اختفت منذ فترة طويلة تماثيل صدام حسين والملصقات التي تحمل صوره المنمقة. وأصبح أكثر ما تراه العين الآن في بغداد هو الصور الأيقونية لعلي وابنه الحسين -اللذين يوقرهما الشيعة كاثنين من القادة الشرعيين للإسلام بعد وفاة النبي محمد. وبمجرد أن أصبحت بغداد مقر الخلافة السنية العظيمة في عهدة الأسرة العباسية، أصبحت مدينة شيعية بوضوح.
في زمن صدام، كان الشيعة يتعرضون للاعتقال لمجرد محاولة قطع رحلة حج بطول 100 كليومتر من العاصمة إلى كربلاء؛ والآن، يتم إغلاق الطرق الرئيسية في المدينة أمام السيارات في يوم عاشوراء، المهرجان الشيعي الكبير، لأن الكثير جداً من الناس يشاركون في المسيرة الطويلة. ويجري تحميل توابيت المقاتلين الشيعة الذين قتلوا في المعارك ضد الجهاديين السنة على السيارات الخاصة وسيارات الأجرة في مواكب من أجل دفنها في النجف، المدينة المقدسة الأخرى الواقعة على بعد نحو 160 كيلومتراً إلى الجنوب. والسنة في بغداد -أولئك الذين تبقوا منهم، بعد سنوات من العنف الطائفي الذي دفع الكثيرين منهم إلى الخروج- يجدون مثل هذه النزعة الانتصارية بغيضة، بل ويرون فيها حتى ترهيباً متعمداً.
انقسم فرعا الإسلام خلال الفتنة العظيمة حول خلافة النبي محمد. ويدّعي السُنة أن القيادة مرت عبر خط الخلفاء الراشدين الأربعة الذي كانوا من أصحاب الرسول: أبو بكر، وعمر، وعثمان، ثم آلت بعد ذلك فقط لعلي، ابن عم الرسول وزوج ابنته. وبعد ذلك ذهبت عباءة الحكم إلى الأمويين في دمشق، ثم تلاهم العباسيون في بغداد. ويقول الشيعة إن الخلافة قد اغتُصبت. وكان يجب أن تستمر في عائلة النبي محمد، أولاً لعلي، ثم لاحقاً للحسين. لكن علي قُتل في الكوفة ودُفن في الجوار في النجف، بينما قُتِل الحسين في معركة ضد الأمويين في كربلاء ودُفِن هناك -ومن هنا تأتي أهمية هاتين المدينتين للشيعة. ثم انتقلت القيادة الشيعية بعد ذلك خلال سلسلة من الأئمة الذين انشقوا في نقاط مختلفة، وشكلوا طوائفهم الخاصة –على سبيل المثال الزيدية “الخَمسية”؛ والإسماعلية “السَّبعية”؛ وطائفة الأغلبية “الإثنا عشرية”. وقد أصبحت الشيعية الاثنا عشرية دين الدولة أيام الإمبراطورية الفارسية الصفوية، وهو السبب في أن العرب السنة المتشددين يميلون إلى اعتبار الشيعة أعداء من الأجانب، بل وحتى غير مسلمين.
يحرص الشيعة على إحياء الذكرى العاطفية لاستشهاد علي والحسين، بما في ذلك الجَلد العلني للذات. وعادة ما يُتهمون بالابتهاج بـ”المظلومية”. ومع ذلك، أصبح العرب السنة هم الذين يشعرون ويتصرفون هذه الأيام باعتبارهم المستضعفين. ومع أنهم يشكلون أغلبية العرب المسلمين، فإن السُنة غالباً ما يشعرون بأنهم محرومون في قلب العالم العربي –حيث تهمشهم الأغلبية الشيعية في العراق، ويتعرضون لهجوم قاتل من نظام بشار الأسد في سورية (الذي يهيمن عليه العلويون، وهم فرع من الشيعة)، ويعانون من الترهيب على يد حزب الله (الميليشيا الشيعية القوية) في لبنان، وتحتلهم وتشتت شملهم إسرائيل في فلسطين. وفي اليمن، تم طردهم من السلطة على يد المقاتلين الحوثيين، المنتمين إلى الطائفة الزيدية.
