جدة (السعودية) – أظهرت السعودية والإمارات تلاحما استثنائيا في مواجهة أزمة العلاقة مع قطر بعد أن تمكنتا من عزل الدوحة وكشف عناصر سياستها الخارجية التي تعتبرها الرياض وأبوظبي تهديدا خطيرا للأمن الإقليمي واستقرار منطقة الخليج.
واستقبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز في جدة ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على خلفية تصاعد الأزمة مع قطر.
وقالت مصادر إن موقف القيادة القطرية من الوضع الإقليمي يتصدر أولويات اللقاء، بالإضافة إلى بحث السبل لتطبيق إعلان الرياض الذي شكل الإطار لمواجهة التهديدات الإرهابية والتوسع الإيراني.
وتأتي زيارة الشيخ محمد بن زايد إلى جدة في الوقت الذي أجمعت فيه الأطراف الخليجية المعنية على أن فرصة وساطة كويتية مفترضة لم تعد واردة وأن السعودية لن ترضى بأي حال تكرار سيناريو التعهدات التي وقعها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عام 2014 ولم يلتزم بها فيما اعتبرته الرياض انتهاكا للثقة ومراوغة غير مقبولة.
وكان اتفاق الرياض عام 2014 قد ألزم الدوحة بـ”الالتزام بالمبادئ التي تكفل عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المجلس بشكل مباشر أو غير مباشر، وعدم دعم من يعمل على تهديد أمن واستقرار دول المجلس من منظمات أو أفراد، سواء عن طريق العمل الأمني المباشر أو عن طريق محاولة التأثير السياسي، وعدم دعم الإعلام المعادي”.
وأشارت المصادر إلى أن قطر وضعت نفسها في مأزق حين عمدت إلى المناورة بدل أن تستجيب لما طلبته السعودية من مطالب واضحة في الملفات مثار الخلاف، وخاصة علاقتها بإيران في تعارض تام مع التوجه الخليجي والعربي، فضلا عن ملف دعمها للتنظيمات المتشددة، واستمرار حملاتها على دول حليفة مثل مصر وفتح منصاتها الإعلامية للتهجم عليها.
العرب اللندنية