شذى خليل*
حققت سلسلة التجزئة الأمريكية” وول مارت” عام 2016صدارة اكبر الشركات في العالم من حيث الإيرادات بتحقيقها 482 مليار دولار .
وترجع بدايات شركة وول مارت إلى سنة 1962 اذ بدأت من متجر متواضع في إحدى المدن الصغيرة في الولايات المتحدة إلى شركة متعددة الجنسيات تنتشر متاجرها في الأرض شرقًا وغربًا.
الآثار الاقتصادية لـ وول مارت على السوق
اشارت أستاذ الاقتصاد بجامعة ولاية إيوا البروفيسور “كينيث ستون” في ورقة بحثية نشرت عام 1997 أنه يمكن لبعض المدن الصغيرة أن تفقد ما يقرب من نصف تجارة التجزئة فيها خلال 10 سنوات من افتتاح متجر وول مارت فيها.
واوضحت دراسة أخرى أن دخول وول مارت إلى سوق جديدة له تأثير عميق على المنافسة، إذ تنخفض مبيعات المتاجر المماثلة الكبيرة بنسبة 40%، وتنخفض مبيعات الـ”سوبرماركت” ، بنسبة 17%، وتنخفض مبيعات الصيدليات بنسبة 6%، وذلك وفقًا لدراسة تمت في 2009 من قِبل باحثين في عدة جامعات، تشرف عليها كلية “دارتموث”.
وأكدت النتائج التي توصلت إليها دراسة أخرى أجريت عام 2009 من قِبل المكتب الوطني للاقتصاد، أن “النتائج كبيرة وسلبية” على الشركات المنافسة لمسافة تُقدر من 5 إلى 10 أميال من افتتاح متجر وول مارت جديد.
وخلصت دراسة لمعهد ماكينزي العالمي عام 2001 الى أن نمو إنتاجية العمل في الولايات المتحدة في الفترة من 1995 إلى 2000 يرجع إلى وول مارت كونها كانت السبب المباشر أو غير المباشر في الجزء الأكبر من تسارع الإنتاجية في قطاع تجارة التجزئة، كما ذكر “روبرت سولو” الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد، والمشرف على هذه الدراسة أن العامل الأهم في ذلك النمو يعود إلى وول مارت.
وذكرت صحيفة الغارديان في تقرير نُشر عام 2014 أن مؤسسة وول مارت تعزز جهودها للعمل مع الشركات المصنعة في الولايات المتحدة، وأنه في فبراير 2014 تعهدت المؤسسة بـ 10 مليار دولار دعمًا للمصنعين المحليين، كما أعلنت عن خطط لشراء ما قيمته 250 مليار دولار من المنتجات الأمريكية الصنع خلال العقد المقبل.
وول مارت في 2016
تتربع الشركة الآن على عرش أضخم الشركات تحقيقًا للمبيعات في العالم؛ إذ تقدر مبيعاتها في 2016 بـ 481 مليار دولار، وتصنف في المرتبة 21 عالميًا تحقيقًا للأرباح؛ إذ تقدر صافي أرباحها في 2016 بـ 14.7 مليار دولار، وتصنف في المرتبة 17 عالميًا في القيمة السوقية؛ إذ قدرت قيمتها السوقية في 2016 بـ 215.7 مليار دولار.
وتلتها في تحقيق الايرادات شركة ستيت جريد الصينية بنحو 330 مليار دولار، وتعد الشركة شبكة الدولة الصينية ويقع مقرها الرئيس في، بكين، وهي تحتكر المرافق الكهربائية المملوكة للدولة، ولديها 927،839 موظفا، و1,1 مليار عميل .
وتتتبع لها “مجموعات توليد الطاقة” الخمس التي احتفظت بمحطات الطاقة وخمس شركات إقليمية تابعة لشبكة الدولة شركة الصين في بكين.
اما شركة “سامسونج” فجاءت في الترتيب الثالث محققة إيرادات بلغت 315 مليار دولار، وبدأت الشركة عملها عام 1938 حين أنشأ بيونج شول لي متجراً لبيع الأرز والسكر وأسماه “سام-سونج” حسب تقرير لموقع “فيجوال كابيتلست”، ثم تحولت صناعة المستقبل، يبلغ عدد العاملين في شركة سامسونج ، بكوريا الجنوبية، أكثر من 344,000 شخص وبلغت ارباحها عام 2010 220 مليار دولار، أي ضعف الدخل القومي لدول عربية كاملة كقطر والكويت والمغرب والعراق .
