لندن – فاجأت وكالة الطاقة الدولية أسواق النفط أمس حين قالت إن أسواق النفط قد تسجل عجزا في المعروض خلال النصف الأول من العام الحالي وإن الطلب سيتجاوز العرض إذا واصلت دول منظمة أوبك التزامها بخفض الإنتاج.
وبعث التقرير الشهري لوكالة الطاقة الدولية رسالة أكثر تفاؤلا عن تلك الصادرة من منظمة أوبك يوم الثلاثاء، والتي ركزت زيادة مستويات المخزونات والإنتاج من خارج المنظمة وتوقعت عدم حدوث توازن بين العرض والطلب حتى النصف الثاني من العام.
وذكر التقرير أن مخزونات النفط في أغنى دول العالم زادت في يناير للمرة الأولى منذ يوليو الماضي بواقع 48 مليون برميل لتصل إلى 3.03 مليار برميل.
وأكد أن “الزيادة الفعلية في مخزونات دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في يناير تذكرنا بأن المخزونات العالمية قد تستغرق بعض الوقت حتى تبدأ في الانخفاض”.
وجاءت الزيادة بسبب نمو الإمدادات نهاية العام الماضي خاصة من دول أوبك التي ضخت النفط بمستويات قياسية وكذلك من منتجي النفط الصخري الأميركي بعد ارتفاع أنشطة الحفر منذ 10 أشهر.
وكالة الطاقة الدولية: السوق ستسجل عجزا قدره 500 ألف برميل يوميا في النصف الأول من العام
وقالت الوكالة إن التزام بلدان أوبك باتفاق خفض الإنتاج بواقع 1.2 مليون برميل يوميا في النصف الأول من العام بلغ 91 بالمئة في فبراير.
وأضافت أن “الحفاظ على مستويات الإنتاج الحالية حتى حين تنتهي مدة الاتفاق، سيحدث عجزا في السوق قدره 500 ألف برميل يوميا في النصف الأول من 2017 بافتراض عدم حدوث أي تغيرات في العرض والطلب في مكان آخر”. وكانت الوكالة قد حذرت، قبل اتفاق أوبك وعدد من المنتجين المستقلين بقيادة روسيا في نوفمبر، من أن السوق معرضة لدخول عام ثالث على التوالي من وفرة المعروض في غياب أي إجراء من المنظمة.
وداخل أوبك تحملت السعودية العبء الأكبر من تخفيضات الإنتاج مما عوض ضعف إلتزام دول أخرى.
وفي فبراير زاد إنتاج النفط السعودي 180 ألف برميل يوميا على أساس شهري، لكنه بلغ 9.98 مليون برميل يوميا وظل دون المستوى المستهدف عند 10.06 مليون برميل يوميا وفقا لبيانات تتبع ناقلات النفط. وذكرت الوكالة أن الرياض تركز تخفيضاتها على أميركا الشمالية.
وقالت الوكالة “إن الطلب على نفط أوبك خلال النصف الأول من 2017 يزيد عن متوسط الإنتاج البالغ 31.9 مليون برميل يوميا منذ بداية العام، ما قد يؤدي إلى السحب من المخزونات العالمية”، مضيفة أنه من غير الواضح ما إذا كانت المنظمة ستمدد اتفاق خفض الإنتاج.
وأكدت الوكالة “بعيدا عن التوتر بشأن المعروض والمخاوف إزاء زيادة الإنتاج اليوم من بعض المنتجين من خارج أوبك، فإن تنفيذ اتفاق أوبك لخفض الإنتاج يظهر أنه حافظ في فبـراير على البداية القـوية المسجلة في يناير”.
ويرى أولي هانسن المسؤول التنفيذي في ساكسو بنك أن التقرير لم يترك أثرا سلبيا مثلما فعل تقرير أوبك أمس… طالما ظلت أوبك على المسار ونفذ المنتجون من خارج أوبك اتفاق الخفض فإن السوق سيواصل التوازن”.
وخارج أوبك، ارتفع إنتاج النفط 90 ألف برميل يوميا في فبراير حيث عوض إنتاج النفط الأميركي المتزايد الانخفاضات في أماكن أخرى.
وقالت الوكالة إن إجمالي الإنتاج من خارج أوبك انخفض 285 ألف برميل يوميا مقارنة مع العام الماضي. وجاء نصف الانخفاض تقريبا من الولايات المتحدة.
العرب اللندنية