الآن، تنخرط الكتائب الدولية للسنة والشيعة في مواجهة ضد بعضها بعضا في سورية. ويضم أولئك الذين يقاتلون من أجل الأسد مجندين شيعة من العراق وأفغانستان وباكستان، ويقودهم حزب الله وضباط كبار من قوات الحرس الثوري الإيراني. وفي مواجهة هؤلاء تقف مجموعتان أساسيتان: جهاديو “الدولة الإسلامية”، الذين يتكونون من متطوعين من عدة بلدان؛ وتحالفات فضفاضة أكثر من مجموعات الثوار السوريين السُنة، تدعمهم بدرجات متفاوتة الدول السنية المجاورة، خاصة السعودية وتركيا والأردن. وكان أول من استخدم الهجمات الانتحارية، صاروخ الفقراء الموجه، هو حزب الله في بداياته في العام 1983؛ ثم نسخها الإسلاميون الفلسطينيون، وهي الآن تكتيك مفضل لدى الجهاديين السنة.
أصبح الإسلام أكثر من أي وقت مضى القضية التي يزعم الجميع أنهم يقاتلون من أجلها. ولكن، أي إسلام؟ يقول إيوجين روغان من جامعة أكسفورد إن مصير العالم العربي سوف يتحدد بالمنافسة بين ثلاث نسخ من الإسلام: جماعة الإخوان المسلمين، والسلفة الجهادية (وكلاهما حركتان سنيتان)، والعقيدة الشيعية القائمة على “ولاية الفقيه”. وثمة اتجاهان آخران مهمان على الأقل أيضاً.
يتمتع الإسلام بقوة سياسية كبيرة. ولم يكن محمد مجرد نبي ديني، وإنما كان أيضاً حاكِماً زمنياً ومحارباً. وتم نشر الإسلام بالكلمة وحد السيف على حد سواء. وبالنسبة للكثير من المسلمين، ليس الإسلام مجرد إيمان شخصي، وإنما هو مخطط لتنظيم مجتمع مثالي أيضاً. ويُنظر إلى المفهوم الغربي الخاص بفصل الدين عن السياسة على أنه تافه وبلا معنى. وينظر المسلمون إلى دينهم على أنه الوحي النهائي من الله، ويعتبرون القرآن كلمته الفعلية. ولذلك تميل بعض المجموعات إلى الحَرفية. ويسعى المصلحون الإسلاميون إلى التقليل من شأن “آيات السيف” -على سبيل المثال: الآية التي تقول عن الكافرين “وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ”- لكن المُنظرين الجهاديين يرفضون ذلك باعتباره إسلاماً زائفاً.
في السنوات الأولى بعد استقلالها، لجأت الأنظمة الملكية العربية إلى دعم جماعة الإخوان المسلمين وتجنيدها ضد القوميين واليساريين. وازدهرت الإسلاموية بعد حرب العام 1967، عندما نزع انتصار إسرائيل الصدقية عن القوميين. وكان العام 1979 حافلاً بالأحداث على وجه الخصوص: فقد وقعت مصر معاهدة سلام مع إسرائيل (والتي تم على إثرها اغتيال الرئيس المصري، أنور السادات، على يد الإسلاميين)؛ وجاء آية الله الخميني إلى السلطة في إيران، مانحاً الطاقة للمتطرفين المسلمين من كل الأنواع؛ وقاد جُهيمان العُتيبي مجموعة من المسلحين المتطرفين للسيطرة على المسجد الحرام في مكة، ودعا إلى الإطاحة بآل سعود؛ وقام الاتحاد السوفياتي بغزو أفغانستان، وهو ما دفع السعوديين (وأميركا) إلى دعم الذين يخوضون “الجهاد” ضد الشيوعيين.
