الثاني من الكتاب الذي حمل عنوان«السعادة والإيجابية.. هل نغرد خارج السرب؟»، ذكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أنه منذ بدأ خطاب الحكومة بالتغير حول مفهوم السعادة، يتلقى سموه بين الحين والآخر ملاحظات وتعليقات، ومن بينها سؤال من أحد الإعلاميين العرب، نصه: ألا تعتقد بأنكم تغردون خارج السرب؟، وجاءت إجابة سموه مفعمةً بالأمل والطموح، حيث رد سموه على الإعلامي بقوله:«نحن جزء من السرب، ونحاول أن نبني أملاً لهذا السرب.. لا توجد منطقة في العالم بحاجة للسعادة والإيجابية أكثر من منطقتنا. ثمة قدر هائل من التشاؤم في المنطقة وبالمنطقة»، فما تتناوله وسائل الإعلام على اختلاف أنواعها، فضلاً عما تتناوله وسائل التواصل الاجتماعي، حول المنطقة العربية يؤكد ذلك.
وأشار سموه إلى أن ما جاء به تقرير السعادة العالمي 2015، من أن المنطقة العربية الأعلى في معدل اكتئاب الشباب وتشاؤمهم، مؤلم، ويدفع للتساؤل عن المستقبل الذي ينتظر منطقة سيطر التشاؤم على شبابها ومراهقيها، ومن ثم يأتي إيمان سموه العميق بأهمية بناء التفاؤل والإيجابية ونشر مفاهيم السعادة.

ولفت سموه إلى أن«علاقة الإيجابية بالسعادة هي علاقة المقدمة بالنتيجة.. الإيجابية هي طريقة تفكير، والسعادة هي أسلوب حياة، بمعنى آخر، ليس ما تملكه أو ما تفعله هو ما يجعلك سعيداً، بل كيفية تفكيرك بكل ذلك».
وفي رد سموه على سؤال حول حجم الميزانية المرصودة لبرنامج السعادة في الدولة، قال سموه:«السعادة ليست برامج منفصلة عن عمل الحكومة اليومي.. السعادة هي برنامج الحكومة الرئيسي، وميزانية الحكومة كلها من أجل تحقيق سعادة الناس».
وقسَّم سموه السعادة إلى نوعين؛ أحدهما شخصية لها أدواتها وعلمها، والأخرى مجتمعية، والأخيرة«هي ما نسعى إليه في عملنا الحكومي».

وأكد سموه أن السعادة تحقق وفرات مالية للحكومة، فالسعادة تؤثر في المجتمع صحياً، ما يؤثر في إنتاجية الموظفين.

الفصل 3: خياران أمام التحديات

التحديات فرصتنا للتفكير بطريقة مختلفة ولاختبار طاقاتنا وقدراتنا

وفي الفصل الثالث الذي حمل عنوان«خياران أمام التحديات»، استعرض صاحب السمو نائب رئيس الدولة ما تلقاه من نصائح، عقب تولي سموه رئاسة الحكومة الاتحادية عام 2006، فكثير من كلمات التهاني حملت معها العديد من التحديات التي لا تشي بتفاؤل في تحقيق تغيير يذكر، وكان من بين هذه الكلمات أن الحكومة روتينية وبطيئة، وتواجه العديد من المشكلات المالية والإدارية، ولديها تراكمات وديون، واحتياجات الناس كثيرة، وتلبيتها تحتاج إلى موارد مالية وطاقات لا تتوفر بسهولة، فضلاً عن أن الحكومات المحلية تسبق الاتحادية، ومن ثم فإن هناك العديد من التحديات التي تقترب من المستحيل.
وأضاف سموه: «هم كانوا كمن يقول، لا تتعب نفسك، فالموضوع أصعب مما تتصور، وأكبر من أن تحاول، وتغيير الحال يقترب أن يكون من المحال»، متابعاً سموه:«كنت أسمع وأبتسم.. لأنني كنت أرى أشياء مختلفة، كنت أرى فرصة كبيرة أمامي لإنجاز شيء جديد في حياتي، كنت أرى الحكومة بعد سنوات ليست بالبعيدة، حكومة من أفضل حكومات العالم، كنت أرى نعمة وأمانة وضعها الله بين أيدينا؛ أن نخدم الناس، وأن نسعد الناس، نسعد شعباً كاملاً».

الفصل 4: الإيجابية في نظري

الإيجابية هي النظارات التي يضعها الإنسان فوق عينيه عندما يشاهد العالم

وجاء الفصل الرابع يحمل عنوان«الإيجابية في نظري»، ليجيب خلاله صاحب السمو نائب رئيس الدولة على سؤال؛ ما هي الإيجابية؟ وكيف يمكن تطبيقها في الحياة العملية والإدارية، لافتاً سموه إلى أن كل ما قرأه وسمعه حول مفهوم الإيجابية، يشير إلى أن كل متخصص يعرفها بحسب الزاوية التي يتناول بها موضوعه، سواء كانت نفسيةً أو اجتماعيةً أو فكريةً أو غير ذلك، لكن سموه طبق تعريفاً آخر مبسطاً للإيجابية يصلح لأن يكون الأقرب للتطبيقات الإدارية والقيادية.
وأضاف سموه:«الإيجابية باختصار تتعلق ب»نظرة الإنسان للأمور«، هي النظارات التي يضعها الإنسان فوق عينيه عندما يشاهد العالم، أو يشاهد التحديات، أو يشاهد المستقبل، أو يشاهد الناس من حوله، أو يشاهد الحياة بشكل عام، فإذا كانت النظارات سوداء، رأيت التحديات صعبة، والمستقبل مظلماً، ورأيت الناس من حولك بعين الشك، ورأيت العالم مليئاً بالكوارث والمصائب والشر، أما إذا كانت نظرتك إيجابية، رأيت في التحديات فرصاً، وفي المستقبل نجاحاً، وفي الناس طاقات وإمكانات ومواهب وخيراً، ورأيت العالم مليئاً بالإنجازات والسعادة وسريعاً في التقدم والتطور».

