في سياق تعزيز العلاقات المصرية العراقية، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى -اليوم- السيد عمار الحكيم، رئيس تيار الحكمة الوطني فى العراق الذى تأسس فى تموز/ يوليو 2017م. وبعد لقائه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ألقى السيد الحكيم كلمة له في المنتدى العالمي لثقافة السلام العادل من اجل التنمية المنعقد في القاهرة، السيد الحكيم :- حيث جاء فيها: ” إن مـا یـتعرض له شـعبنا الفلسطيني فـي غرة والضفة والمدن الفلسطينية الأخرى مـن إبـادة جـماعـیة تـحت مـبرراتٍ غـیر مـنطقیة مـن قـبل الـكیان الصهيوني وتـحت صـمت دولـي مـریب .. تـعد مـن أبـرز التحـدیـات الـتي تـواجـه إرسـاء ثـقافـة السـلام ودفع عجلة التنمیة في المنطقة السلام ليس غياباً للحرب والنزاع فحسب بل هو حالة الأمان والاستقرار التي تبدأ من العلاقات الشخصية، والاجتماعية وتمتد إلى الآفاق الدولية الأوسع”.
الزيارة تحمل دلالات شديدة الأهمية بالنسبة للعراق وبالنسبة لما يجرى فى الإقليم، وبالنسبة لموقع مصر داخل هذا الإقليم.أولى تلك المعانى والدلالات هو تبلور تيار/ تيارات سياسية وطنية داخل العراق، تتجاوز الانقسامات الدينية والمذهبية والعرقية. السيد عمار الحكيم وتياره السياسى المتمثل فى «تيار الحكمة الوطنى» يمثل أساسا قويا لهذا التيار الوطنى العراقى، وهو ما أكده الحكيم فى حواراته، وتشير إليه أيضا الكثير من الشواهد العراقية، ومنطلقات تيار الحكمة نفسه. هذا التيار الوطنى العراقى سيسهم بلا شك فى بناء عراق مستقر من خلال تفكيك كل أشكال الطائفية؛ الدينية أو المذهبية أو العرقية. فالسيد عمار الحكيم يمثل رمز الاعتدال داخل الإطارالتنسيقي ويصلح ذات البين بينهم وهو هاشمي القريشي حفيد المرجع الديني الكبير آية الله العظمى محسن الحكيم ويقود حركة الاعتدال العراقي.
كما سيسهم فى بناء عراق أقوى فى مواجهة كل أشكال التدخل الخارجى. أضف إلى ذلك أن تبلور مثل هذا التيار/ التيارات الوطنية العابرة للدين والمذهب والعرق، سوف تسهم فى التحليل الأخير فى بناء نموذج جديد للدولة العربية ذات المجتمعات المتعددة، وهى أحد الإخفاقات التى عانت منها الدولة العربية الحديثة.
ثانية تلك الدلالات التأكيد على انفتاح التيار الوطني العراقي على بيئته العربية، هذا الانفتاح له معان كبيرة، فهو، من ناحية، يشير إلى توسيع نطاق التفاعلات الخارجية للتيارات السياسية العراقية، وأنها لم تعد أسيرة الاستقطابات التى عانت منها المنطقة. لكن هذا التوجه يكتسب دلالة إضافية عندما يكون هذا الانفتاح على الدولة المصرية. وذلك انطلاقا من اعتبارات تتعلق، أولا، بخبرة الدولة المصرية باعتبارها الدولة الوطنية الأقدم والأكثر رسوخا فى الإقليم وفى العالم، وتتعلق، ثانيا، بالخطاب المصرى الرصين حول أهمية ومركزية مفهوم الدولة الوطنية كأساس للاستقرار الداخلى والإقليمى. لذلك يحرص السيد عمار الحكيم على الانفتاح على زيارة مصر كلما سمحت الفرصة لذلك ولقاء القيادة المصرية.
فالسيد عمار الحكيم الذي يتعامل مع الحاضر بواقعية ويتقدم للمستقبل بطموح، حظي باحترام قيادات الدول المجاورة للعراق كالمملكة العربية السعودية والإمارات وتركيا وإيران والأردن ومصر، والدول الغربية كالولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة. فهو يستقبل في العواصم العربية والإقليمية كرجل دولة من رجال العراق، الحريص على تصفير أزمات العراق العربية والإقليمية. فما من مسؤول غربي يزور العراق إلا ويحرص على لقاء السيد عمار الحكيم.
فالسيد عمار الحكيم يمتلك الكثير من القيم الدينية والمعاني الوطنية والعربية، فهو متجاوز الانقسامات الدينية والمذهبية والعرقية في العراق، فما يمتلكه من خصائص قيادية مهمة تصب في مصلحة العلاقات العربية الايرانية والتقريب بينهما، وعلاج أي توتر في حينه قبل أن يأخذ مدى تصاعدي من خلال الدور الوسيط الايجابي الذي يقوم به السيد عمار الحكيم، وهذا الدور محل تقدير وترحيب من قبل العرب والايرانيون. لأن الاستقرار هو الذي يخدم الجميع وليس العكس.
لذلك يعج العراق بالكثير من السياسيين والقليل من الوطنيين ولعل في مقدمتهم السيد عمار الحكيم -حفيد آية الله السيد محسن الحكيم- الذي يمثل عنوان الاعتدال والوسطية السياسية والدينية، فهو بذلك يمثل موروث العائلة الوطني، إذ يؤكد باستمرار على اهمية التمسك بالدولة الوطنية، مشدداً على مبدأ الاحترام المتبادل بين مختلف شرائح الشعب الواحد. فهو الذي فتح أبواب الإيثار والتفوق على الانانية السياسية، ورفع شعار المشاركة الواسعة في الانتخابات كركيزة لوقف التهميش الطائفي ولأجل التوازن بين جميع المكونات.
وحدة الدراسات العراقية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية