بيروت – قال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الجمعة إن لبنان لن يتعامل مع أي جهة بشأن عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم باستثناء الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، وذلك في تصريح بدا وكأنه رد مباشر على اللقاء الذي جمع وزير خارجيته جبران باسيل الجمعة بالسفير السوري في بيروت علي عبدالكريم علي.
ويضغط حزب الله وحلفاء مسيحيون لفتح قنوات التواصل مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد من بوابة قضية اللاجئين والبحث عن حل ثنائي لإعادة توطينهم في سوريا بدل استمرار بقائهم في لبنان.
وقال الحريري “في الآونة الأخيرة برز نقاش حول عودة السوريين. وهنا أود أن أكرر موقفي من هذه المسألة بعبارات واضحة جدا”.
وأضاف “سنتناول هذه المسألة فقط بالتنسيق الوثيق والتخطيط المشترك مع الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة”.
وتحدث خلال اجتماع للجنة التوجيهية العليا للنازحين قائلا “نحن ندعم العودة السريعة والآمنة للنازحين السوريين، ومع ذلك فإننا لن نجبر، تحت أي ظرف، النازحين السوريين على العودة إلى سوريا”.
لكن وزير الخارجية اللبناني الذي التقى، الجمعة، بالسفير السوري في بيروت ينتصر لخيار الحل المباشر مع الأسد. وقال السفير إنه “ما دامت هناك سفارتان وشعبان تربطهما أواصر قربى عميقة واتفاقات ناظمة للعلاقات بين البلدين، فمن غير المنطقي أن يكون هناك وسيط بينهما”. وقال متابعون للشأن اللبناني إن تصريحات الحريري هي انخراط بشكل غير مباشر في جدل اللاجئين السوريين مع باسيل الذي يقف على الطرف النقيض.
وحث الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، الثلاثاء، في خطاب تلفزيوني بيروت على العمل مباشرة مع الحكومة السورية بشأن عودة اللاجئين.
ويضغط حزب الله وحلفاؤه للتسريع بإعادة اللاجئين في ضوء تأخر وصول المساعدات الدولية، معتبرين أن هؤلاء اللاجئين يشكلون ثقلا ديموغرافيا لا تحتمله التركيبة اللبنانية وهو إضافة، إلى تشكيله ضغوطا أمنية، يهدد التوازن الداخلي اللبناني ببعديه الاجتماعي والمذهبي.
ويختلف الساسة اللبنانيون بشأن التعامل المباشر للبنان مع الحكومة السورية لإعادة اللاجئين.
وارتفع منسوب النقاش حول قضية اللاجئين بعد الاقتحام الأخير للجيش اللبناني لأحد المخيمات بمنطقة عرسال في البقاع، والاتهامات التي وجهها له ناشطون بانتهاك حقوق اللاجئين السوريين والتركيز على خدمة أجندة حزب الله أكثر من التفكير في صورة لبنان.
وكان الحريري قال في تصريحات سابقة إن لبنان يقترب من “نقطة الانهيار” بسبب ضغوط استضافة 1.5 مليون لاجئ سوري، وأضاف أنه يخشى اضطرابات قد تندلع بسبب التوتر بينهم وبين اللبنانيين.
العرب اللندنية