الفصل 5: إيجابيون منذ البداية

التحديات والعقبات ليست نقطة النهاية بل فرصة لإبداع حلول جديدة

وتناول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في الفصل الخامس من الكتاب تحت عنوان«إيجابيون منذ البداية»، تجربة الدولة التي قامت منذ بدايتها على عدة مبادئ إدارية وقيادية وإنسانية، من أهمها التفاؤل بالمستقبل، وتوقع الأفضل، والثقة بالقدرات، والإيمان بالإمكانات، والتوكل على الله، وكل هذه الأمور يجمعها مفهوم الإيجابية، وتساعد على خلق السعادة، مضيفاً سموه:«شخصياً ترسخ لديّ هذا المفهوم مما رأيته وسمعته وعشته مع الآباء المؤسسين الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما.. التحديات والعقبات ليست نقطة النهاية بل فرصة لإبداع حلول جديدة».
وتابع سموه:«من يصدق أن رجلين في خيمة في الصحراء عام 1968 كان لديهما هدف بناء دولة متقدمة عالمية ومتطورة؟ من يتخيل أن رجلين كان لديهما التفاؤل والثقة الكافيان للنجاح في تحويل إمارات متصالحة يسودها النظام القبلي ويتنازعها العوز وقلة العلم إلى دولة مؤسسات وأنظمة وسلطات وقوات نظامية وتعليم نظامي وجامعات؟.. أليس كل ذلك تفاؤلاً وإيجابية؟.. تخيلوا لو أن زايد وراشد كانا قائدين سلبيين، أين ستكون دولة الإمارات اليوم؟».

الفصل 6: اغمض عينيك لترى

لا شيء أسوأ من أن يهتز يقين القائد برؤيته ويتردد في عمله ويتشاءم من مستقبله

وتحت عنوان«اغمض عينيك لترى»تحدث صاحب السمو نائب رئيس الدولة في الفصل السادس عن الصفة الأساسية لأي قائد ناجح، وهي قدرته على رسم صورة إيجابية ومتفائلة للمستقبل،«فالقائد الإيجابي هو الذي يغمض عينيه ويتخيل المستقبل ويرى الإنجاز الذي يريد تحقيقه بكل تفاصيله وبكل جماله، وبكل نتائجه، بصورة كاملة، حتى أنه يستطيع أن يعيش مشاعر هذا النجاح الذي لم يبدأ بعد. القائد الإيجابي هو قائد ذو رؤية ثاقبة، تسبق بصيرته بصره».
وقال سموه:«دائماً ابدأ والصورة النهائية في ذهنك، وكن إيجابياً ومتفائلاً وواثقاً بقدراتك على تحويل الصورة إلى واقع. لا شيء أسوأ من أن يهتز يقين القائد برؤيته، ويتردد في عمله، ويتشاءم من مستقبله».
ولفت سموه إلى أن الشيخ راشد بن سعيد، رحمه الله، أراد في مطلع السبعينات أن يبني أطول برج في الشرق الأوسط بدبي، ولم يكن ذلك مستغرباً، حيث كان يريد لمن يأتي بعده أن يبدأ من حيث انتهى هو، طيب الله ثراه، واليوم يشهد شارع الشيخ زايد في دبي أكثر من 50 ناطحة سحاب، ويعتبر من أرقى الشوارع وأعلاها أبراجاً عالمياً.
وذكر سموه أنه قبل عدة سنوات أراد تحسين الأداء الحكومي، فتم وضع هدف رئيسي وصورة نهائية لحكومة من أفضل الحكومات أداءً، ولكن بعض الوزراء جاء لسموه يشتكي من كثرة تقارير المتسوقين السريين، وغيرها، لكن سموه أصر على استمرار هذا المشروع حتى أصبحت الحكومة من بين الأكثر كفاءة عالمياً، والمؤشرات أصبحت جزءاً من العمل اليومي.
ولفت سموه إلى أن أكثر من 30 عاماً مرت على تأسيس«طيران الإمارات»، وكان سموه يناقش باستمرار مع سمو الشيخ أحمد بن سعيد لمناقشة التقارير واتخاذ القرارات الضرورية لتحسين الخدمة، حتى أضحت الآن الخدمة المميزة التي تقدمها«طيران الإمارات»هي الضامن لولاء العملاء حتى في أوقات الأزمات التي تعرضت لها شركات الطيران خلال السنوات الماضية.

الفصل 7: الموظف الإيجابي

الموظف الإيجابي متفائل لا يقف ولا يتردد بل يبادر ويكون دائماً في الصف الأول

وفي الفصل السابع الذي حمل عنوان«الموظف الإيجابي»، تحدث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن الجوانب الإدارية والقيادية التي يمكن تطويرها بالاستفادة من مفهوم الإيجابية، وبخاصة في تطوير الموظفين، وبناء فرق العمل الفعالة والمنتجة، مضيفاً سموه:«هناك حقيقة لابد من إدراكها جيداً بالنسبة لأي قائد، وهي أنه لا يوجد شخص غير ملهم، أو فكرة غير مهمة، أو وظيفة غير مهمة. كل إنسان له طاقة متفردة، عظيمة ومختلفة».
وأشار إلى أن«كل إنسان له قيمة، له إبداع، له مهارة. كل إنسان له دور في هذه الحياة، وهذه هي النظرة الإيجابية التي لا بد أن ننظر بها لمن حولنا وما حولنا من الأفكار والأشخاص والوظائف، مضيفاً أن «الطاقة الإيجابية تعطيك همة في النفس، وإشراقة في الوجه، ولمعة في العين، وهي طاقة إبداع تصنع المستحيل. هذا هو الموظف الإيجابي متفائل واثق بقدراته، لا يقف، ولا يتردد، ولا ينتظر غيره، بل يبادر ويكون دائماً في الصف الأول».
وذكر سموه قصة إحدى الموظفات في الحكومة الاتحادية، وهي الشابة «منار الحمادي» التي تم تكريمها ضمن برنامج الشيخ خليفة للتميز الحكومي لتميزها في عملها، فهذه الشابة الكفيفة تم تكريمها لأنها متفوقة في عملها على أقرانها، فهي تعمل محامية عن قضايا الدولة في وزارة العدل، ولم تخسر أية قضية منذ توليها وظيفتها.

الفصل 8: بناء فريق العمل

اعمل على تحقيق السعادة لفريق عملك ليحققوا السعادة للمجتمع من حولهم

وتحدث صاحب السمو نائب رئيس الدولة في الفصل الثامن بعنوان «الإيجابية في بناء فريق العمل»، عن أن كل مسؤول وكل قائد، وكل صاحب مشروع، بحاجة لفريق عمل، «بل يمكن أن نقول كل مجتمع، وكل دولة، وكل أمة بحاجة لفريق عمل لتبني وتعمر وتتعاون وتنجز وتشارك في فرحة الإنجازات، وتقف متوحدة أمام التحديات التي تواجهها، والسؤال: كيف يمكن أن نكون إيجابيين عند بناء فرق العمل؟».
وقال سموه: «دائماً انظر لفريق عملك بإيجابية، واعمل على تحقيق السعادة لهم ليحققوا السعادة للمجتمع من حولهم»، مضيفاً: «سرعة القائد من سرعة فريق عمله، وقوته من قوتهم، وذكاؤه محصلة ذكاء كل أعضاء الفريق.. فريق عمل يستطيع الوصول للمريخ، وفريق آخر لا ينجز معاملات ورقية! السبب القائد وبيئة العمل».

