عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: قال الجيش الأمريكي أمس الثلاثاء إن روسيا لا تقوم بأي أعمال في سوريا «تثير قلقنا» حتى بعدما قالت موسكو أول أمس إنها ستعتبر أي طائرة تابعة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة تحلق غربي نهر الفرات في سوريا هدفا محتملا.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاغون) الكابتن جيف ديفيز «خلافا للبيانات العامة لم نر الروس يقومون بأي أعمال تثير قلقنا».
وكان التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، قال أمس الثلاثاء، إنه أسقط طائرة مسلحة من دون طيار «موالية للنظام السوري» كانت تتقدم صوب قواته قرب موقع عسكري قريب من الحدود مع العراق في جنوب شرق سوريا وذكر مصدر في مخابرات غربية أن الطائرة إيرانية.
وهذه ثاني مرة في ثلاثة أيام تسقط فيها القوات الأمريكية طائرة تشغلها دمشق أو حلفاؤها في سوريا وسلط ذلك الضوء على التوترات المتزايدة فوق الحدود السورية العراقية حيث أقامت القوات الأمريكية قاعدة.
وأفادت القوات الأمريكية في بيان بأنه جرى إسقاط الطائرة من دون طيار بعدما «أظهرت نية معادية وتقدمت صوب قوات التحالف». وقال مصدر مخابراتي غربي إن الطائرة إيرانية من دون شك. وأبلغ رويترز دون الخوض في تفاصيل «إنهم يختبرون الحدود».
وتقع المنطقة في شطر من سوريا حددته دمشق في الآونة الأخيرة بأنه أولوية عسكرية بالنسبة لها وينظر له على أنه مهم استراتيجيا لإيران فيما تسعى لتأمين ممر بري بين القوات التي تدعمها في سوريا والعراق.
وجاء في البيان أن الموقع قريب من موقع إسقاط طائرة من دون طيار أخرى موالية للحكومة السورية، كانت مصادر مخابرات غربية حددت على نحو منفصل أنها إيرانية، في الثامن من يونيو /حزيران بعدما أسقطت قنابل قرب قوات التحالف.
وفي إشارة غير مباشرة لقوات مدعومة من إيران تتجمع في صحراء شرق سوريا تطرق البيان إلى تصاعد التوتر في الآونة الأخيرة وقال إنه لن «يتسامح مع أي نوايا أو أفعال معادية من جانب القوات الموالية للنظام».
واتهمت روسيا الثلاثاء التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بـ»التواطؤ مع الإرهاب» بعدما أسقطت مقاتلة أميركية طائرة بدون طيار تسيرها قوات موالية للنظام في جنوب سوريا.
ونقلت وكالة «انترفاكس» عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قوله «في سوريا، يعد هذا النوع من الضربات بمثابة تواطؤ مع الإرهاب».
كما أعرب الكرملين عن قلقه الشديد حول تطور الوضع في سوريا بسبب خطوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف أمس، تعليقا على سؤال حول إسقاط الولايات المتحدة طائرة حربية سوريا قرب الرقة، «بالطبع، الوضع المتعلق بخطوات التحالف (في سوريا) يثير قلقا كبيرا للغاية».
وامتنع بيسكوف عن التعليق على سؤال حول إمكانية وقوع أي مواجهة مباشرة بين عسكريين روس وأمريكيين، بعد تصريحات وزارة الدفاع الروسية حول استعداد الدفاع الجوي الروسي لمتابعة طائرات التحالف الدولي غربي نهر الفرات في المناطق السورية، التي يعمل فيها الطيران الروسي، قائلا «لا تعليق».
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت الإثنين عن تعليق العمل بمذكرة أمن التحليقات الموقعة بين واشنطن وموسكو بشأن الأجواء السورية. وحذرت من أن وسائل الدفاع الجوي الروسي ستتعامل مع أي جسم طائر كهدف.
جاء ذلك فيما قال شهود والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الحكومة السورية شنت ضربات جوية وقصفا بالمدفعية على مناطق واقعة تحت سيطرة المعارضة في مدينة درعا، على الحدود مع الأردن، أمس الثلاثاء بعد انتهاء وقف لإطلاق النار أعلنته الحكومة لمدة يومين.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس الثلاثاء، أن قوات النظام نفذت هجوماً عنيفاً تمكنت خلاله من السيطرة على تلة الثعيلية وكتيبة الدفاع الجوي المحاذية لها في غرب مدينة درعا، وفي وقت لاحق أمس أعلنت غرفة عمليات البنيان المرصوص التابعة للمعارضة استعادتها..
وقال المرصد، في بيان صحافي أمس، إن معارك عنيفة لا تزال متواصلة بين القوات النظامية وفصائل المعارضة، ترافقت مع قصف مكثف ومتبادل بين طرفي القتال، في محاولة من الفصائل لمعاودة التقدم في المنطقة، فيما تسعى قوات النظام لتحقيق مزيد من التقدم نحو الغرب.
وأشار المرصد إلى أنه في حال تثبيت قوات النظام سيطرتها على التلة والكتيبة وتقدمها باتجاه الحدود الأردنية، فإنها ستفصل ريفي درعا الغربي والشمالي الغربي، عن الريفين الشرقي والشمالي الشرقي لمدينة درعا، وستوقع الفصائل في كل جهة منها في حصار كامل.
وحسب المرصد، يأتي هجوم قوات النظام بعد هدوء فرضه تطبيق هدنة روسية ـ أمريكية ـ أردنية في درعا .
القدس العربي