أدى وصول القوات الأميركية إلى المملكة العربية السعودية في العام 1990 من أجل إخراج القوات العراقية من الكويت، وبقائها سنوات بعد ذلك من أجل إبقاء صدام حسين تحت المراقبة، إلى وضع أسامة بن لادن على طريق الجهاد ضد أميركا. وأدى هجوم تنظيم القاعدة على ذلك البلد في العام 2001 إلى اتخاذ جورج دبليو بوش قرار الإطاحة بصدام، على نحو قلب الميزان الطائفي في العراق وفي المنطقة كلها.
يقال عادة إن الشيعة لا يستطيعون تصديق أنهم كسبوا السلطة، بينما لا يستطيع السنة القبول بحقيقة أنهم خسروها، وهو ما قد يكون السبب في جعل الصراع بين الطرفين يزداد شراسة باطراد. وقد عمد الجهاديون العراقيون إلى استفزاز الشيعة عمداً. وقالت رسالة تم اعتراضها في العام 2004 للراحل أبو مصعب الزرقاوي، زعيم تنظيم القاعدة في العراق، وجدّ تنظيم “الدولة الإسلامية” اليوم، إن القتال ضد المحتلين الأميركيين سوف يكون سهلاً. لكن الخطر الحقيقي، كما قال، هو الشيعة، “العقرب الماكر والخبيث”. وقال إنه سيقوم باستفزاز الشيعة وجرهم إلى حرب طائفية يكون من شأنها “إيقاظ” العالم السني.
كان موطن هوس الزرقاوي الآخر هو إعلان قيام “دولة إسلامية”. وكان هذا هدفاً بعيد المنال بالنسبة لتنظيم القاعدة وتنظيم جماعة الإخوان المسلمين على حد سواء، لكن الزرقاوي وأتباعه أرادوا تسريع قدومه. وقد حملت التجسدات المختلفة لمجموعته الاسم، ولو أن العديد من المجندين الرفيعين في تنظيمه جاؤوا من حزب صدام حسين، البعث. وبعد الانفصال عن تنظيم القاعدة في بواكير العام 2014، والاستيلاء على الموصل في حزيران (يونيو) من ذلك العام، قام زعيم “الدولة الإسلامية”، أبو بكر البغدادي، بإعلان قيام “الخلافة”. وقال: “هلموا إلى دولتكم أيها المسلمون، نعم دولتكم هلموا”. وبسبب طموحاته إلى إقامة خلافة، في تجاهل للتقاليد الإسلامية والتكتيكات الطائفية، تنصل منه حتى تنظيم القاعدة نفسه. ومع أنه ضعف كثيراً، فإنه تنظيم “داعش” هو الذي ظل يصنع الأخبار ويحصل على المجندين. ووفقاً لستيفين لاكروكس من معهد العلوم السياسية في باريس، فإن “القاعدة والدولة الإسلامية هما مثل تروتسكي وستالين: واحد يريد انتظار قيام ثورة عالمية، والآخر يريد أن يبني ’الاشتراكية في بلد واحد’”.
شكل ظهور تنظيم “الدولة الإسلامية” عودة مذهلة لمجموعة تم تدميرها تماماً أيام “زيادة عديد القوات” للجيش الأميركي في العراق في العام 2007-08؛ وتلقت عملية انبعاث المجموعة المساعدة من ثلاثة عوامل: انسحاب أميركا من العراق في العام 2011؛ والحرمان الذي اختبره السنة على يد رئيس الوزراء العراقي الشيعي، نوري المالكي، الذي ملأ الجيش بالموالين وأقصى قوات القبائل السنية التي أنشأتها أميركا؛ والانهيار العنيف لسورية، الذي سمح لـ”داعش” بتأسيس قاعدة قوية لنفسه هناك.