وتابع سموه إن «البعض يختار فريق عمل ضعيفاً ليريح نفسه وليثبت لذاته ولغيره أنه هو الأفضل، والبعض الآخر يستمر بالبحث عن أخطاء الفريق وتضخيمها ليثبت لهم أنه دائماً على صواب وأن الحكمة خُلقت له وحده.. عندما تكون نظرتنا إيجابية لفريق عملنا ستتغير طريقة تعاملنا معهم، وستتغير معها أيضاً الأجواء والبيئة التي يعمل فيها فريق العمل، وستتغير فاعلية ونتائج فريق العمل للأفضل دائماً».

وذكر سموه أنه قبل سنوات تم اتخاذ القرار ببدء العمل في مجال الأقمار الصناعية، وكان الهدف البعيد أن تقوم الدولة بتصنيع هذه الأقمار بنفسها، وتم استدعاء مجموعة من الشباب، وتشكل منهم فريق عمل، وتم تحديد الهدف لهم بصورة واضحة، فسافر أولئك الشباب إلى كوريا الجنوبية، وتعلموا ثم بنوا أول قمر صناعي مع الكوريين، ثم بنوا الثاني بمشاركة أكبر منهم، والآن هم يعملون على تصنيع أول قمر صناعي عربي بالكامل بأيد إماراتية.

الفصل 9: العرب الإيجابيون

أسوأ شيء نفعله هو أن ننتظر لأن الانتظار ضياع للسنوات وفوات للإنجازات

وفي الفصل التاسع، الذي اندرج تحت عنوان «العرب الإيجابيون»، اقترح صاحب السمو نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، ثلاثة عناوين مهمة يمكن أن تكون بداية لنا كعرب لتغيير نظرتنا التشاؤمية، والتحول للإيجابية، قائلاً سموه، حول ذلك، «إن التحديات التي تمر بها المنطقة من نزاعات سياسية، وصراعات مذهبية، ودينية، وتراجعات اقتصادية، وتحولات اجتماعية، وهزائم علمية ورياضية، جعلت الحديث عن مفهوم الإيجابية مستهجناً، وبعيداً عن الواقعية، ومغرقاً في المثالية، إلا أنه لابد من تغيير النظرة لبعض الأمور، والتحلي بالإيجابية في التعامل مع التحديات التي تواجهنا، لنكون كعرب إيجابيين لبعض الوقت، مع تغيير نظاراتنا السوداء لفترة من الزمن، من خلال ثلاثة أمور كبداية».
وجاء نص الأمر أو الشيء الأول تحت عنوان «منذ آلاف السنين وأبناء هذه المنطقة هم منبع الحضارات وأصلها، وقدموا الكثير للعالم»، وحوله أكد سموه، ضرورة أن ينظر العرب بإيجابية لقدراتنا وإمكاناتنا، كون الثقة بالنفس أولى خطوات التغيير للأفضل؛ حيث بإمكانهم حينذاك تغيير واقعهم، والعالم من حولهم، فضلاً عن إمكانية تحولهم لقوة عظمى اقتصادياً، وسياسياً، وعلمياً خلال فترة بسيطة من الزمن، متسائلاً سموه عن السبب في ألا يستطيع أبناء العرب اليوم تكرار التفوق الحضاري نفسه الذي حققه أجدادهم، الذين لا يزال تأثيرهم حاضراً لليوم، في ضوء أن منطقتنا منطقة حضارات، ونحن صناعها منذ آلاف السنين، وأبناء المنطقة منبع الحضارات، وقدموا الكثير من الإبداعات والابتكارات للعالم، علاوة على استفادة الحضارات الغربية الحديثة من العرب، ومن علمائهم في علوم الطب، والفلك، والكيمياء، والرياضيات.
وتضمن الأمر الثاني، الذي جاء بعنوان: «أخطر الحروب تلك التي تدمر الإنسان، وتقصف ثقته بنفسه، وتهدم تفاؤله، وتحيله إلى التقاعد عن إكمال السباق الحضاري»، في تأكيد من سموه لوجوب النظر بإيجابية للمستقبل، مستغرباً سموه من التشاؤم الموجود في كثير من الدول العربية.
ودار الشيء الثالث حول: «أسوأ شيء نفعله هو أن ننتظر، لأن الانتظار ضياع للسنوات، وفوات للإنجازات»، وعن ذلك انتهى سموه للقول: إن الله -سبحانه وتعالى- يقول «اعملوا»، ولم يقل «انتظروا حتى نرسل لكم معجزة»، فيما استهل سموه حديثه حول المحور الثالث، بأن الحروب التي تدمر الإنسان، وتقصف ثقته بنفسه، وتهدم تفاؤله بمستقبله، وتحيله إلى التقاعد عن إكمال السباق الحضاري، والمنافسة العالمية، أخطر من الحروب التي تدمر البنيان.
وطالب سموه، بالتوقف عن الانتظار، مشيراً إلى أن كثيراً من العرب لديهم عقدة الانتظار، كأن تهبط معجزة من السماء ليتغير حالهم، فيما لابد لكل واحد من العمل والاجتهاد بتفان، وإخلاص، وعلى كل دولة الابتكار في مشاريعها، والانطلاق في مبادراتها.

الفصل 10: القدوة الإيجابية

أن تكون قدوة إيجابية هو أن تؤمن بفكرتك وأن تكون أنت أول من ينفذها

وفي الفصل العاشر، وتحت عنوان: «القدوة الإيجابية»، تحدث سموه عن ثلاث مبادئ رئيسية، الأول: هو «أن تكون قدوة إيجابية هو أن تؤمن بفكرتك، وأن تكون أنت أول من ينفذها قبل أن تطلب من الآخرين تطبيقها»، مستهلاً سموه الحديث، بأن هناك علاقة بين كلمتي القائد والقدوة، من حيث كونهما علاقة مقدمة ونتيجة؛ حيث لا يوجد قائد حقيقي إيجابي، يتأثر به الناس، من دون أن يمثل قدوة حقيقية في أفعاله، وأقواله، وأفكاره لمن حوله، ومؤكداً سموه ضرورة إيمان الفرد بنفسه حتى يؤمن به الناس، ومشيراً إلى الإمارات في هذا الجانب كونها مرت بتحديات كثيرة، وأوقات صعبة، في بداية تأسيس الدولة، وكان الشعب ينظر لقادته فيراهم ثابتين، مستمرين في عملهم، مقتنعين بفكرتهم، غير مترددين في قراراتهم، فانعكس ذلك إيماناً أكبر بفكرة الاتحاد على جميع من حولهم، واستمر ذلك، حتى جاءت أجيال جديدة مستعدة للتضحية بروحها ودمها فداء لفكرة الاتحاد، ولكل ذرة من ترابه.
ولفت سموه من جانب آخر إلى الأزمات المالية، والصعوبات الاقتصادية التي مرت على الدولة في السنوات الأخيرة، قائلاً: «كان الناس ينظرون إلينا، وينتظرون منا الحديث أو الكلام، فأرسلنا لهم رسائل بأفعالنا قبل أقوالنا، وبمبادراتنا قبل خطاباتنا، وبتوسعاتنا في مشاريعنا قبل تصريحاتنا، فأطمأن الناس، ووثق العالم بنا، لأنهم رأوا قناعة داخلية قوية وإيجابية عندنا بأننا لا نتراجع أو نستسلم، بل نبتكر دائماً حلولاً وأفكاراً جديدة، ورأى الناس أن التنمية بالنسبة إلينا ليست مشاريع متفرقة هنا وهناك، بل أسلوب حياة عندنا، وخيار أوحد لا ثاني له، ومسيرة مستمرة منذ أكثر من 45 عاماً، ولن تتوقف».

