يبدو أن اتفاق خفض الإنتاج بين منظمة أوبك والمنتجين المستقلين بدأ يقترب من طريق مسدود، ويبدو من المستبعد أن يتم تمديده بعد انتهائة بنهاية شهر يونيو المقبل.
فقد أكدت أكبر شـركة روسية لإنتاج النفط يوم الاثنين أن تعافي إنتاج النفط الصخري الأميركي قد يثني منظمة أوبك والمنتجين من خارجها عن تمديد تخفيضات الإنتاج بعد يونيو وقد يؤدي إلى نشوب حرب أسعار جديدة، للمحافظة على الحصص في الأسواق أو انتزاع حصص جديدة.
وكان إنتاج النفط الصخري الأميركي قد تراجع حين هوت أسعار النفط من مستوى يزيد على 100 دولار للبرميل في منتصف عام 2014 إلى أقل من 30 دولارا في بداية عام 2015 مما قلص ربحية الإنتاج الصخري المرتفع التكلفة.
لكن ارتفاع الأسعار بعد الاتفاق الذي توصلت إليه منظمة أوبك مع روسيا ومنتجين آخرين لخفض الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يوميا لمدة ستة أشهر اعتبارا من مطلع العام الحالي، شجع الشركات الأميركية على زيادة الإمدادات.
وقد أكدت روسنفت في رد مكتوب على سؤال لوكالة رويترز أنه “بات من المؤكد أن النفط الصخري الأميركي أصبح وسيظل المنظم الجديد لأسعار النفط العالمية في المستقبل المنظور”.
وأضافت أن “هناك مخاطر كبيرة في أن الاتفاق الذي تقوده أوبك، لن يجري تمديده لأسباب من بينها موقف المشاركين الرئيسيين من خفض الإنتاج، لكن أيضا بسبب آليات الإنتاج في الولايات المتحدة التي لن ترغب في المشاركة في أي اتفاق في المستقبل القريب”.
ووافقت روسيا على المشاركة في اتفاق خفض الإنتاج، الذي تم التوصل إليه مع أوبك أواخر العام الماضي، رغم معارضة مبدئية أبداها إيغور سيتشن رئيس روسنفت وأحد أقرب حلفاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وكتبت روسنفت “نعتقـد في الأمد الطويل أن آليات الطلب العالمي على النفط ستعمل وتؤدي في النهاية إلى تقليص الاستثمار خلال فترة الانخفاض الفائق للأسعار مما يؤدي إلى تحقيق التوازن في السوق. لكن مخاطر تجدد حرب الأسعار لا تزال قائمة”.
وتواصل روسيا الالتزام بتنفيذ التخفيضات التي تعهدت بها بينما قلصت السعودية إنتاجها بمستويات تزيد كثيرا على تلك التي تعهدت بها لتعوض امتثالا أضعف من بقية الدول الأعضاء في منظمة أوبك.
وترى روسنفت أن التزام أوبك بالتخفيضات بنسبة تتجاوز التسعين بالمئة قد فاجأ العديد من المراقبين، وتؤكد أن النجـاح يرجع إلى أن الموقف السعودي بشأن خفض الإنتاج “تغير كثيرا” عن الماضي.
ولفترة طويلة ظلت السعودية، أكبر منتج للنفط في العالم، ترفض خفض الإنتاج وذلك تحت قيادة وزير البترول المخضرم علي النعيمي، الذي حل خالد الفالح محله في العام الماضي.
وتقول روسنفت إن “السعودية هي التي بدأت حرب الأسعار أولا بهدف زيادة حصتها السوقية بشكل جذري عبر الضغط على منتجي النفط مرتفعي التكلفة”. وتؤكد أن ذلك “أصبح مستحيلا بسبب كفاءة واستمرارية صناعة النفط الروسية”.
وكان النعيمي قد توقع انهيار الإنتاج في حقول النفط الروسية القديمة. لكن الإنتاج زاد في العامين الأخيرين إلى 11.2 مليون برميل يوميا وهو الأعلى على الإطلاق، لأسباب من بينها انخفاض قيمة الروبل مما قلص تكاليف الإنتاج.
وترى روسنفت أن المسار الوحيد المضمون لتحقيق التوازن في السوق لجميع المنتجين هو كبح الإنتاج، لكنها أقرت بأن هذا لن يحدث بسبب عدم مشاركة منتجي النفط الصخري الأميركي في أي اتفاق مماثل. ويمنع القانون الأميركي الشركات من القيام بخطوات من هذا النوع.
العرب اللندنية