بعد ذلك، تسبب اندماج الحروب السورية والعراقية في صراع واحد في نشوء تحالفات غريبة. فقد عملت إيران للدفاع عن كل من الحكومة في بغداد وجارتها في دمشق؛ ومع أن أميركا متحالفة مع العراق، فإنها تقف -نظرياً على الأقل- ضد النظام السوري. وتقول روسيا أنها تقاتل “داعش”، لكنها تقوم بشكل أساسي بإنقاذ بشار الأسد من الثوار؛ في حين أن الأكراد السوريون متحالفون مع أميركا ضد “داعش”؛ ومع روسيا ضد الثوار الآخرين.
يرى الحكام العرب، وخاصة حكام السعودية، أنفسهم محاصرين ومحاطين بالشيعة الخبيثين، بدءاً من محاولة إيران المتصورة لإثارة الشيعة في البحرين، إلى العراق، إلى سورية ولبنان واليمن. ويقول مسؤول سعودي رفيع: “إن إيران تريد إعادة تأسيس الإمبراطورية الفارسية”. وقد ذهبت السعودية إلى الحرب في اليمن بعد أن استولى الحوثيون على العاصمة، صنعاء، وتحركوا للاستلاء على المدينة الميناء، عدن. وفي الأثناء، عملت السعودية في سورية بشكل وثيق مع تركيا من أجل تحويل ثوار التيار السائد في سورية إلى قوة أكثر تماسكاً، وساعدت عن طريق إيصال صواريخ مضادة للدبابات أميركية الصنع إليهم. ولعل أحد الأسباب التي تجعل حكام السعودية يتصرفون باعتبارهم أبطال القضية السنية، كما يقول شخص مطلع في الرياض، هو أنهم يحاولون جرّ الشباب السنة بعيداً عن “داعش”.
من جانبها، تشعر إيران بالامتنان تجاه سورية باعتبارها الدولة العربية الوحيدة التي ظلت واقفة إلى جانبها خلال الحرب الطويلة ضد العراق، وتنظر إليها باعتبارها جسراً حيوياً إلى حزب الله. لكنها تفضل في العادة الميليشيات الوكيلة القوية في داخل الدول الضعيفة، كما هو الحال في لبنان. وفي هذه الأيام، أصبح زعم حزب الله بأنه الدرع الرئيسي ضد إسرائيل لكل المسلمين غير مقنع؛ فقد أصبح الحزب بدلاً من ذلك رأس الحربة للشيعة.
وحتى حيث لا يوجد انقسام طائفي بين السنة والشيعة، تبقى هناك صراعات بالوكالة. وتشكل تركيا وقطر أكبر داعمي جماعة الإخوان المسلمين؛ وفي المقابل، تعارض الجماعةَ كل من مصر، والإمارات العربية المتحدة، والسعودية بقدر أقل. وفي سياسات ليبيا المنقسمة، يقوم الحلفاء المؤيدون للإخوان المسلمين بدعم حركة “الفجر” في طرابلس، بينما يدعم الآخرون تحالف “الكرامة” في بنغازي.
منذ انقلاب الجيش في مصر في العام 2013، أصبحت حركة الإخوان المسلمين في موقف الدفاع. ويتحسر منفيوها الآن في إسطنبول والدوحة على عجز محمد مرسي، الرئيس الإخواني الذي لم يستقر في الحكم طويلاً. فمن خلال فرض دستور متنازع عليه وتنفير الليبراليين، خلق مرسي المناخ للجيش للإطاحة به. وكانت بعض تنظيمات الإخوان المسلمين الشقيقة من دول أخرى قد حثته على أن يكون أكثر تصالحية. ويقول هـ. أ. هيلير من المؤسسة الفكرية الأميركية، مجلس الأطلسي: “لو أن جماعة الإخوان المسلمين لعبوا أوراقهم بطريقة مختلفة، فإنهم ربما كانوا سيتجنبون الانقلاب بشكل كامل. لقد كانوا مفتونين –خطأ- بفكرة أنهم يعيشون في عصر جديد، ولم يعودوا في حاجة إلى كبح أنفسهم”. في تونس، تحرك حزب النهضة -الذي يستلهم جماعة الإخوان، لكنه لم يعد جزءاً منها- بطريقة أكثر تعقلاً. وقد فاز بأغلبية الأصوات في انتخابات الجمعية التأسيسية في العام 2011، وحكم بتحالف واسع. وبينما استجمع العنف الجهادي الزخم، وتمت الإطاحة بمحمد مرسي في مصر، تنازل حزب النهضة أخيراً حول العديد من النقاط في الدستور، وسمح بأن يصبح أكثر علمانية مما أراد الحزب في السابق. ثم قام بتسليم السلطة إلى حكومة من التكنوقراط في كانون الثاني (يناير) 2014، بعد أن تمت الموافقة على الدستور.