وفي المبدأ الثاني، الذي طرحه سموه، الذي اندرج تحت عنوان: «أن تكون قدوة إيجابية هو أن تؤمن بفكرتك، وأن تكون أنت أول من ينفذها قبل أن تطلب من الآخرين تطبيقها، تحدث سموه عن الشيخ راشد -رحمه الله- في نهاية سنوات السبعينات عندما تولى رئاسة الوزراء في حكومة الدولة، وكانت أمامه تحديات كبيرة في تطوير بنية تحتية في جميع أنحاء الإمارات، وخطط متعاظمة، وعندما شرع في العمل عليها، لاحظ الروتين الذي يكتنف أداء الحكومة، والمراسلات، واللوائح، والأعمال الورقية، التي تغرق فيها الوزارات المعنية، فتولى بنفسه متابعة تنفيذ المشاريع، لاسيما المتعلقة بالبنية التحتية، والإسكان.
وتحت عنوان: «القدوة الإيجابية أسرع وأقوى طريقة للتعلم، فالناس لا ينظرون لكلماتك بقدر ما ينظرون لأفعالك» جاء المبدأ الثالث الذي استهله سموه بعنوان: «إذا آمنت بنفسك آمن الناس بك، وإذا تفاءلت بعملك، تفاءل الناس من حولك وحققوا أهدافك»، قائلاً سموه في ذلك: «أن تكون قدوة إيجابية هو أن تؤمن بفكرتك، وتتفاءل بنجاحها بحيث لا تتردد في تطبيقها، وتكون أنت أول من ينفذها قبل أن تطلب من الآخرين تطبيقها».

الفصل 11: كن إيجابياً

الابتسامة في الإمارات جزء من تكويننا وطريقتنا في التعامل

«كن إيجابياً وابتسم» حول هذا العنوان جاءت كلمات سموه، المؤكدة وجوب التزام الموظفين بالابتسام للمتعاملين، على أن تنبع الابتسامة من الداخل، ولا تفرض من الخارج، وأن تكون صادقة حتى يكون لها تأثيرها، وأن تكون عن قناعة، وليس عن طريق لوائح تنفيذية، وأن تتغير نظرة الموظفين لموضوع الابتسامة، وتأثيرها عليهم وعلى من حولهم، وتأثيرها في إنتاجيتهم، وسعادتهم ونجاحهم؛ حيث ستكون بعد ذلك تلقائية وصادقة، وأجمل ما يهدى لأي إنسان هو ابتسامة حقيقية للتخفيف من تعبه، وتوتره، عدا ذلك فتأثير الابتسامة الإيجابية ينعكس على الموظف نفسه أكثر من تأثيرها على غيره.
وضمن عنوان ثان نصه: «الابتسامة لدينا في الإمارات جزء من تكويننا وهويتنا، وطريقتنا في التعامل مع الناس»، لخص سموه الأمر في قوله: «يظن بعض الناس خطأ أن النجاح يؤدي للسعادة، ولكن الحقيقة هي أن الإيجابية تؤدي للسعادة، والسعادة تولد النجاح، والابتسامة لدينا في الإمارات جزء من تكويننا، وهويتنا، وطريقتنا في التعامل مع الناس، وجزء من الصورة الذهنية التي نريدها أن تنطبع عند كل زائر لنا، أو متعامل معنا».

وختم سموه حديثه في الفصل بعنوان: «يمكن للإنسان أن يقاوم خروج دمعة من عينيه، ولكن لا يمكن أن يقاوم ابتسامة صادقة أمامه دون أن يبتسم لها».

الفصل 12: إيجابية الأزمات

القائد الإيجابي لا ينظر للأزمة على أنها نهاية العالم بل بداية عالم جديد من الإبداع

وتحت عنوان: «إيجابية الأزمات»، لفت سموه إلى أن نظرة الإنسان الإيجابي للأزمات تختلف عن السلبي، وتعامله معها، وتفاعله مع معطياتها يختلف تماماً، وهناك قناعة داخلية راسخة لدى الإنسان الإيجابي، بأنه في كل أزمة فرصة، ومع كل محنة منحة، وكل مصيبة لها فوائد، وأن كل أزمة تبدأ كبيرة وتنتهي صغيرة، وبأن أزمات اليوم هي قصص الغد، وبأن الأزمة فرصة للإبداع، ولاختبار الطاقات والقدرات، وتطوير الإمكانات، والتفكير في مجالات جديدة بطرق مختلفة؛ حيث روى سموه ما مرت به دبي في أواخر عشرينات القرن الماضي، من القحط، نظراً لقيام اقتصادها على تجارة اللؤلؤ المكلفة والخطرة، والمحفوفة بالكثير من التحديات وغير ذلك.
وتضمن الفصل خمسة عناوين مهمة تعد بمنزلة مبادئ حياة.

الفصل 13: صناعة الحظ

الإنسان الإيجابي لا ينتظر ابتسامة الحظ له بل يبتسم للحياة ويسعى منطلقاً خلف أحلامه

