القاهرة – برلين – وكالات: قال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أمس الإثنين، إن حكومة بلاده تبذل جهودا وفق «الاستراتيجية الوطنية لتحقيق التنمية المستدامة»، بحيث «تضع مصر ضمن أفضل ثلاثين اقتصادا في العالم بحلول عام 2030».
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها السيسي أمام القمة التي تنظمها الرئاسة الألمانية لـ»مجموعة العشرين للشراكة مع إفريقيا»، في العاصمة الألمانية برلين، تحت شعار «الاستثمار في مستقبل مشترك». وأضاف أن استراتيجية التنمية المستدامة لمصر «ترتكز على نهج متكامل لتحقيق الأولويات الوطنية التنموية، وتعظيم الإمكانيات، والتغلب على المعوقات على أساس علمي لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها مصر».
وتابع أن بلاده «قامت بتطبيق برنامج جاد للإصلاح الاقتصادي يرتكز على محاور رئيسية في مجالات السياسات المالية العامة، والسياسات النقدية، والسياسات الاجتماعية».
وتأتي قمة «الاستثمار في مستقبل مشترك» كمبادرة من ألمانيا لمساعدة قارة إفريقيا على توفير التمويل اللازم لجذب الاستثمار، لاسيما في مجال البنية التحتية. وقال الرئيس المصري إن «استمرار الصراعات في العالم وتنامي الإرهاب يستدعي تعزيز الجهد الدولي لرفع كفاءة هياكل الحوكمة الاقتصادية العالمية واستحداث آليات جديدة لتحقيق التنمية والرخاء». وتابع أن مصر تعول على مبادرة ألمانيا، القائمة على «خلق الشراكات مع المؤسسات الدولية بهدف خلق مناخ مواتٍ لجذب الاستثمارات إلى إفريقيا بشكل مستدام لتحفيز النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل اللائق، ورفع معدلات التنمية الاقتصادية والاجتماعية».
ووقعت مصر في برلين أمس ثلاثة اتفاقات للحصول على مساعدات من ألمانيا بقيمة 203.5 مليون يورو (228.4 مليون دولار أمريكي)، في مجالات الطاقة المتجددة والتعليم والمشروعات الصغيرة والمتوسطة والري.
وتحتل ألمانيا المرتبة العشرين بين الدول المستثمرة في مصر، بعدد شركات يبلغ 1039 شركة حاليا، حسب بيانات وزارة الاستثمار والتعاون الدولي المصرية. وفي 2016، بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 5.567 مليار يورو (6.2 مليار دولار)، وفق وزارة التجارة والصناعة المصرية.
من جانبها قالت ألمانيا أنه ينبغي لمصر تعزيز سيادة القانون وإتاحة المزيد من الحريات الدينية إذا كانت تريد جذب الاستثمار الأجنبي.
وقالت وزيرة الاقتصاد الألمانية، بريجيته تسيبريز، في مؤتمر صحافي مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في برلين ان تحسن الوضع الأمني في مصر بعد سنوات من الاضطراب وهجمات المتشددين الإسلاميين ساهم في إنعاش السياحة الألمانية.
وأضافت «الأمن وحده لا يدعم مجتمعا مزدهرا ونابضا بالحياة». وتابعت تقول «نعتقد أن الاستقرار والنمو يجب أن يرتبطا بمجتمع منفتح وحوار منفتح وبسيادة القانون والتعددية الدينية».
ولم يرد السيسي على تعليقاتها بشكل مباشر، لكنه قال إن مصر تحرص على تشجيع استثمارات الشركات الألمانية في قطاعات أجزاء السيارات والهندسة والطاقة المتجددة.
وتحدثت وزيرة الاقتصاد والسيسي قبل الاجتماع السنوي الرابع للجنة الألمانية المصرية الاقتصادية المشتركة.
وقالت تسيبريز ان ألمانيا مهتمة بالعمل مع مصر في مجالات مثل الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، وقدمت ضمانات للصادرات والاستثمارات لتمهيد الطريق أمام إبرام مزيد من الاتفاقات التجارية.
وقال إريك شفايتسر، رئيس غرف التجارة والصناعة الألمانية، للجنة ان الصادرات الألمانية لمصر زادت 50 في المئة في الربع الأول مقارنة معها قبل عام. وأضاف شفايتسر أن الصادرات المصرية لألمانيا ارتفعت 32 في المئة.
القدس العربي