جهادي بريطاني سابق: الإخوان تجسيد للثيوقراطية وعقبة أمام مكافحة المتطرفين

جهادي بريطاني سابق: الإخوان تجسيد للثيوقراطية وعقبة أمام مكافحة المتطرفين

لندن – في أواخر الشهر الماضي، نشر جهاد الحداد، المتحدث السابق باسم جماعة الإخوان المسلمين في مصر، مقالا في صحيفة نيويورك تايمز حاول الخروج بالتنظيم من دائرة الاتهامات بدعم الإرهاب سياسيا وأيديولوجيا، لكن الرد من داخل معسكر الإسلاميين جاء صادما.

وفند ماجد نواز، الناشط البريطاني من أصول باكستانية، مزاعم الحداد، وضرب في قلب فكرة الإسلام السياسي، عاكسا فلسفة من يعرف بعمق الإخوان المسلمين وروافدهم العقائدية.

وماجد نواز هو أحد الأعضاء السابقين في حزب التحرير الإسلامي المتشدد في بريطانيا. وسجن نواز قبل ذلك في سجن “مزرعة طرة” في القاهرة، إذ تم احتجازه لخمس سنوات في نفس الزنزانة التي يقبع فيها الحداد اليوم. لكنه عاد وأعلن انشقاقه عن حزب التحرير عام 2008. ومنذ ذلك الحين أسس نواز مع آخرين منظمة “كواليام” لمكافحة التطرف، ودخل في مواجهات فكرية مع تنظيم الإخوان والجهاد والقاعدة وداعش في الغرب.

ورد نواز على الحداد في مقال على موقع “ديلي بيست” قال فيه إن “مصر شهدت أكبر مظاهرة في تاريخها ضد حكم الإسلاميين بعد عام واحد فقط من وصول جماعة الإخوان المسلمين إلى السلطة. رفض المصريون على اختلاف أديانهم نظام حكمكم الإسلامي. هذا ما آخذه على رسالتك المنشورة في نيويورك تايمز، لأنك حكيت نصف الحقيقة فقط، وتعمدت تجاهل النصف الآخر”.

وأضاف “أستطيع أن أقول إن فكركم يتعارض تماما مع جهود مكافحة الإرهابيين والجهاديين. لا أقول إنكم موالون للجهاديين، ولكنكم تعزفون الموسيقى التي يستمتعون بالرقص على أنغامها”.

ولم يعد سهلا في عقل الغرب فصل أيديولوجيا تمهد للعنف عن جماعات تتبناه على الأرض، وهو ما دفع بريطانيا والسويد والولايات المتحدة للنظر في جوهر الفلسفة الفكرية لتنظيم الإخوان المسلمين.

ويقول نواز “يمكن تقسيم الإسلاميين إلى مجموعات سياسية كالإخوان المسلمين، وثورية كجماعتي السابقة حزب التحرير، وعسكرية كالجهاديين، ولكنكم تشتركون معهم كلهم في أفكارهم الأساسية ورؤيتهم في أن تصوركم للدين الإسلامي يجب تطبيقه على المجتمع بأسره، مع احتفاظ كل منكم بطريقته الخاصة في التنفيذ”.

ويرفع التنظيم شعار “الحرية والعدالة”، وهو اسم الحزب الذي حلته السلطات المصرية بعد الإطاحة بالرئيس المنتمي إلى التنظيم محمد مرسي في يوليو 2013، إثر احتجاجات شعبية حاشدة على حكمه.

ورغم أن المسيحيين الأقباط يمثلون أكثر من 10 بالمئة من إجمالي الشعب المصري، لا يؤمن الإخوان بحقهم في أن يكون قبطي رئيسا لمصر.

ودعا قادة تاريخيون للإخوان، من بينهم المرشد الأسبق مصطفى مشهور، مرارا إلى إجبار الأقباط على دفع الجزية. كما يعارض الإخوان في أدبياتهم أيضا أي حق لتولي المرأة الحكم في الدول الإسلامية.

ويقول نواز للحداد “هنا تسقط حجتكم في أن فكر الإخوان المسلمين قائم على تطبيق العدالة والمساواة. أنت وأنا نعرف جيدا أن هذا غير صحيح بالمرة”.

وقاد الإخوان احتجاجات على تعديل الدستور المصري في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، كان يمنح حقوقا أوسع للأقباط والمرأة، ويقود إلى فصل الدين عن السياسة.

ويقول نواز “أعرف أن جماعتكم أقل تطرفا من معظم الجماعات الإسلامية الأخرى، لكن هذا لا يغير من الوضع شيئا. فبالرغم من أن شعاركم ‘الإسلام هو الحل’ بسيط في شكله ولكنه الأخطر على الإطلاق، لأنكم إذا ما أصررتم على فرض الدين الإسلامي على المجتمع، فسينحصر النزاع بينكم وبين الجهاديين فقط على طريقة التنفيذ”.

وأضاف “مشكلتي أنا كمسلم مع الإسلاميين تكمن في المبادئ الإسلامية الأساسية وليست في طرق ووسائل التنفيذ. وأيا كانت الطريقة التي أوصلتكم إلى السلطة، مازلتم تتمسكون بفرض تصوركم للدين على بقيتنا، وهو ما يمكن أن نسميه بالثيوقراطية أو حكم الدين، الذي دائما ما يكون خاطئا”.

العرب اللندنية