«صناعة الحظ» هو العنوان الرئيسي للفصل، الذي تحدث فيه سموه عن فكرة انتظار الكثيرين لتغير الظروف، وتبدل الأحوال، وتحسن الأجواء، ليحققوا النجاح في حياتهم، ينتظرون الحظ ليزورهم، والفرصة المناسبة، والوقت المناسب، والشخص المناسب الذي سيحقق لهم أحلامهم، وطموحاتهم، ويغير لهم حياتهم، قائلاً سموه: «الإنسان الإيجابي نظرته مختلفة للحظ، فهو لا ينتظره، بل يصنعه، ولا ينتظر ابتسامة الحظ له، بل يبتسم هو للحياة، ويسعى منطلقاً خلف أحلامه، وطموحاته، يقولون أن دبي ابتسم لها الحظ، وتهيأت لها الظروف، وتغيرت الأحوال لمصلحتها، وأنا أقول: عندما يريدون التقليل من مجهوداتك، فإنهم ينسبون نجاحك للحظ».
وتضمن الفصل عناوين تعد نواميس للحياة، إن أخذ بها الفرد، أولها: «أن الإنسان الإيجابي لا ينتظر ابتسامة الحظ له، بل يبتسم هو للحياة، ويسعى منطلقاً خلف أحلامه وطموحاته، وأن الحظ لا يصنع الرجال، هم الذين يصنعون الحظ، ويقولون أن دبي ابتسم لها الحظ، وأنا أقول: عندما يريدون التقليل من مجهوداتك، فإنهم ينسبون نجاحك للحظ»، خاتماً سموه بالقول للشباب وللأجيال: إذا كنا إيجابيين فلابد أن نغير نظرتنا لمفهوم الحظ، الإنجازات والنجاحات ليست ضربة حظ، بل جد، واجتهاد، واستعداد، وإيمان، والسماء لا تمطر ذهباً، والأرض لا تخبئ لكم كنوزاً، والفرص لا تنتظر من يستيقظون متأخراً، أقول لشبابنا حظكم الحقيقي ليس ما تحصلون عليه من مكافآت، بل ما أعطاكم الله من مواهب، وقدرات، وطاقات، وإمكانات.

الفصل 14: هادم المعنويات

أكبر نجاح لأي قائد ليس صناعة الإنجازات بل صناعة الإنسان

«هادم المعنويات» العنوان العريض للفصل، الذي ضمنه سموه أقوالاً شديدة التميز والموضوعية، هي: «أكبر نجاح لأي قائد ليس صناعة الإنجازات، بل صناعة الإنسان»، «وهل يمكنك أن تتخيل غابة لا تنمو أشجارها؟ كذلك لا يمكن أن توجد مؤسسة قوية لا ينمو أفرادها»، و«الإنسان خلق لينمو ويتطور، عندما نحد من فرص النمو لموظفينا، فنحن نعاكس هذا القانون الكوني المهم»، و«القائد الإيجابي يستطيع أن يتحكم في الفرعون الصغير الذي بداخله، ويتواضع للناس، وينسب النجاح لفريق عمله»، و«عامل موظفيك كما تحب أن يكونوا مع متعامليك».
ومن ضمن حديث سموه حول هذه العناوين أو بالأحرى المبادئ، تأكيده في قوله: «لا توجد في قوانيننا، أو لوائحنا عقوبة لهدم معنويات فريق العمل، لا توجد سياسة إرشادية للتعامل مع المدير «هادم المعنويات»، وقاتل الطموحات، ومهدر الطاقات، ولعلي استغل الكتاب لإيصال بعض الرسائل التي لا يمكننا إيصالها بالطرق الرسمية، أو تغيير بعض السلوكيات التي لا يمكن أن تغيرها اللوائح التنفيذية، أنا أؤمن أن التغيير بالإقناع، والحجة، والبرهان أكبر تأثيراً، وأعمق أثراً من التوجيهات الرسمية، والمخاطبات الجافة».

الفصل 15: الحكومة الإيجابية

عندما يسود الشكر بين القيادة والشعب تسود في المجتمع روح الخير والإيجابية

وتحت عنوان: «الحكومة الإيجابية سعادة للمجتمعات» يدور الفصل، الذي يقول فيه سموه: «إنه لا جدال أبداً بأن العمل المؤسسي سواء كان حكومياً أم خاصاً، لابد أن يخضع لأنظمة، ولوائح، وإجراءات، ومشاريعه لابد أن تخضع لدراسات علمية معمقة، وواقعية، وعملية»، ويلخص سموه العنوان في عدة أقوال مهمة هي: «بعض المسؤولين عندما يبدأون في صياغة القوانين ينظرون لأفضل الممارسات، نحن نقول لهم: انظروا لما يسهل الحياة، وهناك فرق»، و«الخطط ليست وثائق منقوشة في الحجر، بل هي وثائق لتحسين حياة البشر»، و«عندما تغير نظرة فريق العمل للمشروع الذي بين أيديهم، تتسع مخيلتهم، ويفاجئونك بإبداعاتهم»، و«نحن لا نريد مطاراً لدبي، نحن نريد أن تكون دبي مطاراً للعالم».

الفصل 16: شكراً لكم أيها الشعب

نشكر التحديات التي تعلمنا منها والماضي الذي أوصلنا إلى ما نحن عليه

«شكراً لكم أيها الشعب» هذا العنوان، الذي اندرج تحته مضمون الفصل، قال عنه سموه: عنوان هذا الفصل ليس من كلامي، بل هو من كلام المؤسس، طيب الله ثراه، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، هذه كانت كلمته الرئيسة عندما يلتقي جمعاً من الناس في محفل عام، وكان -رحمه الله- هو من يستحق الشكر الجزيل، لأنه سخر حياته لتأسيس دولة الاتحاد، وتغيير حياة شعب كامل من ظروف قاسية وشديدة، إلى حياة الرخاء والرفاهية خلال سنوات معدودة، وكان -رحمه الله- من يشكر الناس، لماذا كان الشيخ زايد يشكر الشعب في كل مناسبة؟ لا أعرف الإجابة تحديداً، ولكن ما أعرفه أن الشكر والقيادة شيئان متلازمان، لا يوجد قائد لا يشكر.
واستكمالاً لروح القائد في توجيه كلمات الشكر المحفزة للإنتاجية، والرافعة للروح المعنوية، أرفق سموه عدداً من المبادئ الواجب الأخذ بها في التعامل الإيجابي، وهي «نشكر التحديات التي تعلمنا منها، ونشكر الظروف التي صنعتنا، ونشكر الماضي الذي أوصلنا إلى ما نحن عليه»، و«لا يوجد قائد لا يشكر الناس، ولا يجوز أن يكون قائداً من لا يشكر فريق عمله»، و«عندما يسود الشكر بين القيادة والشعب، تسود في المجتمع روح الخير، والإيجابية، والتماسك».

الفصل 17: 200 مليون إيجابية

هناك قادة أخذوا شعوبهم للفضاء وقادة أرجعوا شعوبهم 50 عاماً للوراء

أكد صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في الفصل السابع عشر من كتاب «تأملات في السعادة والإيجابية»، الذي جاء تحت عنوان «200 مليون طاقة إيجابية»، أن أهم سلاح لمواجهة الإرهاب والتطرف، ليس في الجيوش والعتاد والمدرعات والطائرات، بل في الأمل.
ويرى سموّه أن التحدي الأكبر ليس ما تواجهه المنطقة اليوم، بل ما ستواجهه خلال العقود المقبلة، إذ إن الخطر الأكبر ليس في مجموعات متطرفة هنا وهناك، بقدر الفكر الذي يحرك تلك المجموعات، حيث ينتشر يوماً بعد الآخر.

