انطلقت في قصر المؤتمرات في مدينة الصخيرات المغربية اجتماعات الفرقاء الليبيين لبحث وقف إطلاق النار ونزع السلاح وذلك بعد ثلاث سنوات من الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي.
فبعد حوالي ثلاث سنوات مما سمي ربيع ليبيا وتفشي صراعاتها الجهوية والقبلية، ما افتتح حروبا أهلية هددت بانهيار الدولة ومؤسساتها ذهب الفرقاء الليبيون إلى مراكش لاقتفاء حل وأصابعهم لاتزال على الزناد. وتتواصل بموازاة طاولة الحوار المعارك ويتواصل القتل والصراعات على السلطة والنفط والأرض.
المختصون بفن التفاوض يعرفون أن من يسيطر على الأرض أكثر، يمتلك أوراقا أقوى للتفاوض فأين هي الركيزة الجيو سياسية للمتحاورين الليبيين؟
يمكن تقسيم اللاعبين الأساسيين إلى مجلس النواب الليبي المعترف به دوليا والقوة الضاربة له المتمثلة بقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، ولطرف ثان متمثل بالمؤتمر الوطني الليبي العام (وهو البرلمان المنتهية ولايته).
يسيطر الفريق الأول على مساحات واسعة بسبب نفوذه السياسي ويتمثل ثقله بـالبرلمان في طبرق ولواء الصواعق والقعقاع والمدني التابع لمدينة الزنْتان.
الفيدراليون ويتزعمهم قائد جيش برقة الجضران الذى يطالب بأن تكون برقة إقليما فيدراليا وقد قامت قواته بالسيطرة على حقول النفط و موانئ التصدير لإجبار المؤتمر الوطني على ما يقولون إنه التوزيع العادل للثروة والسيادة .
وأنشأ محمود جبريل رئيس المكتب التنفيذي السابق للمجلس الانتقالي تحالف القوى الوطنية أثناء الثورة ويضم التحالف 58 حزبا.
وقد أعلنت قبائل ورشفانة وترهونة والزنْتان وورافلة وكذلك مدينة زليتن فى الغرب الليبي دعمه الكامل لحفتر.
أما الطرف الآخر فيضم طيفا متنوعا من القوة مثل المؤتمر الوطني العام والحكومة الانتقالية في طرابلس والكتائب المسلحة الإسلامية المعتدلة وكذلك جماعة الإخوان المسلمين ومدن جبل نفوسة خاصة المناطق الأمازيغية، بالإضافة إلى مدينة مصراتة وما تمتلكه من قدرة عسكرية ضخمة وكتائب كل من “راف الله السحاتى” و”السابع عشر من فبراير” و”عمر المختار ” و”شهداء ليبيا الحرة ” و “أنصار الشريعة”.
لفهم هذا المشهد المتشظي لا بد من العودة إلى تاريخ السابع عشر من آذار 2010 حين أصدر مجلس الأمن الدولي القرار رقم 1973، القاضي بفرض عدة عقوبات على حكومة القذافي، أهمها إقامة حظر جوي فوق ليبيا وتنظيم هجمات مسلحة ضد قواته الجوية لإعاقة حركتها ومنعها من التحليق في أجوائها.
هنا استكملت الكارثة ففتحت صفحة ليبيا والتي تلت صفحتي العراق وأفغانستان، فأغلب الظن أن الوعود بالديمقراطية تتلاشى مع أول غارة لمقاتلة أجنيبة تخترق الأجواء السيادية للأوطان.
روسيا اليوم