صنعاء – قالت مصادر دبلوماسية لـ”العرب إن الغرض من الزيارة التي يؤديها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ إلى إيران حث المسؤولين الإيرانيين على ممارسة ضغوط على الحوثيين للقبول بمبادرة الفرصة الأخيرة لولد الشيخ حول تحييد ميناء الحديدة وتسليم إدارته لطرف ثالث، بعد أن أخفقت مسقط في إقناع جماعة الحوثي بالتعاطي معها بإيجابية، والحيلولة دون عملية عسكرية من التحالف العربي لتحرير الميناء.
واعتبر مراقبون أن تحركات المبعوث الأممي تأتي في إطار حرصه على التوصل إلى اتفاق جزئي حول ميناء الحديدة ومطار صنعاء وهو الأمر الذي وُوجه حتى الآن بتعنّت كبير من طرف الحوثيين الذين رفضوا في الآونة الأخيرة التعامل مع الجهود الأممية.
وأبدى ولد الشيخ في تصريحات صحافية أسفه من عدم تجاوب الحوثيين مع أيّ مبادرة للحل السياسي، وقال إنهم يريدون منه الانحياز إلى طرفهم، مشددا على أنه لن ينحاز لا إلى “جماعة الحوثي أو الحكومة الشرعية”.
وبالتوازي مع إفشال الجهود السياسية، يعمل الحوثيون على توسيع تحالفاتهم الميدانية لإدامة الأزمة. وكشفت مصادر سياسية النقاب لـ”العرب” عن تنسيق إيراني قطري على الأرض لجمع عدد من الفرقاء وإنشاء تيار أوسع في مواجهة التحالف العربي على وجه الخصوص.
وأشارت المصادر إلى قيام الدوحة بدور كبير في التنسيق بين الحوثيين وجناح الحراك الجنوبي الموالي لإيران بقيادة حسن باعوم المقيم في الضاحية الجنوبية ببيروت والجناح الإخواني اليمني الذي تتواجد معظم قياداته في تركيا.
ووفقا لمصادر “العرب” تعمل الدوحة بالتنسيق مع طهران على الدفع باتجاه تكوين جبهة عريضة من الإخوان والحوثيين وجناح إيران في الجنوب.
ودعا القيادي الإخواني محمد الحزمي المتهم بالارتباط بجبهة النصرة في العراق وسوريا لتجاوز الخلافات والتصالح مع الحوثي، وهي الدعوة التي التقطها قياديون حوثيون بارزون من بينهم رئيس ما يسمّى اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي ورحّب بها.
ولفت محللون سياسيون إلى أن الضغوط القطرية على الإخوان بدأت تؤتي ثمارها من خلال تبنّي حزب الإصلاح لخطاب جديد قائم على الدعوة لإيقاف الحرب والمصالحة الوطنية وهو التحول الذي نشأ بحسب المراقبين منذ إنهاء مشاركة قطر في التحالف العربي.
وعملت قطر بشكل متصاعد منذ بدء الأزمة بينها وبين دول الرباعية على تبنّي سياسة إعلامية ذات طابع تحريضي تستهدف قوات التحالف العربي في اليمن بشكل ملموس، كما طبّعت قناة “الجزيرة” القطرية علاقاتها مع الحوثيين في صنعاء من خلال تغطية فعاليات الانقلابيين واستضافة قادتهم عبر بث مباشر من صنعاء، إضافة إلى استضافة قادة الحراك الموالين لطهران من بيروت.