آبو، هو الاسم المتداول او الحركي لـ عبد الله اوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني المسلح في تركيا (pkk)، الذي جرى اعتقاله قبل سنوات بتنسيق بين المخابرات التركية والاسرائيلية في دولة افريقية بعد مطاردته في موسكو ثم اثينا..
وقد عدت لمقابلة مطولة معه صدرت في كتاب وبتحرير الاعلامي السوري، نبيل ملحم، 1996، وجاء فيها ما يتصل بما يجري حاليا على امتداد الشريط الحدودي التركي – السوري الذي تسكنه غالبية كردية، ولحزب العمال حضوره القوي فيه والمعروف ايضا بصدامه مع جماعة البرزاني الكردية المتحالفة مع تركيا..
وكان من ابرز ما جاء في تلك المقابلة تحذيراته من التوظيف التركي لاكراد سورية والعراق، وتمزيق هذين البلدين الى كانتونات طائفية وامارة كردية تديرها انقرة “على غرار ما فعله الامريكان بعد احتلال العراق”.
كما لفت آبو الانتباه الى جذور ذلك في الاحتلال العثماني لسورية والشرق العربي عام 1516؛ حيث شكل الاكراد، وفق آبو، قوام الوحدات العثمانية العسكرية في ذلك الاحتلال وبالذريعة نفسها التي نشهدها، منذ سنوات.
وهي الدفاع عن اهل السنة، برغم ان المماليك الذين كانوا يحكمون سورية ومصر كانوا أكثر تشددا من أهل السنة، فيما كانت أولى خطوات السلطان العثماني سليم الأول، هدم مقامات الامام احمد بن حنبل، وإقامة مقامات للمتصوف ابن عربي مكانها.
والجدير ذكره، أن آبو الذي يعود إلى اصول علوية شأن ملايين الأكراد والأتراك وعرب الاسكندرون كان يتبنى خليطا من الاشتراكية الستالينية والأفكار الاسلامية، وبدأ حياته متدينا وقريبا من اليمين التركي في الجامعة، قبل أن يتحول الى الاشتراكية ويدعو لاستقلال اكراد تركيا في دولة قومية اشتراكية مستقلة، ويؤسس 1976 بدعم من المقاومة الفلسطينية حزبا مسلحا لهذه الغاية.
كما ذاع صيت الحزب لاول مرة خلال قتاله البطولي ضد العدوان الصهيوني على المقاومة الفلسطينية 1982 وخاصة في معركة قلعة الشقيف التي فقد فيها العديد من قادته..
ويتذكر العديد من الأصدقاء الأردنيين أن أول دورة تدريب عسكرية لمقاتلي حزب العمال الكردستاني جرت 1976 في قاعدة عين الصاحب، قرب دمشق وهي قاعدة لحركة فتح.
ومن المؤسف ان هذه القاعدة التي خرّجت مئات بل آلاف المتطوعين العرب والأجانب، وقتل واعتقل بعضهم دفاعا عن القضية الفلسطينية سقطت في بداية الأزمة السورية تحت سيطرة الجماعات التكفيرية الاجرامية…
العرب اليوم