لا يبدو أن نهاية معركة الموصل ستفضي إلى توقف المعارك في العراق، وسط توقعات بأن طرد داعش سيفتح الباب أمام عودة التنافس بين القوى المحلية المسنودة خارجيا لتثبيت سيطرتها على مناطق أوسع وخاصة المناطق النفطية المتنازع عليها مثل كركوك.
ويرى متابعون للشأن العراقي أن الميليشيات المحلية المختلفة ستعمل على استثمار ما غنمته في الحرب من عتاد وخبرات عسكرية، واعتراف إقليمي ودولي بدورها في الحرب على داعش، لتخوض حروبا جديدة حول الغنائم، معتبرين أن ميليشيا الحشد الشعبي الشيعية وقوات البيشمركة الكردية ستكونان مؤثرتين في معارك تثبيت الخرائط الطائفية والعرقية الجديدة.
وقال المتحدث باسم الخارجية التركية حسين مفتي أوغلو إنّ “مطالب رفع علم الإقليم الكردي إلى جانب العلم العراقي فوق دوائر مدينة كركوك خلال أيام العمل الأسبوعي، قد تؤدي إلى خطر إلحاق الضرر بمحاولات إحلال الاستقرار والتوافق في العراق”.
وأوضح أوغلو في بيان أنّ “التصرفات الأحادية الجانب في هذا الخصوص، ستخلق خطر تآكل هوية كركوك التي تتميّز بتعددية ثقافية، وتعكس الغنى الاجتماعي والاقتصادي للعراق”.
واعتبر المتابعون أن تركيا التي تقدم نفسها حليفا لرئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني، تريد أن تقطع الطريق أمام البيشمركة حتى لا تعمل على استثمار دورها في الحرب على داعش، أو في التضييق على حزب العمال الكردستاني المحظور تركيا، في بسط نفوذها على الإقليم المرشح ليكون ساحة حرب عرقية طويلة المدى.
وكان مجلس محافظة مدينة كركوك تقدّم بطلب رسمي لرفع علم الإقليم إلى جانب العلم العراقي في كافة الدوائر الحكومية بالمدينة خلال أيام الدوام الرسمي.
وتضم محافظة كركوك خليطا من القوميات من العرب والأكراد والتركمان. وتتنازع عليها الحكومة المركزية في بغداد والإقليم الكردي بحسب المادة 140 من الدستور العراقي.
ولم يكن موقف مفتي أوغلو مفاجئا، فقد سبق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن أكد في تصريح له في أكتوبر الماضي على أنه “لا يمكن أن نترك إخواننا في كركوك والموصل وحدهم”.
وأشار محللون إلى أن الرئيس التركي تعامل بانتهازية مع إقليم كردستان، وأنه كان يريد من البارزاني أن يقف معه ضد أكراد تركيا وأكراد سوريا دون أن يقدم له مقابل ذلك أي دعم لتثبيت وضع الإقليم عراقيا.
وليس مستبعدا أن تتسع دائرة الصراع حول كركوك في ظل التوتر القائم في سوريا بين تركيا والأكراد الذين تحولوا إلى معطى محوري في الملف السوري، مع سعي كل من واشنطن وموسكو للعب الورقة الكردية لتثبيت مصالحهما شمال سوريا.
وأعلن متحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية السورية أن الوحدات تستهدف زيادة قواتها إلى أكثر من 100 ألف مقاتل هذا العام في خطة ستعزز الحكم الذاتي.
صحيفة العرب اللندنية