وركز سموّه، في هذا الفصل، على أن المنطقة العربية لديها 200 مليون شاب عربي، أمامهم «خياران»، الأول أن يفقدوا الأمل بمستقبل أفضل وحياة أفضل، ليصبحوا فريسة للفكر المتطرف ووقوداً للصراعات المذهبية والطائفية العرقية، والثاني الأمل الحقيقي بالمستقبل، وثقة كبيرة بحياة أفضل، وطاقة إيجابية لصنع بلد أفضل. مضيفاً سموّه: لدينا خياران: إما 200 مليون شاب بطاقة إيجابية كبيرة يمكن أن يغيروا العالم للأفضل، أو 200 مليون شاب تتنازعهم قوى الإرهاب.

وأكد سموّه أنه ينبغي خلق أجواء إيجابية في عالمنا العربي، ولا بدّ من تعزيز قيم الإيجابية والتسامح والتفاؤل بالمستقبل، حتى يستطيع الخروج من دائرة لا متناهية من الصراعات والتوترات التي لا يربح فيها أحد، فلا بدّ من توجيه العقول والقلوب نحو صناعة الحياة وليس صناعة الموت، وتوجيهها نحو تعايش الحضارات وليس صراع الحضارات، ونحو بناء المستقبل وليس التعلق بخلافات الماضي السحيق.

وقال سموّه: «بدأنا في الإمارات حراكاً لنشر هذه القيم والأفكار والمبادئ، عبر تغيير هيكلي يعد الأكبر في حكومتنا، عيّنا فيه وزيرة للتسامح لترسيخ هذا المفعوم محلياً وعربياً، ووزيرة للسعادة ووزيرة شابة عمرها 22 عاماً للشباب، لنقل أفكارهم وتطلعاتهم وطموحاتهم.
وأضاف سموّه أن الشباب العرب قادرون على تغيير الواقع للأفضل، فالشباب الذين بنى أجدادهم إحدى أعظم الحضارات قادرون بكل تأكيد على إعادة البناء وتغيير الواقع، بل ومنافسة العالم، موضحاً أن شباب العرب توّاقون ومبدعون وقادرون متى توافرت لهم الفرص والبيئة الصحيحة.
وأشار سموّه إلى استطلاع رأي للشباب العرب، تجريه إحدى الش ركات العالمية سنوياً، إذ تأتي الإمارات دائماً واجهة أولى مفضلة للعمل والحياة، لتسبق الوجهات الغربية المعتادة، فلم نفعل في الإمارات شيئاً غير توفير البيئة الصحيحة والسليمة، ليحقق الشباب أحلامهم، وليدركوا طموحاتهم، ولا أقول ذلك اليوم لنتفاخر، بل لأثبت أن الأمل كبير بالمستقبل، وهناك الكثير مما يمكن أن نفعله.

وقال صاحب السموّ نائب رئيس الدولة «متفائل دائماً»، مهما كانت الظروف صعبة، وضمن أنصار بثّ روح الإيجابية بشكل كبير في عالمنا العربي؛ نريد تغيير نظرة الشعوب لواقعنا. مؤكداً سموّه أنه لا يتحدث هنا عن إعطاء أمل كاذب ووهم للشعوب العربية، بل يتحدث عن نظرة متوازنة للأمور. وتساءل سموّه:«هل حالنا اليوم كأمة عربية أفضل أم حالنا قبل خمسين عاماً مثلاً أو حتى قبل 25 سنة؟».

»لماذا لا نتفاءل؟«، سؤال عريض طرحه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، إذ أوضح جوانب متعددة، ومجالات كثيرة حيوية، شهدت تطويراً منشوداً، وحققت قفزات نوعية، وإنجازات تستحق التفاؤل والأمل بالمستقبل، منها التعليم، إذ انخفضت نسبة الأمية إلى 19% مقارنة بعام 2005 الذي كانت فيه 35%، ما يؤكد ارتفاع معدلات التعليم، فضلاً عن مئات الملايين من الشباب العرب المتعلمين والجاهزين للعمل والإنتاج.

وانتقل سموّه إلى حضور التكنولوجيا بقوة في حياتنا، والمعرفة التي أصبحت اليوم في متناول الجميع عبر الشبكات الإلكترونية، لافتاً إلى تضاعف إجمالي الناتج الاقتصادي للدول العربية، 5 مرات بين 1980 -2010، بحسب تقارير البنك الدولي، ما يعني أن هناك تطوراً اقتصادياً، فضلاً عن ارتفاع دخل الفرد بين 2004-2011 عربياً، بنسبة 100%، أي زاد بمعدل الضعف خلال 7 سنوات.

واشتملت نماذج التطور المشرقة التي طرحها سموّه، القضاء على الأمراض السائدة في السابق مثل الملاريا وشلل الأطفال والأمراض الوبائية الأخرى، فضلاً عن الحرية التي تتمتع بها الدول العربية، بعد أن كانت مستعمرة في السابق، فضلاً عن التقدم الذي شهده قطاع النقل والملاحة الجوية والبحرية، الذي سهل حركة التنقلات بين الدول والشعوب.
وأشار سموّه إلى تطور الأسواق التي كانت محلية محدودة في السابق، وبات العالم سوقاً للجميع، مؤكداً أن الحياة أصبحت أسهل وأسرع والفرص فيها أكثر وأكبر. فلدينا طاقات كبيرة وشعوب متعطشة للتطوير والعمل والاستقرار.
وأكد سموّه أن أزمتنا الحقيقية في الإدارة الحكومية العربية، وكررتها قبل 15 عاماً، أنها ضعيفة في شتى المجالات «اقتصادياً وسياسياً أو حتى رياضياً»، فهناك قادة أرجعوا شعوبهم إلى الوراء، وآخرون قادوا شعوبهم إلى الفضاء، وارتقوا بهم لينافسوا العالم في جميع المجالات، فالإنسان هو نفسه الذي بنى الحضارات وأسّس الثقافات وابتكر الاختراعات سابقاً، وما زال لدينا موارد عظيمة من كل الثروات.
والشباب اليوم بحاجة إلى نماذج من قادة ناجحين، يزرعون فيهم الأمل ويوفرون لهم الفرص، وإلا سينجرفون خلف التعصب والتطرف والإرهاب. وما زلت متفائلاً، حيث إن معظم المؤشرات التاريخية تؤكد أن عالمنا العربي يحاول النهوض، ولكن يحتاج إصلاح الإدارة لينطلق بقوة وينافس العالم.

