بغداد – حذّر جواد الطليباوي القيادي في ميليشيا عصائب أهل الحقّ المنضوية ضمن الحشد الشعبي في العراق، الاثنين، ممّا سمّاه مخططا أميركيا لإعادة سيطرة تنظيم داعش على محافظة الأنبار بغرب العراق قائلا إنّ أكثر من 3000 عنصر تابعين للتنظيم يوجدون في صحراء تلك المحافظة بـ”حماية أميركية”.
ورجّح متابعون للشأن العراقي أن لا يكون كلام الطليباوي “الخطير” مستندا إلى معلومات حقيقية بقدر ما هو تعبير عن موقف من التحركّات العسكرية الأميركية التي تكثّفت في غرب الأنبار بشكل ملحوظ بحيث أصبحت الولايات المتّحدة هي من يقود الحرب على تنظيم داعش في تلك المناطق ذات الامتدادات الصحراوية الشاسعة، والتي تتقلّص فيها أهمية الجيوش على الأرض ويتعاظم دور سلاح الطيران الحربي بما في ذلك الطيران العمودي الفاعل في تعقّب المسلحين المتنقلين في أرتال صغيرة.
وينطوي تركيز الولايات المتحدة على غرب العراق على خيار استراتيجي يتمثّل في السيطرة على مناطق الربط بين العراق وجواره لا سيما الجوار السوري، لقطع طرق التواصل بين الساحتين العراقية والسورية اللتين لطالما حرصت إيران على الربط بينهما.
ومن هذه الزاوية يكون الطليباوي بصدد التعبير عن استياء إيراني من إمكانية فقد السيطرة على مناطق غرب العراق ذات الأهمية الاستراتيجية.
وقال الطليباوي في حديث لموقع السومرية الإخباري، إن “محافظة الأنبار لم تُحرر بشكل كامل وذلك بسبب تدخل القوات الأميركية في عملية تحريرها، وهناك خلايا نائمة في المحافظة بدأت تنشط”، محذرا من “وجود مخطط أميركي لإعادة تنظيم داعش للسيطرة على الأنبار”.
وأضاف “قلنا وحذّرنا من أن مسك الأرض لا بد أن يُسلّم للقوات الأمنية بمشاركة الحشد الشعبي لأنها صمّام الأمان لعدم عودة داعش للمناطق المحررة ولكن هناك أجندات وخطط لإعادة التنظيم مرة ثانية”.
وتمّ مؤخّرا إطلاق عملية استكمال استعادة مناطق الأنبار من تنظيم داعش بمشاركة فاعلة من القوات الأميركية التي تقود أيضا الحرب على التنظيم على الجهة السورية من الحدود والتي تخوضها بشكل أساسي قوات كردية تحت غطاء وحماية أميركية.
ويسيطر داعش على ثلاث مناطق حيوية في غرب الأنبار، هي راوة وعنة والقائم، وتعدّ معاقله الأخيرة في الصحراء الغربية التي يشترك فيها العراق مع سوريا والأردن. كما يملك التنظيم تأثيرا مباشرا على بعض أجزاء الطريق الدولي، ما يعطل إعادة تشغيل هذا الشريان الحيوي الأهم في تلك المنطقة.
وينظر إلى قضاء القائم بوصفه البؤرة الأهم التي تتجمّع فيها عوائل قادة التنظيم، كما أنه أكبر مخازن سلاح داعش في البلاد، بحسب تقديرات استخبارية.
العرب اللندنية