طهران – حقق تحالف الاصلاحيين والمعتدلين المقرب من الرئيس الإيراني المنتخب لولاية ثانية حسن روحاني فوزا بارزا في الانتخابات البلدية التي جرت الجمعة وفاز فيها كذلك عدد كبير من النساء.
وانتخب الإيرانيون الجمعة تزامنا مع الاقتراع الرئاسي، 126 عضوا في المجالس البلدية والمحلية من بين 287 ألف مرشح.
وفازت لوائح ائتلاف “أوميد” (أمل بالفارسية) الإصلاحي المعتدل في مدن كثيرة بينها العاصمة طهران.
وأصبحت ثاني وثالث مدن البلاد، مشهد وأصفهان (وسط) وكذلك شيراز ويزد وكرج قرب طهران وزهدان (جنوب شرق) تحت إدارة كاملة أو شبه كاملة للإصلاحيين.
وكانت مشهد وأصفهان حتى الآن تحت سيطرة المحافظين الذين يديرون أيضا بلدية طهران منذ 14 عاما.
ويشكل الإصلاحيون غالبية في تبريز (شمال غرب) وقزوين (شمال) وبندر عباس.
وصرح النائب الإصلاحي السابق علي تاجرنيا لصحيفة افتاب- يزد أن هذا الفوز الكبير ناتج عن تلبية السكان لدعوات الإصلاحيين “إلى التصويت للائحة وهذه الموجة بلغت مدن المحافظة الأخرى”.
واعتمد الإصلاحيون الأسلوب الذي تبنوه في 2016 بإيعاز من زعيمهم بلا منازع الرئيس السابق محمد خاتمي (1997-2005) عبر طرح لائحة وحيدة للانتخابات البلدية، وهو تكتيك أجاز لهم في الانتخابات التشريعية إحراز مقاعد طهران الـ30 كاملة.
كما نشر خاتمي، على ما فعل لصالح روحاني، فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي دعا فيه الناخبين إلى التصويت للائحة أوميد حول البلاد، ولو أنها شملت عددا كبيرا من المرشحين المغمورين.
وصرحت زهراء نجاد بهرام، إحدى المرشحات الإصلاحيات الست المنتخبات في مجلس بلدية طهران لصحيفة شرق، إن “الناس صوتوا وأبدوا ثقتهم في الإصلاحيين. الآن علينا أن نلبي”.
وعلى عكس الانتخابات العامة الأخرى لا تخضع الانتخابات البلدية لإشراف مجلس صيانة الدستور الذي يهيمن عليه المحافظون.
أصبحت ثاني وثالث مدن البلاد، مشهد وأصفهان وكذلك شيراز ويزد وكرج قرب طهران وزهدان تحت إدارة كاملة للإصلاحيين
ويجيز ذلك للإصلاحيين ومرشحي المجتمع المدني فرض حضور أوسع، رغم حاجة اللجنة النيابية المكلفة بالإشراف على الانتخابات المحلية التشاور مع مختلف الأجهزة على غرار وزارة الاستخبارات.
وعززت النساء كذلك حضورهن في مدن مثل طهران حيث أصبحن ستا بين 21 عضوا في المجلس البلدي.
وفي أردبيل (شمال غرب)، تقدمت امرأة إصلاحية على بقية الأعضاء البلديين.
وفي محافظة سيستان بلوشستان (جنوب شرق) الريفية، انتخبت 415 امرأة في المجالس البلدية ومجالس القرى مقابل 185 سابقا بحسب وكالة أنباء الطلبة الإيرانية.
واعتبر محافظ سيستان بلوشستان علي أوسات هاشمي في حديث لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أن ذلك هو نتيجة سياسة الحكومة التي تعطي المزيد من الأهمية “لمكانة النساء”.
وفي هذه المحافظة التي عينت عدة نساء في مناصب بارزة في مراكز إدارية في السنوات الماضية، رشحت بلدة أفضل آباد 15 عضوا للمجلس البلدي جميعهن نساء.
كذلك في هذه المنطقة التي تضم عددا كبيرا من السنة، نال روحاني 75 بالمئة من الأصوات مقابل 57 بالمئة على المستوى الوطني. أما في كل من مدينتي مشهد وأصفهان ففازت امرأتان بعضوية المجلس البلدي المؤلف من 15 عضوا. وفي رشت المدينة التي تعد 700 ألف نسمة في شمال إيران، انتخب عامل جمع نفايات يبلغ من العمر 42 عاما عضوا بلديا. وقال محمد حسن علي بور الذي يعمل في جمع النفايات منذ حوالي عشر سنوات رغم أنه حائز على شهادة ماجستير في العلاقات العامة، أنه سيحضر اجتماعات المجلس البلدية وهو في ثياب العمل. وفي خرم آباد القريبة من الحدود العراقية تصدر ولي الله رستمي نجاد، بائع الطيور المتجول البالغ 60 عاما، الاستحقاق بـ40 ألف صوت.
وتعهد المحافظون الإيرانيون الذين ساءتهم إعادة انتخاب روحاني بمواصلة تنفيذ برنامجهم المحافظ.
وكان روحاني حقق فوزا حاسما بنسبة 57 في المئة من أصوات الناخبين في الانتخابات الجمعة، بعد أن وعد بالمزيد من التواصل مع العالم الخارجي وإتاحة المزيد من الفرص الاقتصادية للشباب وبتحقيق العدالة الاجتماعية والحريات الشخصية.
وكان روحاني قد قدم نفسه في صورة جديدة خلال الحملة الانتخابية كمناضل إصلاحي واتهم المحافظين بالوحشية والفساد بعبارات تجاوزت مرارا حدود ما هو مسموح به في إيران.
وفي إحدى المرات وصف الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي استخدام العبارات الطنانة في مناظرة تلفزيونية بأنه لا يليق.
وقال رئيسي الذي نافس روحاني في الانتخابات وهو أحد تلامذة خامنئي في أول تعليقات بعد الانتخابات إنه لا يجب تجاهل ما يقرب من 16 مليون ناخب أيدوه. وأضاف رئيسي“بهذا الدعم سأواصل كفاحي ضد الفساد وعدم المساواة وجهودي لتدعيم قيم الثورة الإسلامية”.
وقال صحافي إيراني تحدث مع أنصار رئيسي بعد الانتخابات إنهم يشعرون بغضب شديد من الطريقة التي تحدث بها الرئيس عن مرشحهم وعنهم.
ونقل الصحافي عن واحد منهم قوله “نحن لا نسعى لمعركة بل روحاني هو الذي أخذ نهجا تصادميا. روحاني وصف أنصار رئيسي بالتطرف والعنف. كيف يمكن لرئيس أن يهين 16 مليون فرد من شعبه؟ تعليقاته الساخرة من الزعيم الأعلى وقوات الأمن تبين أنه يريد شجارا”.
وعلى الإنترنت شكا محافظون آخرون من الاحتفالات التي أعقبت إعلان نتيجة الانتخابات.
العرب اللندنية