الفصل 18: الإيجابيون العظماء

إيمان القادة بنظرتهم الإيجابية للحياة أعطت أفكارهم قوة البقاء والاستمرار

ركّز سموّه في الفصل 18، الذي جاء تحت عنوان «الإيجابيون العظماء»، على مفهوم الإيجابية في علم الإدارة والقيادة السياسية، إذ يرى سموّه أن القادة العظماء، قادة إيجابيون، يحملون رؤية متفردة وإيجابية ومتفائلة لما يدور حولهم، ونظرتهم مصدر الإلهام، فهي المحرك لتغيير أفكار الأجيال، فإيمانهم العميق، وتفرد رؤاهم سرّ قوة بقاء أفكارهم التي تحمل أهدافاً عظيمة تنفع الشعوب والمجتمعات.
وأكد سموّه أنه ليس هناك ما هو أعظم من ديننا الحنيف، ولا يوجد قائد تتمثل فيه كل نواحي الإيجابية أكثر من رسولنا الكريم محمد (صلى الله وعليه وسلم)، فنظرته إيجابية للمستقبل، ويقينه عظيم بالنصر، نتعلم من قيادته الكثير يومياً، وثقته الكبيرة بجيل الشباب، فضلاً عن إشاعة روح المحبة والأخوة العميقة فيمن حوله.
وأشار سموّه إلى الخليفة المأمون، الذي جاءت نظرته مختلفة في كيفية البناء الحضاري لدولته، فضلاً عن نظرته الإيجابية لإنجازات الحضارات الأخرى، حيث ركز على التعرف إليها والاستفادة منها والبناء عليها، على أنها مصدر للتعلم وتطوير الحضارة الإسلامية، ونظر إليها نظرة تسامح، وهذه أهم الصفات التي نحتاج إليها في عالمنا العربي اليوم.
وسلّط سموّه الضوء على عدد من القادة، مثل نيلسون مانديلا، ونظرته الإيجابية التسامحية، وتحقيق الوحدة وبناء الوطن والمستقبل، مشيراً سموّه إلى أن مانديلا أعطى دروساً للعالم في كيفية توحيد بلد يعاني صراعات عرقية أو دينية أو سياسية، وللعرب في ذلك عبرة لمن يعتبر.
كما أشار سموّه إلى القائد الهندي العظيم المهاتما غاندي، الذي فكّر بإيجابية في تحرير بلده من الاستعمار، بمقاومة الاستعمار بحملات المقاومة السلمية والعصيان المدني والمقاطعة الاقتصادية، مؤكداً سموّه أنه لا يوجد قائد في التاريخ أعظم تأثيراً من غاندي، الذي حقن بنظرته الإيجابية دماء أبناء بلده وحقق حلمه بتحرير وطنه بمقاومة غير عنيفة.
وفي المقابل أشار سموّه إلى القائد أدولف هتلر، المشهود له بالقدرة على حشد الجهود وتوجيه الطاقات وإلهاب حماسة الجموع، ولكن نظرته المملوءة بالحقد والكراهية والعنصرية، جعلته قائداً سلبياً، انتهى به الأمر منتحراً ومسجلاً اسمه في قائمة أسوأ القادة التاريخيين وأكثرهم سلبية، موضحاً سموّه أن القائد الإيجابي العظيم يحمل بداخله الخير للناس جميعاً، ويعمل لتحقيقه بأفضل الطرق وأكثرها خيراً.

الفصل 19: رسالة التسامح

أهم مكتسبات الإمارات هي قيمتها وأخلاقها التي يحترمها العالم من أجلها

وفي وقفة مع الفصل 19 الذي حمل عنوان «رسالة التسامح»، روى سموّه الدروس المستفادة التي تعلّمها في التسامح، من خلال مجلسي الشيخ راشد آل مكتوم والشيخ زايد بن سلطان، طيّب الله ثراهما، حيث لم تفرّق بين مذهب أو طائفة، فالجميع لهم القدر نفسه من الاحترام والتقدير والحقوق والواجبات، مؤكداً أنه كان طالباً في مدرسة زايد تعلّم فيها تقدير الناس، حيث استضاف الشيخ زايد الجميع باختلاف أصولهم وقبائلهم وطوائفهم ومذاهبهم ودياناتهم، وأعطى وعلّم وأحب الجميع، فأحبوه جميعاً، مؤكداً أن هذا ميراث زايد وراشد، وأعظم ما تركا لنا القيم والروح النبيلة والأخلاق.
وأكد سموّه، أن أكثر ما نفاخر به الناس التسامح في دولة الإمارات، حيث يعيش فيها جميع البشر على اختلافاتهم التي خلقهم الله عليها، بمحبة حقيقية وتسامح واقعي، يعملون معاً لبناء مستقبلهم وأبنائهم دون خوف أو تعصب أو كراهية أو تمييز عنصري أو تفرقة بناء على لون أو دين أو طائفة أو عرق.
وأوضح سموّه، أن الإمارات لا تفرق بين الناس، ولا تهين أحداً بناء على أصله أو طائفته أو دولته، ولا ترى الناس إلا سواسية كما خلقهم الله، ولا فضل لأحد على غيره إلا بعمله وأخلاقه والتزامه بقوانين الدولة ودستورها واحترامها.
وركّز سموّه على قانون مكافحة التمييز والكراهية الذي أصدره صاحب السموّ رئيس الدولة، الذي ورث حكمة الشيخ زايد وتسامحه، وما ورد فيه من مواد رادعة تصون المجتمع وتحفظ إرث زايد للأجيال القادمة، مؤكداً عدم استغرابه عندما أضاف صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مادة التربية الأخلاقية في مدارسنا، حيث يريد أن يرى أخلاق زايد والقيم الحميدة في أجيالنا.
وأشار سموّه أن أبرز توجيهاتنا لوزيرة التسامح، ركّزت على متابعة تنفيذ القانون، لاسيما عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث لا نريد إثارة نعرات طائفية أو عنصرية أو مذهبية في مجتمعاتنا، ولا نريد خلق فتن بين الناس، أو تمييز بين لون أو طائفة أو أصل، ولا حصانة لأحد، فأهم مكتسبات الإمارات تتبلور في قيمها وأخلاقها ومبادئها التي يحترمنا العالم من أجلها والتي نريد أن ننقلها للأجيال القادمة.

الفصل 20: الأسرة الإيجابية

الأسرة الإيجابية حضن دافئ للصغير حتى يكبر وللمريض حتى يبرأ

وتحدّث سموّه في الفصل 20 الذي جاء بعنوان «الأسرة الإيجابية» عن الأسرة الإيجابية، حيث رأى أنه إذا أردنا أن نقود أمة ناجحة، فعلينا بالأسرة التي تعد اللبنة الأساسية في المجتمع، أو بمعنى أدق البدء بالأم.
وأكد سموّه أن الأم المدرسة الأولى والدرس الأول، فلا توجد وظيفة في الكون أعظم من وظيفة الأم، ولا توجد إنجازات أعظم من إنجازات الأمهات في صناعة القادة الناجحين والمخترعين والعظماء والرجال المبدعين، بعض المشاريع تستمر أشهراً أو سنة أو اثنتين، ولكن مشاريع الأمهات تستمر العمر كله.
وقال سموّه إن الأسرة الإيجابية المتحابة المترابطة، أساس استقرار وسلامة وتطوير المجتمعات، إذ تعد رمزاً لتتابع الأجيال، واتصال الماضي بالحاضر، والحاضر بالمستقبل، فهي الجسر الذي يربطنا جميعاً برباط الأخوة الإنسانية وصولاً لأبينا آدم عليه السلام، فالأمة الإيجابية تعد أسرة واحدة، تقويك وتدعمك وتواسيك وترفعك، فالأسرة الإيجابية حضن دافئ للصغير حتى يكبر وللمريض حتى يبرأ، وللطالب حتى يتفوق، وللشاب حتى يحقق ذاته.

الفصل 21: تجديد الإيجابية

في الصلاة ننقطع عن الدنيا ومشاغلها ما يعيد للنفس توازنها وللروح صفاءها

ركّز سموّه في الفصل 21، الذي حمل عنوان «تجديد الإيجابية..تجديد الطاقة»، على كيفية تجديد الطاقة والمحافظة على النشاط والهمم لأداء واجباتك، حيث يرى سموّه أهمية الحرص على تجديد الطاقة والنشاط، أولاً في الصلاة التي تعد أكثر الأسباب التي تجدد الطاقة والنشاط، وتسمو بالروح وتشرح القلب وتنيره، ففي الصلاة ننقطع عن الدنيا ومشاغلها، ما يعيد للنفس توازنها وللروح صفاءها، والثاني الذي يلعب دوراً كبيراً في شحذ الهمة والعزيمة وتجديد الطاقة، وهو التأمل الذي يعدّ رياضة روحية وذهنية، لا يستغني عنها أي قائد.
وأكد سموّه أن التأمل يؤثر بشكل كبير في تحفيز الأفكار، وتوليد الإبداع، ومراجعة النفس، موضحاً أن العلاقة مباشرة ومتلازمة بين الإيجابية والتأمل، فالإيجابية تطالبنا بتغيير النظرة إلى الأمور والتحديات والصعوبات والناس من حولنا، والتأمل يقودنا إلى الفهم الذي يقود بدوره إلى الحكمة، التي هي ضالة المؤمن، أنّى وجدها فهو أحق الناس بها، فكل قائد ناجح يحتاج إلى مساحة يومية من التفكير والخلوة مع النفس، لإيضاح الحقائق بدون بهرجة أو هالات زائفة.

الفصل 22: الروح الرياضية

الرياضة تعلّمنا الإصرار والعمل الجماعي واحترام القوانين والعدالة مع خصومنا

وفي قراءة للفصل ال 22، الذي جاء بعنوان «الروح الرياضية»، استعرض سموّه عدداً من تجاربه الرياضية التي صاحبها مواقف متعددة تعكس الإيجابية، ويرى سموّه أن قوة الفكرة التي يؤمن بها الرياضي تنسية الكثير من آلام التدريب، وصعوبات المنافسة وحتى إصابات الميدان، فالرياضة تعلّمنا الإصرار والعمل الجماعي واحترام القوانين والعدالة مع خصومنا.
وأكد أن الرياضي الإيجابي لديه نظرة مختلفة لخصمه، ويؤمن بأن الرياضة أسلوب حياة تأثيرها الداخلي في النفوس أهم من تأثيرها الخارجي بكثير، وينبغي ألا تستهين بأفكارك، حيث إن طاقتك وعزيمتك ونجاحك وصحتك ترتبط بشكل مباشر بأفكارك الإيجابية، مضيفاً سموّه، لا أحب أن أرى أحداً بدون هواية أو رياضة أو شغف في الحياة، فالبطالة ليست في الوظيفة فقط، بل البطالة تبدأ من الفكر.

الفصل 23: السياسة الإيجابية

السياسة الإيجابية هي مصالح ومنافع وفق أخلاق ومبادئ

وفي الفصل 23، الذي حمل عنوان «هل يمكن أن تكون السياسة إيجابية؟»، أكّد سموّه، أن كثيراً من الساسة يتبنون مبدأ «فرّق تسد»، ولكن زايد وراشد تبنّيا مبدأ «وحّد تقد»، فأصبح زايد حكيماً للعرب وبنى راشد مدينة تعد اليوم فخر العرب، فلا يمكن أن تنجح إدارة اقتصاد دولة بدون أن يكون القائد سياسياً بارعاً، ولا يمكن النجاح في الميدان بدون فكر ورؤية وفلسفة تقود عمل القائد الميداني وتسبقه أيضاً.
وأكد سموّه أنه يمكن إنجاز الكثير من الخير للشعوب، في حال كانت نظرتنا للسياسة إيجابية، فأفكارنا السياسية تحكم تصرفاتنا وقراراتنا نحوها، فلا بدّ من تغيير نظرتنا إليها، حيث إن مصير الأمم والشعوب بأيدي السياسيين، وتتحقق إيجابية السياسة في التركيز على الاتفاق وليس الاختلاف، فضلاً عن التركيز على ما يوحد الصف ويجمعنا، فالسياسة الإيجابية تعد مصالح ومنافع وفق أخلاق ومبادئ.

الفصل 24: وزراء.. لماذا؟

وظيفة الحكومات خلق البيئة التي يستطيع الناس أن يحققوا فيها سعادتهم

وتناول سموّه في الفصل 24، الذي جاء بعنوان «وزراء للتسامح والسعادة والمستقبل.. لماذا؟» الأسباب وراء التغيير الهيكلي الحكومي الأكبر في الإمارات، وتعيين وزراء للسعادة والتسامح والمستقبل والشباب، إذ يرى سموّه أهمية الاستجابة للشباب وتطلعاتهم، حيث يمثلون أكثر من نصف مجتمعاتنا العربية، وعدم الاستجابة لتطلعاتهم يعد سباحة عكس التيار، والأحداث الرهيبة التي مرت بها المنطقة خلال السنوات الخمس الأخيرة، شاهدة على ذلك.
وأكد سموّه، أن التسامح ليس كلمة نتغنّى بها فقط، بل لا بدّ أن تكون لها مؤشرات ودراسات وسياسات وترسيخ سلوكي في مجتمعنا، لنصون مستقبله ونحافظ على مكتسبات حاضره.

وأضاف سموّه أن وظيفة الحكومات خلق البيئة التي يستطيع الناس أن يحققوا فيها سعادتهم، فوظيفة الحكومات هي تحقيق السعادة، وما عانته المنطقة العربية وبلورته الأحداث في السنوات الأخيرة في المنطقة العربية، بسبب التعصب والكراهية وعدم التسامح الطائفي والفكري والثقافي والديني، اكد أهمية وجود التسامح بيننا، فنحن لا نسمح بالكراهية في الإمارات، ولا يمكن أن نقبل التمييز بين الأشخاص في مجتمعنا.

صحيفة الخليج