دبلن – يثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الجدل حول إمكانية إعادة توحيد أيرلندا، الأمر كان لا يمكن تصوره قبل فترة قصيرة من الآن.
وسيجبر تأييد البريطانيين للخروج من الاتحاد الأوروبي في استفتاء يونيو على انفصال مؤلم بين شمال أيرلندا وبريطانيا.
وفي أقل من سنتين، عندما تصبح بريطانيا خارج الاتحاد الأوروبي، ستكون أيرلندا الشمالية المقاطعة البريطانية، وجمهورية أيرلندا التي ستبقى أوروبية، منفصلتين بشكل غير مسبوق منذ تقسيم المنطقة في 1921.
وقال رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير الجمعة “ستكون المرة الأولى التي لن تسير فيها المملكة المتحدة وجمهورية أيرلندا تحت الشعار نفسه”.
وحتى الآن كان البلدان عمليا معا إما خارج الاتحاد الأوروبي وإما في الاتحاد الأوروبي، لأنهما انضما سويا في 1973.
لذلك ثمة تخوف من أن يعمق بريكست الهوة بين الشمال والجنوب، خصوصا إذا ما ترافق مع خروج من السوق الواحدة.
وتدفع هذه الإمكانية القوميين الأيرلنديين في حركة شين فين إلى المطالبة الشديدة بإجراء استفتاء حول إعادة توحيد الجزيرة.وقال مات كاتي النائب الأوروبي عن شين فين أخيرا إن “بريكست غير كل شيء”.
وأضاف أن “إمكانية حمل الشمال على الخروج من الاتحاد الأوروبي ضد إرادة شعبه، ترعب المواطنين من كل التيارات السياسية”، مذكرا بأن 56 بالمئة من أيرلنديي الشمال قالوا إنهم يعارضون الخروج من الاتحاد.
وزادت أيضا من حماسة القوميين، موافقة المسؤولين الأوروبيين على انضمام تلقائي لأيرلندا الشمالية إلى الاتحاد الأوروبي، في إطار فرضية إعادة التوحيد.
وخلص جيري أدامز زعيم الحزب القومي إلى القول إن “شين فين يأمل في إجراء استفتاء في السنوات الخمس المقبلة”.
ونص اتفاق الجمعة العظيمة للسلام الذي أنهى في 1998 نزاعا استمر ثلاثين عاما بين الوحدويين الذين يشكل البروتستانت أغلبيتهم والجمهوريين الكاثوليك، على إمكانية إجراء استفتاء في أيرلندا الشمالية حول الالتحاق بأيرلندا الجنوبية.
عمليا، يعود إلى لندن قرار الدعوة إلى هذا الاستفتاء، عندما تعتبر الحكومة البريطانية أن أكثرية تؤيد إعادة التوحيد.
ولم تصل الأمور إلى هذه المرحلة حتى الآن. فقد اثبت آخر استطلاع للرأي أجري في سبتمبر، أن 63 بالمئة من أيرلنديي الشمال يعارضون اتحادا مع الجنوب.
ومنذ التقسيم في 1921، كانت أكثرية سكان الإقليم البريطاني دائما في الواقع بروتستانتية ومؤيدة لبريطانيا.
لكن تغيرات عميقة تحصل على الصعيد السكاني أولا، لأن الكاثوليك الذين يشكلون 45 بالمئة من السكان في مقابل 48 بالمئة من البروتستانت، كما يتبين من الإحصاء الأخير في 2011، يتحولون تدريجيا إلى أكثرية في أيرلندا الشمالية، وعلى الصعيد الانتخابي بعد ذلك.
فهذا الاتجاه ينعكس أيضا في صناديق الاقتراع حيث تعادل الشين فين تقريبا مع الوحدويين في الحزب الوحدوي الديمقراطي في الانتخابات الأخيرة في المقاطعة في مارس.
وفي دبلن، يراقبون هذه التطورات بانتباه شديد وحرص في التصريحات. وقال وزير الخارجية الأيرلندي تشارلز فلاناغان إن بريكست جعل “بالتأكيد” موضوع الاستفتاء أمرا ممكنا، واستدرك أن “الوقت لم يحن بعد”.
العرب اللندنية