انتظر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الكثير من الأطراف العسكرية الرسمية وغير الرسمية، لتقول ما عندها بشأن انتهاء معركة الموصل، ليختار لحظته الخاصة معلنا “النصر الكبير”، فيما رشحت معلومات عن نية رئيس الحكومة إسناد إدارة مدينة الموصل إلى قائد عسكري بشكل مؤقت.
وشرد نحو مليون شخص من ديارهم بسبب القتال مما أدى إلى أزمة إنسانية موجعة فاقت توقعات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة. وقالت ليسا غراندي، منسق الأمم المتحدة الإنساني للعراق، “تخطينا أسوأ سيناريو وضعناه منذ شهر”.
ووصل العبادي إلى الموصل ظهر الأحد، وتوجه نحو مقر قيادة الشرطة الاتحادية هناك، لـ”يلتقي القادة الميدانيين والمقاتلين ويستمع لشرح تفصيلي عن مراحل تنفيذ خطة تحرير الموصل”.
ووفقا لمكتبه الإعلامي فقد “عقد العبادي اجتماعا موسعا مع القادة والآمرين في مقر قيادة قوات الشرطة الاتحادية في الجانب الأيمن للموصل”.
وترقبت الأوساط الإعلامية والشعبية العراقية لثلاثة أيام، إعلانا رسميا بانتهاء معركة الموصل، لكن الأمر يؤجل منذ مساء الخميس الماضي لأسباب مجهولة، بالرغم من أن القيادات العسكرية تؤكد انتهاء العمليات القتالية الرئيسية.
وماطل مكتب العبادي الإعلاميين بشأن حقيقة أنباء غير رسمية تتحدث عن توجه رئيس الوزراء إلى الموصل، طيلة اليومين الماضيين، ليخرج بتأكيد لهذا النبأ ظهر الأحد، فيما راح التلفزيون الحكومي يبث صورا للقائد العام للقوات المسلحة وهو يحيي قيادات الجيش والشرطة في الموصل، ملتحفا بالعلم العراقي.
وترددت تسريبات بأن رئيس الوزراء يؤجل إعلان “النصر الكامل”، إلى حين الانتهاء من تحرير قضاء تلعفر التابع لمحافظة نينوى، ومركزها مدينة الموصل.
ويقول إبراهيم الصميدعي السياسي العراقي، إن “العبادي ترك الجميع يعلن انتصاره في الموصل، وهو يعرف أن لا قيمة لأي انتصار لا يعلنه هو”.
وأضاف أن “العبادي ترك مختلف الأطراف خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، تنشغل بأخبار القتال داخل ثلاثين مترا مربعا وعشرين مترا وعشرة أمتار، والمشكلة أن هناك من يصدق أن هناك قتالا داخل مسافة أقل من تأثير رمانة يدوية”.
وأوضح أن العبادي ترك كل هذا يحدث “حتى وصل إلى الموصل، ليعلن النصر بنفسه ويسجل فوزا يستحقه”.
وتقول قيادة القوات العراقية إنها قتلت ما يزيد على ألف عنصر من داعش في المدينة القديمة لوحدها، آخر معاقل التنظيم داعش في مركز مدينة الموصل.
وسبقت وصول العبادي إلى الموصل إعلانات عسكرية عن تحرير المزيد من مناطق المدينة.
وأعلن قائد عمليات “قادمون يا نينوى” الفريق الركن عبدالأمير رشيد يارالله أن “قوات مكافحة الإرهاب حررت منطقة الميدان ووصلت إلى حافة نهر دجلة”، ليعود بعد قليل ويعلن أن قواته حررت “آخر معقل” لداعش في الموصل.
ويقول المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول إن تحرير الموصل تضمن القضاء على جميع عناصر داعش في مجال سيطرة القوات العراقية، لكنه لم يستبعد تسرب عدد منهم في اتجاهات مختلفة.
وقالت مصادر أمنية إن سلسلة غارات جوية منذ الخميس الماضي، استهدفت شبكة أنفاق قرب شارع النجفي في المدينة القديمة، قضت على ما تبقى من قوة داعش في الموصل، وأسفرت عن تدمير نحو ستين عجلة ملغمة ومسلحة ونحو 30 موقعا للسلاح والعشرات من الأحزمة الناسفة.
في غضون ذلك تقول مصادر مطلعة إن “رئيس الوزراء العراقي ربما يسلم إدارة مدينة الموصل بعد تحريرها إلى قائد عسكري بشكل مؤقت”.
ولا تستبعد المصادر أن يكون القائد العسكري الذي سيتسلم إدارة الموصل من بين قيادات جهاز مكافحة الإرهاب الذي لعب دورا كبيرا في تحرير المدينة.
ولجأ العبادي إلى أمر مماثل بعد تحرير الساحل الأيسر من الموصل عندما سلم إدارته لقائد القوات البرية في الجيش العراقي رياض جلال توفيق.
صحيفة العرب اللندنية