تونس – أسس منشقون عن حركة نداء تونس حزبا جديدا يضاف إلى المشهد السياسي في تونس، أطلقوا عليه تسمية “تونس أولا”. وقال رضا بالحاج رئيس الهيئة التأسيسية للحزب إن أسباب تأسيس الحزب الجديد ترجع إلى الخلل الذي أصاب المشهد السياسي.
وكشف بالحاج، أثناء الإعلان الرسمي عن تأسيس الحزب الاثنين، أن هدف حركة تونس أولا “إرجاع التوازن للمشهد السياسي ودفع عملية الانتقال الديمقراطي المعطلة”.
وأرجعه إلى “انحراف حركة نداء تونس عن القيام بدورها في حمل المشروع الحداثي”.
وقال عبدالعزيز القطي أمين عام الحزب مكلف بالاتصال، في تصريح لـ”العرب”، إن حركة تونس أولا متكونة من مجموعة قيادات كانوا ضمن الهيئة التسييرية لحركة نداء تونس ومن القيادات التي ساهمت في نجاحات الحركة. وأشار إلى أنه عند بروز الخلافات داخل نداء تونس أرادت المجموعة الإصلاح لكن كل محاولاتها باءت بالفشل.
وأوضح القطي أن حركة تونس أولا حزب جديد لكنه قديم بمؤسسيه وقياداته والمنتسبين له، قائلا “هذا الحزب له قيادات تاريخية”.
وقال بالحاج إن حركة تونس أولا “تعتمد مشروعا وطنيا للإصلاح يهم جميع جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية”، مضيفا أنها ترغب في أن تكون جبهة “عريضة تجمع القوى الوطنية الوسطية لإنقاذ مسار الانتقال الديمقراطي”.
وبعد الثورة التونسية التي أطاحت بنظام الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي في العام 2011، عاش المشهد السياسي تحولات كبيرة ميزتها زيادة كبيرة في عدد الأحزاب إذ وصلت حسب آخر المعطيات الحكومية إلى حوالي 206 أحزاب.
وأكد بالحاج أن حزب تونس أولا لن يكون معارضا للحكومة ولا مساندا لها، مشيرا إلى أن الحركة تدعم البعض من جهود حكومة الوحدة الوطنية خاصة في ما يتعلق بمكافحة الفساد.
وتضمن المكتب السياسي لحركة تونس أولا قيادات بارزة سابقة في حركة نداء تونس وهي رضا بالحاج وبوجمعة الرميلي وعبدالعزيز القطي وخميس قسيلة وأمال الجبالي وفوزي معاوية والناصر شويخ وطارق الشعبوني وصلاح الدين بن فرج ورياض جابر وفاخر الجبالي والفاضل الجزيزي.
وقال القطي إن الحزب سيعمل مع بقية الأحزاب التي يتقاسم معها البعض من المواقف والرؤى والتي يتقارب معها في وجهات النظر بخصوص مسائل وملفات سياسية واجتماعية واقتصادية هامة بخصوص الاستعدادات للاستحقاقات الانتخابية القادمة.
عبدالعزيز القطي: حركة تونس أولا حزب جديد لكنه قديم بمؤسسيه وقياداته والمنتسبين له
وتستعد تونس لتنظيم الانتخابات البلدية التي تمثل أول انتخابات محلية يقع تنظيمها منذ سقوط نظام بن علي في 2011.
وكانت قيادات حركة تونس أولا من بين مؤسسي جبهة الإنقاذ والتقدم، الائتلاف السياسي الجديد الذي تم الإعلان عنه منذ أشهر. وقال القطي بما أن الجبهة تعيش خلافات وانشقاقات داخلية فإن حركة تونس أولا ستحاول الترميم من خلال تنظيم نقاشات ولقاءات تخرج بحل ينهي أزمة الائتلاف.
وأعلنت، الخميس الماضي، وزارة العلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان في تونس عن إحداث حزب جديد.
وقال رضا بالحاج حينها إن الحزب يهدف إلى استكمال ما عجز حزب نداء تونس عن تحقيقه بسبب مشروع التوريث الذي نسف كامل الحزب. وأشار إلى أنه يضم 12 عضوا بالهيئة التأسيسية و70 عضوا بالهيئة السياسية.
وقال خميس قسيلة الأمين العام المكلف بالعلاقات الخارجية في حركة تونس أولا، في تصريحات لإذاعة محلية خاصة، إن تكوين كتلة برلمانية للحركة ليس من ضمن أولوياتها في الوقت الراهن.
وأضاف أن مرحلة تكوين الحزب الجديد ستمر بثلاثة مسارات، ومن بينها البناء الحزبي وورشات الفكر السياسي التونسي وآخرها سيتمثل في الدعوة إلى إحداث جبهة تونسية جديدة وتثبيتها في ظل اختلال التوازن السياسي في البلاد.
وحضرت الندوة الصحافية التي أعلن خلالها عن تأسيس حزب حركة تونس أولا شخصيات وطنية وسياسية ورؤساء أحزابمن بينهم محمد الكيلاني ومصطفى كمال النابلي ومحمد جغام.
العرب اللندنية