صنعاء – أكد رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر، السبت، إن “صواريخ جماعة الحوثي الباليستية صنعت في إيران، قبل تهريبها للبلاد”.
جاء ذلك في تغريدات نشرها رئيس الحكومة، عبر صفحته الرسمية على موقع “تويتر”.
وطور الحوثيون عددا من الصواريخ محلية الصنع بغية وصولها إلى أهداف داخل الأراضي السعودية، فيما يتهم التحالف العربي والحكومة اليمنية خبراء إيرانيين بمساعدة الحوثيين في تطوير وصناعة الصواريخ.
وأوضح بن دغر، أن “الصواريخ الباليستية للحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، التي صنعت في إيران وهربت للبلاد، لا تزال تضرب المدن الرئيسية وحدود السعودية”.
وقال إن “قصتنا الحزينة في اليمن بدأت بسبب انقلاب الحوثيين وحلفائهم على الشرعية والتوافق الوطني”.
وذكر بن دغر، أن “المليشيات الحوثية دمرت المدن والمستشفيات والمدارس والمساجد، وأن ثمة لا يزال يجري تدميره مثل ما يحدث في محافظة مدينة تعز الأكثر سكانا، جنوب غربي البلاد”.
ولفت إلى أن “جميع جرائم الحوثيين حدثت خارج القانون والشرعية الدستورية والدولية التي أصدرت عددا من القرارات بشأن اليمن بما فيها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216” .
واعتبر بن دغر، أن “غزو العاصمة صنعاء من قبل الميليشيات الحوثية شكلت الجزء الأكبر مما يجري اليوم في اليمن، وهذه الحقيقة معروفة من قبل الجميع” .
ومنذ خريف العام 2014، تشهد عدة محافظات يمنية، حربا بين القوات الموالية للحكومة من جهة، ومسلحي “الحوثي/صالح” من جهة أخرى، مخلفة أوضاعاً إنسانية صعبة، وتدهورا حادا في اقتصاد البلد الفقير.
ومنذ 26 مارس 2015، يشن التحالف العربي عمليات عسكرية في اليمن ضد الحوثيين وقوات صالح، استجابة لطلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، بالتدخل عسكريا، في محاولة لمنع سيطرة عناصر “الحوثي- صالح” على كامل البلاد، بعد سيطرتهم على العاصمة ومناطق أخرى بقوة السلاح.
وتحبط الدفاعات السعودية باستمرار الهجمات بصواريخ باليستية حاولت ميليشيا الحوثي وقوات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح شنها على أراضي المملكة العربية السعودية انطلاقا من الأراضي اليمنية.
وأطلق الحوثيون عددا كبيرا من الصواريخ على أماكن مأهولة بالسكان في مدن المملكة الواقعة على الشريط الحدودي لها مثل: خميس مشيط، وجازان، وظهران الجنوب، ونجران، وفي الغرب مثل الطائف، ومكة المكرمة.
وأعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، نجاح منظومة الدفاع الجوي التابعة له في إسقاط “أغلب” الصواريخ الباليستية التي أطلقها الحوثيون وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح، تجاه مدن المملكة على مدار العامين الماضيين.
ومن بين هذه الصواريخ، يعد الصاروخ الذي استهدف مكة هو الأكثر إثارة للجدل، بعد ما تبعه من موجة استنكار عربية وإسلامية ودولية.
وأعلن التحالف العربي بقيادة السعودية، نهاية أكتوبر الماضي، اعتراض وتدمير صاروخ “باليستي”، على بعد 65 كلم من مكة المكرمة، واُتُّهم الحوثيون بإطلاقه من محافظة صعدة، شمالي اليمن.
الحوثيون يروجون عبر منصاتهم الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي لنجاحات وهمية في ضرب أهداف عسكرية في المملكة العربية السعودية بهدف رفع الروح المعنوية لمقاتليهم
لكن الحوثيين نفوا رسميا استهداف مكة المكرمة بصاروخ باليستي، واعتبروه “محاولة لتأليب مشاعر المسلمين”.
ويتهم التحالف، إيران بتقديم دعم عسكري للحوثيين وصالح، وهو الاتهام الذي تنفيه طهران بشدة.
ويقول مراقبون إن الحوثيين يعمدون بشكل متكرر إلى التأكيد على نجاحهم في ضرب أهداف عسكرية في المملكة العربية السعودية بهدف رفع الروح المعنوية لمقاتليهم.
ويروج الحوثيون لنجاحات “وهمية” في إلحاق الأذى بقوات التحالف العربي عبر منصاتهم الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي، غير أن التحالف فند أكثر من مرة تلك الأخبار.
وكان تقرير للأمم المتحدة، قد أكد في وقت سابق، أن الحوثيين وقوات صالح، انخرطوا ابتداء من 16 يونيو 2015 في استخدام حملة صواريخ لاستهداف السعودية، وأن قوات الدفاع الجوي في التحالف حققت نجاحا في رصد وتدمير الصواريخ القادمة عبر الحدود من اليمن.
وقال التقرير إنه “نظرا لعدم دقة هذه الصواريخ من حيث أنها لا تفرق بين الأهداف العسكرية والمدنية، فذلك يعني أن استخدامها يعد انتهاكا للقانون الإنساني الدولي”.
ونجحت منظومة الدفاع الجوي التي يعتمدها التحالف كذلك في “حماية عدة مدن يمنية محررة من هذه الصواريخ”.
وتشكل منظومة الصواريخ “باتريوت”، التابعة للتحالف، من بين الأحدث في العالم، نظاما دفاعيا قويا ضد الصواريخ بعيدة المدى والطائرات الحربية.
وتعمل المنظومة على بطاريات متطورة، تشمل أنظمة حاسوبية معقدة، وتعمل بالأنظمة الحرارية لإسقاط أهدافها.
وأسهم التأهيل الجيد والتدريب المكثف للضباط والأفراد في قوات الدفاع الجوي المنضوية تحت مظلة تحالف دعم الشرعية في اليمن، على استخدام هذه المنظومة في رفع كفاءة الأداء بشكل كبير، وحماية مدن وقرى المملكة والمدن اليمنية المحررة من الصواريخ الحوثية.
وتستفيد قوات التحالف العربي من تغيير الإدارة الأميركية لاستراتيجيتها تجاه إيران وحلفائها إذ تظهر الإدارة الأميركية الجديدة حزما أكبر في مواجهة التدخلات الإيرانية في المنطقة.
وبعد أن سعت لفترة طويلة لأن تنأى بنفسها عن الحرب الأهلية في اليمن يبدو أن الولايات المتحدة بقيادة ترامب تتفق مع دول الخليج على نحو متزايد في النظر إلى الصراع باعتباره تدخلا إيرانيا وإن كانت واشنطن تعطي أولوية لمعركة موازية ضد تنظيم القاعدة. وتجري مناقشات مفصلة داخل إدارة ترامب ستتيح المزيد من المساعدة لدول الخليج في اليمن، و يقول مسؤولون إن هذا يمكن أن يشمل توسعة نطاق معلومات المخابرات التي تقدمها واشنطن.
وفي السعودية قبل أيام قارن ماتيس دعم طهران للحوثيين بدعمها لحزب الله اللبناني الشيعي وهو موقف تتبناه السعودية ودول الخليج التي ترى صلات بين الجماعتين.
وقال ماتيس للصحافيين في الرياض “أينما تنظر إذا كانت هناك اضطرابات بالمنطقة تجد إيران”.
وترفض إيران اتهامات السعودية بأنها تقدم دعما ماليا وعسكريا للحوثيين في الصراع اليمني. وتعي الإدارة الأميركية الجديدة ودول الخليج بالدور الإيراني الواضح في رفع مستوى المقاتلين الحوثيين.
أطلقت الولايات المتحدة صواريخ كروز على أهداف للحوثيين العام الماضي بعد أن تعرضت سفينة حربية أميركية لإطلاق نار قبالة ساحل اليمن واصطدم قارب يعمل بجهاز للتحكم عن بعد محمل بالمتفجرات بفرقاطة سعودية في 30 يناير في أول هجوم معروف بقارب غير مأهول.
العرب اللندنية