تجنب المغرب إلى حد كبير احتجاجات الشوارع في العام 2011، وقام الملك بتعيين حكومة يقودها إسلاميون في تشرين الثاني (نوفمبر) من ذلك العام. وكجزء من جهد واسع لمكافحة التطرف بعد موجة الهجمات الإرهابية في الدار البيضاء في العام 2003، كانت الدولة المغربية تتولى السيطرة المباشرة على المساجد بالتدريج. وتم افتتاح مدرسة جديدة للأئمة في الرباط في العام 2015، بما فيهم أئمة أجانب من جنوب الصحارى الأفريقية، وكذلك من فرنسا وبلجيكا. وتسعى المدرسة إلى ترويج شكل معتدل من الإسلام، قائم على مدرسة الفكر المالكية المغربية؛ وبشكل حاسم، القبول بمكانة الملك التقليدية باعتباره “أمير المؤمنين”.
كما بدأ البلد أيضاً برنامجاً ريادياً لتدريب النساء ليكن “مرشدات”. وقد شرحت إحداهن، والتي لم تشأ ذكر اسمها، أن مهمتها كانت العمل مع النساء والأطفال حول طائفة من القضايا، بما فيها التعليم ومحاربة الأمية ومكافحة تعاطي المخدرات. وقالت: “نصادف في بعض الأحيان دعاة يروجون رسالة متطرفة. وعلينا أن نتدخل لنطلب منهم تغيير خطابهم. عندما بدأنا، كان هناك قدر أكبر من التطرف الديني؛ ولاحظنا أن ذلك انخفض”.
يكمن الخطر في أن بعض المسلمين ربما يرفضون هذا التوجه كله جملة وتفصيلاً باعتباره يعبر عن “دولة إسلامية” زائفة. ومع ذلك، يبدو أن الحملة تُحدث بعض التأثير. ولنأخذ تجربة عبد الكريم الشاذلي، وهو واعظ سلفي كان قد تم اعتقاله بعد سلسلة من التفجيرات الانتحارية في الدار البيضاء في العام 2003، واتهامه بإلهام الجهاديين (وهو ما ينكره) من خلال كتاباته. وبعد أن عفا عنه الملك في العام 2011، أصبح الآن يحث زملاءه السلفيين على الانضمام إلى حزب ملكي يدعى “الحركة الديمقراطية والاجتماعية” (أسسه مفوض سابق للشرطة). وفي غضون ثلاث أو أربع سنوات، كما يأمل، يمكن أن يفوز الحزب في الانتخابات ويسرِّع عملية أسلمة المجتمع. وهو تحول مدهش في موقف الإسلاميين، والذي جلبه في جزء منه الخوف من مواجهة نوع من أنواع الفوضى التي شوهدت في الأماكن الأخرى، وفي جزء آخر القيود الصارمة التي وضعها الملك، وفي جزء ثالث، إحساسه الجيد بإعطاء منفذ سياسي للإسلاميين. ويقول السيد الشاذلي: “اليوم، أصبح كل السلفيين أول المدافعين عن النظام الملكي. إننا نعتبر المغرب نموذجاً إسلامياً –حتى مع وجود حانات الشرب”.
صحيفة الغد