اعلنت وكالة فارس الايرانية ان قائد الحرس الثوري الايراني “قاسم سليماني ” يتواجد حاليا في العراق ويقود معارك تحرير محافظة صلاح الدين ويقدم المشورة للقوات العراقية الميدانية ويعمل على وضع الخطط العسكرية الكفيلة بانسحاب مقاتلي داعش من الاراضي والمدن التي تم السيطرة عليها من قبلهم في حزيران من العام الماضي .
ان ما جاء في اعلان الوكالة الاخبارية يؤكد حقيقة التواجد الايراني على الاراضي العراقية ويكشف عن التنسيق المستمر بين حكومة بغداد واركان نظام طهران ، لجهة امتداد النفوذ الايراني وهيمنته على القرارين السياسي والعسكري في العراق ويؤشر اواصر التعاون الاستراتيجي المستمر بين مسؤلي النظامين .
على الرغم من ان رئيس وزراء العراق حيدر العبادي تحدث امام البرلمان العراقي اثناء استضافة المجلس له في جلسته الثامنة عشر وبحضور 247 نائبا يوم الاثنين 2 اذار 2015 عن البدء بعملية عسكرية كبرى في محافظة صلاح الدين لتحرير المدينة بتعاون جميع الاجهزة الامنية العراقية مشددا ان لا مكان للميليشيات المسلحة خارج اطار الدولة متعهدا بضبط تصرفات الحشد الشعبي .
لاشك ان العبادي عندما يتحدث بهذه اللهجة انما يريد ان يشير الى استقلالية القرار السياسي والعسكري العراقي وان المعارك العسكرية تدار بقيادات وكفاءات ميدانية عراقية دون الاعتماد على مشورات الاصدقاء والحلفاء ، ولكن فاته ان الميدان والمعارك التي تجري على الارض تؤكد حقيقة واضحة وصريحة عن التدخل الايراني والمساعدة العسكرية التي يبديها مسؤلي النظام في طهران ومؤازرتهم ودعمهم لقوات الحشد الشعبي في العراق ، حيث يؤكد نائب هيئة الحشد الشعبي ” جمال جعفر محمد الابراهيمي
الملقب “ابو مهدي المهندس” عن حقيقة الدعم الايراني في العراق وقيام المسؤولين الايرانيين بارسال طائرتين محملتين بالاسلحة والاعتدة يوميا الى العراق ودعم واسناد الجهد العسكري للحشد الشعبي في العراق وتوجيه قاسم سليماني بالاشراف المباشر على جميع العمليات العسكرية والمواجهات الميدانية لمقاتلي الحشد الشعبي .
ان جميع المؤشرات والدلائل الواضحة تؤكد وتثبت الاتي :
• ان مشاركة قاسم سليماني قائد الحرس الثوري الايراني وهو القوة المسلحة والضاربة في ايران والمرتبطة مباشرة بالمرشد الاعلى الايراني على خامنئي انما يؤكد حقيق الاهتمام بالعراق وسعي القيادة الايرانية لتقديم جميع اوجه المساعدات العسكرية والامنية لبغداد.
• تعاظم دور سليماني في العراق وظهوره الميداني المستمر في عددد من المناطق التي تشهد قتالا بين القوات الامنية والعسكرية من جهة ومقاتلي داعش من جهة اخرى يعزز القدرة الايرانية على التحكم بمجريات الاوضاع في العراق ويعزز من مكانتها وتواجدها في البلاد واحكام تنفيذ المشروع والبرنامج الايراني المتمثل بالسيطرة والهيمنة على العراق .
• ان من يقود العمليات العسكرية في محافظة صلاح الدين بعد محافظة ديالى هو قاسم سليماني وبمساعدة هادي العامري رئيس الحشد الشعبي الذي اكد انه لولا الدعم الايراني المتمثل بالمساندة الفعلية من قيادة فيلق القدس الايراني وتضحيات مقاتلي الحشد الشعبي لاصبحت حكومة بغداد في المنفى ، وهذا يؤشر عمق العلاقة الوطيدة والنهج السياسي الايراني في احكام السيطرة على الاوضاع الميدانية في العراق والحفاظ على النطام السياسي الموالي لهم والمدعوم من قبلهم .
• ان استمرار ظهور القيادات العسكرية الايرانية في العراق يعزز حقيقة النهج الطائفي والنفوذ الايراني السافر في العراق واستغلال الفتوى التي اطلقتها المرجعية الدينية في العراق بوجوب القتال الكفائي دفاعا عن المقدسات والارض وارسال عدد كبير من الايرانيين ليقاتلوا في صفوف الحشد الشعبي.
• ان المرجعية الدينية في ايران وعلى لسان المرشد الاعلى علي خامنئي اعتبرت ان الفتوى الدينية التي اطلقتها المرجعية الدينية في العراق هي ” الهام الهي” وهذا مايتناغم مع التوجه الطائفي الذي تقوده ايران في العراق ودول المنطقة .
• دعم واسناد قوات الحشد الشعبي من قبل مسؤلين ايرانيين والتي شكلت بعد فتوى المرجعية الدينية في النجف واصبحت قوة رئيسية في المشهد العراقي قوامها اكثر من 100 الف مقاتل وبقيادة هادي العامري والعمل على تنامي قدرات هذا الحشد في المناطق التي تشهد مواجهات مع مقاتلي داعش واستخدامها من قبل المسؤلين الايراينين بتعزيز نفوذهم وتواجدهم في العراق، وبرز هذا واضحا من خلال المعارك التي جرت في مناطق اولمري ،وجلولاء، والسعدية في محافظة ديالى وناحية جرف الصخر في شمال محافظة بابل وما يجري الان على ارض محافظة صلاح الدين
• تعمل قيادة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني على تاسيس جيش رديف من المليشيات والاف المتطوعين تحت مسميات الحشد الشعبي مساند للجيش العراقي وقيادته والاشراف عليه واشراكه في القتال الدائر في المناطق التي تشهد نزاعا عسكريا مع مقاتلي داعش.
• استمرار المليشيات المسلحة المدعومة من ايران بارتكاب جرائم قتل وتهجير للسكان في المناطق التي تشهد نزاعا طائفيا كما جرى في محافظة ديالى وجميع المناطق التي تشهد انسحابا لمقاتلي داعش .
• تنامي فكرة “الهلال الشيعي” في المنطقة العربية يرسم حدودها تواجد قاسم سليماني في جبهات القتال على امتدادات المواجهات التي يشهدها العراق مع مقاتلي داعش وسعي ايران لاحكام سيطرتها ونفوذها داخل العراق تزامنا مع تطور الاحداث في اليمن وتصاعدها في سوريا .
• توسيع النشاطات العسكرية لقيادات الحرس الثوري الايراني ونشر خبراء عسكريين ايرانيين في العراق للقيام في عمليات التدريب العسكري وتأهيل المليشيات الشيعية على حرب المدن والتي تشكل قوة عسكرية غير نظامية بدعم و تدريب من ايران .
• ان المعطيات التي نشاهدها الان في مجريات العمليات العسكرية التي تجري في محافظة صلاح الدين انما تؤكد حقيقة النوايا التي يسعى لها النظام السياسي في ايران بجعل العراق ولاية تابعة له وتأتمر بأمره ، فهل نرى استمرار النفوذ والهيمنة الايرانية ام سيكون لقيادة التحالف الدولي رأيا وموقفا من مجريات الاحداث في العراق .
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجة