اندلعت مواجهات في القدس المحتلة مع رفض الفلسطينيين لليوم الثاني الخضوع لإجراءات الأمن الإسرائيلية حول المسجد الأقصى، في حين حذرت حركتا حماس والجهاد الإسلامي من إشعال حرب بالمنطقة، ودعت حركة فتح ليوم غضب.
وشهد باب الأسباط بالبلدة القديمة أبرز المواجهات بعد قيام جيش الاحتلال بإخراج المعتصمين بالقوة مساء اليوم، في حين قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي أصيب برصاصة مطاطية بالرأس خلال مواجهات مع الجيش الاسرائيلي، وأضاف أنه نقل إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وكبّر عشرات المصلين الفلسطينيين في وقت سابق من اليوم عند باب الأسباط وهتفوا “بالدم بالروح نفديك يا أقصى” في ظل انتشار أمني إسرائيلي كثيف. وكانت قوات الاحتلال أقامت أمس الأحد بوابتين إلكترونيتين عند بابي الأسباط والمجلس، وأبقت عشر بوابات أخرى للمسجد الأقصى مغلقة.
وقال مراسل الجزيرة إلياس كرام إن قوات الاحتلال الإسرائيلي أبعدت اليوم المصلين عند باب الأسباط بالمسجد الأقصى، واعتقلت أحدهم، كما اعتقل طفل فلسطيني في الثانية عشرة قال الجيش الإسرائيلي إنه ألقى زجاجة باتجاه جنوده بنفس المنطقة.
وأضاف أنه لم يدخل اليوم أي فلسطيني عبر بابي الأسباط والمجلس، مشيرا إلى أن من دخلوا عبر البوابتين هم أجانب، حيث إن الفلسطينيين يؤكدون أن تلك الإجراءات تشكل تغييرا للوضع القائم في المسجد الأقصى من نحو نصف قرن.
وتابع أن المقدسيين والمصلين من داخل الخط الأخضر يرفضون الخضوع لإجراءات الأمن التي فرضتها سلطات الاحتلال عقب عملية يوم الجمعة، لكنه أوضح أن المصلين قدموا اليوم إلى كل مداخل البلدة القديمة في القدس وصلَّوا عندها.
وكان من عوامل زيادة التوتر في القدس المحتلة قيام مجموعة من المستوطنين اليوم باقتحام المسجد الأقصى في حماية قوات الاحتلال. ويأتي ذلك في وقت عززت فيه الأخيرة انتشارها في محيط المسجد الأقصى، ودفعت بمزيد من التعزيزات هناك.
نداء المرجعيات
وقد وجهت المرجعيات الإسلامية في القدس المحتلة نداء إلى أهل المدينة وفلسطين بوجه عام، وطالبت المرجعيات الممثلة في رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية ورئيس الهيئة الإسلامية العليا ومفتي القدس، والقائم بأعمال قاضي القضاة، أهل القدس وفلسطين برفض ومقاطعة كافة إجراءات العدوان الإسرائيلي الجائرة، والمتمثلة في تغيير الوضع التاريخي القائم، بما فيها فرض البوابات الإلكترونية على أبواب المسجد المبارك.
وطالبوا الأهالي بعدم التعامل معها مطلقا، وعدم الدخول من خلالها إلى المسجد، كما طالبوا بشد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك للصلاة والتعبد فيه، وأداء الصلاة والتعبد أمام أبواب المسجد الأقصى، وفي شوارع القدس وأزقتها، إذا استمر فرض البوابات الإلكترونية.
حرب دينية
في الأثناء قالت حركتا حماس والجهاد الإسلامي إن ما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي من عدوان يومي في المسجد الأقصى يهدد بإشعال المنطقة بأسرها وينذر بحالة حرب.
وأكدت الحركتان في بيان صحفي مشترك أن حكومة الاحتلال الإسرائيلية تصر على أن تكون الحرب حربا دينية من خلال ما تتخذه من سياسات بحق المسلمين ومقدساتهم في فلسطين.
وحذرت الحركتان من أن المسجد الأقصى خط أحمر، وأن المساس به أمر لا يمكن السكوت عنه بأي حال ودعتا إلى وقف الإجراءات الإسرائيلية، ورفع يد حكومة الاحتلال عن المسجد الأقصى، وعودة السيادة عليه لدائرة الأوقاف الإسلامية كما كانت، ووقف اقتحامات المستوطنين لساحاته الشريفة، والكف عن ملاحقة المصلين والمرابطين.
وشددت حركتا حماس والجهاد على أن ما جرى من عدوان خلال الأيام الماضية لن يمر مرور الكرام، محذرتين الاحتلال من الاستمرار في عدوانه. وحث البيان الجماهير الفلسطينية على التأهب وإعلان النفير العام للدفاع عن المسجد الأقصى، وتصعيد انتفاضة القدس، وخروج المظاهرات الحاشدة في كل أرجاء الوطن والشتات رفضا للعدوان الإسرائيلي.
وفي سياق متصل أعلنت حركة فتح الأربعاء القادم يوم غضب، ودعت إلى زحف جماهيري نحو المسجد الأقصى ضمن حراك يستهدف مواجهة التصعيد الاسرائيلي ضد المقدسات الإسلامية.
المصدر : الجزيرة + وكالات