وتضم شركة سامسونج وحدها 50,000 باحث، ولاتهتم الشركة بموظفيها في أثناء فترات العمل فقط بل لما بعد ذلك، فتنتشر وحدات سكنية فاخرة للشركة في كل أنحاء كوريا الجنوبية ، توفر موظفيها مساكن فاخرة ووسائل مواصلات تنقلهم من وإلى الشركة، كما توفر لأطفالهم حافلات كهربائية لتقلهم الى المدارس، وهي مدارس تابعة للشركة لكنها تدار بواسطة وزارة التعليم في كوريا الجنوبية، وتعني سام سونج بالكورية “النجوم الثلاثة” -أن تكون كبيرة- أن تكون قوية- أن تبقى للأبد.
وتسجل 50 شركة في العالم من حيث الإيرادات في 14 قطاعا تصدرها النفط والخدمات المالية والسيارات.
* اذ شملت قطاعات التجزئة والكهرباء والأدوية والاتصالات والأجهزة الكترونية والسلع والرعاية الصحية والتشييد والانترنت.
* في قطاع الخدمات المالية كان البنك الصناعي والتجاري الصيني في المقدمة بتسجيل 167 مليار دولار تلته مجموعة “إكسور” الإيطالية التي تملك حصصا في “فيات كرايسلر” و”فيراري” ونادي يوفنتوس.
* من بين المؤسسات المالية البنك الزراعي الصيني وبنك الصين وبنك بي.إن.بي باريبا ومجموعات اكسا وأليانز وسوسيتيه جنرال.
* في قطاع السيارات تصدرت “فولكس فاجن” القائمة مع “تويوتا” ثم جاءت “دايملر” و”جنرال موتورز” و”فورد” و”هوندا” في المراكز التالية بينما وضع التقرير “هيونداي” الكورية ضمن الشركات متعددة الأنشطة، والجدول التالي يبين تسلسل عشر شركات.
اعداد الباحثة
وقد تربعت الشركة السعودية أرامكو على صدارة شركات الطاقة وبفارق كبير عن شركة النفط الوطنية الصينية صاحبة المركز الثاني، التي احتلت المركز الرابع بتسجيل اعلى ايرادات بالنسبة للدول العربية، اذ حققت 311 مليار دولار لسنة 2016 .
وهي شركة وطنية للزيت العربية السعودية تأسست عام 1933، و تم تأميمها عام 1988، وتعمل في مجالات النفط والغاز الطبيعي والبتروكيماويات والأعمال المتعلقة بها من تنقيب وإنتاج وتكرير وتوزيع وشحن وتسويق، وتعد شركة عالمية متكاملة ، ويقع مقرها الرئيسي في الظهران. وهي من أكبر الشركات في العالم من حيث القيمة السوقية اذ بلغت 781 مليار في عام 2006، و7 تريليونات دولار في عام 2010 طبقاً لتقدير صحيفة فاينانشال تايمز، فيما رجحت مجلة اكسبلوريشن قيمة أرامكو السوقية في عام 2015 بحوالي 10 تريليونات دولار.
اعداد الباحثة
ويذكر خبراء في صناعة النفط العالمية، لوكالة «بلومبيرغ» المتخصصة في قطاع المال والأعمال ان القيمة السوقية لـ«أرامكو» قد لا تزيد على400 مليار دولار، وفي أحسن الأحوال تريليون دولار.
وتقل هذه الأرقام كثيراً عما تتطلع إليه الحكومة السعودية حينما اقترحت طرح حصة من الشركة في الأسواق المحلية والعالمية مقدرة قيمة الشركة بتريليوني دولار.
وقالت وكالة «بلومبيرغ» إن شركة «أرامكو السعودية» تسعى لجمع نحو ملياري دولار (ما يعادل 7.5 مليار ريال) من خلال بيع صكوك .
وتعتزم الحكومة السعودية إدراج ما يصل إلى 5% من أرامكو في بورصة الرياض وسوق عالمية واحدة أو أكثر في الربع الثاني من 2018، ويعتقد المحللون أن هذا قد يجمع 100 مليار دولار على أساس تقييم أرامكو بتريليوني دولار.
الوحدة الاقتصادية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية