القوات العراقية تتقدم لتحقيق انتصارات ميدانية جديدة ضد داعش

القوات العراقية تتقدم لتحقيق انتصارات ميدانية جديدة ضد داعش


العراق – أعلنت القوات العراقية، السبت، أنها بدأت هجوما لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من منطقة على الحدود مع سوريا تضم البعض من آخر البلدات التي يسيطر عليها التنظيم في البلاد.

وقال بيانان عسكريان إن الهجوم في منطقة عكاشات، الغنية بالغاز الطبيعي، يهدف إلى فتح الطريق أمام السيطرة على بلدات واقعة تحت سيطرة المتشددين في نهر الفرات بما في ذلك منطقة القائم الحدودية.

وقال قائد العمليات المشتركة للجيش العراقي، الفريق الركن عبدالأمير يارالله، إن قوات الجيش وقوات الحشد الشعبي وقوات الحدود شرعت في عملية واسعة لتحرير منطقة عكاشات التابعة لمحافظة الأنبار من سيطرة تنظيم داعش.

وقال أحمد الأسدي المتحدث باسم قوات الحشد الشعبي المشاركة في عملية تحرير عكاشات إن “العملية رد سريع ومباغت على العملية الإرهابية التي استهدفت الأبرياء من أهلنا في الناصرية” في إشارة إلى الهجوم الدامي الذي نفذه تنظيم داعش على مطعم وحاجز تفتيش الخميس وأسفر عن مقتل 84 وإصابة نحو مئة آخرين بجروح.

والهجوم الذي تم بالأسلحة الرشاشة قبل تفجير سيارة مفخخة، وقع على طريق يسلكها عادة زوار إيرانيون في وجهتهم إلى العتبات المقدسة لدى الشيعة في النجف وكربلاء.

ويأتي الهجوم بعدما وجّه العراق ضربة قوية للتنظيم المتطرف من خلال استعادة السيطرة على كامل محافظة نينوى في شمال البلاد، بعد ثلاث سنوات من حكم الجهاديين.

فبعد إعلان تحرير الموصل في العاشر من يوليو الماضي، مُني تنظيم الدولة الإسلامية بهزيمة قاسية أخرى بطرده من مدينة تلعفر الشمالية نهاية أغسطس، إضافة إلى خسارته الآلاف من مقاتليه.

ولم يعد التنظيم المتطرف يسيطر حاليا إلا على منطقتين في العراق هما الحويجة الواقعة على بعد 300 كيلومتر شمال بغداد، وثلاث مدن في الصحراء على الحدود مع سوريا هي القائم وعنه وراوه، حيث يتواجد “أكثر من 1500 جهادي” بحسب قائد عسكري عراقي.

وتقع منطقة عكاشات عند مفترق الطريق بين شمال غرب الرطبة وجنوب شرق القائم، أي 310 كيلومترات غرب الرمادي التي استولى عليها التنظيم في مطلع عام 2014.

قائد عسكري ميداني يؤكد أن المواجهة في الحويجة ستكون أقل حدة من المعارك السابقة بسبب استنزاف القدرات القتالية لتنظيم الدولة الإسلامية وهروب أغلب قادته
وتضم عكاشات مخازن ومعسكرات للتدريب وورشا لصنع العبوات الناسفة ومركزا للقيادة والتحكم وخنادق لعناصر التنظيم وهو يستغلها للتواصل مع عناصره داخل سوريا.

وتأتي عملية تحرير منطقة عكاشات بعد الضربة القاصمة التي تلقاها التنظيم المتطرف في محافظة الموصل “مقر الخلافة” المزعوم، والذي يحاول نقل مركز الإشراف على عملياته بالقرب من الحدود السورية في خطوة يائسة لتجاوز هزيمة الموصل.

وألقت طائرات الجيش العراقي عشية انطلاق عملية التحرير آلاف المنشورات على مناطق عكاشات وعنة وراوة والقائم غرب الأنبار، أبلغت فيها الأهالي بالعملية الوشيكة وتضمنت توجيهات لهم.

وطالبت المنشورات عناصر داعش بـ”تسليم أنفسهم والخضوع لمحاكمة عادلة أو الموت بنيران القوات المسلحة”.

وقال قائم قام قضاء الرطبة عماد مشعل إن “منطقة عكاشات تعتبر من المناطق المهمة لداعش إذ كان يستخدمها منطلقا لهجمات باتجاه المدينة وباتجاه القطع العسكرية المحيطة بالرطبة على الخط الدولي السريع”.

وأكد مشعل أن “تحرير المنطقة سوف يساهم في الحدّ من تلك الهجمات الإرهابية ضد المدنيين والأجهزة الأمنية بالرطبة”.

وبدأت عملية تحرير منطقة عكاشات غربي العراق تزامنا مع انطلاق القوات العراقية في تحرير منطقة الحويجة شمالا، وهو ما يشير إلى تخبط تنظيم داعش وتراجعه نحو المناطق الحدودية التي تعتبر آخر ملاذ له قبل القضاء عليه نهائيا.

وبخسارة تنظيم داعش لأهم معاقله في محافظة الموصل بعد تحريرها من قبل القوات العراقية المشتركة، لم يبق للتنظيم سوى الانكماش على نفسه والتراجع نحو المناطق الحدودية في خطوة يائسة لإعادة ترميم صفوفه.

وتأتي عملية تحرير الحويجة بعد إعلان القوات الأمنية والعسكرية العراقية تحرير قضاء تلعفر ليكتمل بذلك تحرير نينوى من سيطرة داعش بالكامل.

وأفادت خليّة الإعلام الحربي التابعة لقيادة العمليات المشتركة أن طائرات سلاح الجو العراقي ألقت بملايين المنشورات التحذيرية للمدنيين بالابتعاد عن أماكن تجمعات تنظيم داعش في الحويجة استعدادا لاقتحامها.

منطقة عكاشات تعتبر من المناطق المهمة لداعش إذ كان يستخدمها منطلقا لهجمات باتجاه المدينة وباتجاه القطع العسكرية المحيطة بالرطبة على الخط الدولي السريع
وأضافت الخلية، على صفحتها في موقع فيسبوك، أن “رتل مفارز العمليات النفسية الميدانية بعد إكمال مهامه في عملية ‘قادمون يا تلعفر’ وتحقيق النصر الكامل هناك يتوجه إلى قاطع الحويجة ليكون أول طلائع القوات التي تتحرك هناك”. وأعلنت خلية الإعلام إطلاق تسمية “قادمون يا حويجة” على عملية التحرير.

وأعلن الجيش الكندي الذي يقدم المساعدة للقوات العراقية في تأمين الموصل أن قواته الخاصة تستعد للهجوم على مدينة الحويجة.

وقال المتحدث باسم الجيش الكندي ألكسندر كاديوكس في بيان له إن عناصر القوات الخاصة الكندية وعددهم 200 جندي سوف يوفّرون لقوات الأمن العراقية المشورة والمساعدات في محيط الحويجة، مضيفا أن أفراد القوات المسلحة الكندية يقدمون المشورة للشركاء حول كيفية تأمين أفضل وضع لهم ومنع الهجمات المضادة من تنظيم الدولة.

وأكد مراقبون أن تطورات الأوضاع الميدانية في العراق تشير إلى أن النصر في الحويجة سيكون محوريا في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية، حيث أنه لا يسيطر إلا على بضعة جيوب صغيرة من الأراضي العراقية على طول الحدود السورية.

وتعدّ الحويجة والبلدات التابعة لها مثل الزاب والرياض، التي يسيطرة عليها داعش منذ عام 2014، من المناطق القليلة المتبقية تحت سيطرة التنظيم شمالي العراق.

وأكد المرصد العراقي لحقوق الإنسان، في بيان أصدره، نزوح أكثر من 100 ألف مدني من قضاء الحويجة بين أبريل 2016 وسبتمبر 2017.

وأشار المرصد إلى أن هناك عملية هروب مستمرة من القضاء. وقال في بيانه إلى أن “سكان القضاء فرّوا نتيجة ممارسات وانتهاكات يرتكبها عناصر داعش بحقّهم، بالإضافة إلى تعرّضهم لقصف من قبل طيران التحالف الدولي بسبب وجود مقرات التنظيم داخل الأحياء السكنية”.

وأفادت مصادر أمنية ومحلية أن عددا من قادة داعش وعائلاتهم فروا خارج الحويجة ما تسبب في استنفار ما تبقى من عناصر للتنظيم لمواجهة القوات العراقية حال اندلاع المواجهات.

وأكد قائد عسكري ميداني أن “المواجهة في الحويجة ستكون أقل حدة من المعارك السابقة بسبب استنزاف قدرات التنظيم القتالية وهروب أغلب قادته من ساحة القتال”.

وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد أعلن في وقت سابق “نهاية دويلة داعش” عندما استولت القوات العراقية على أطلال مسجد النوري بمحافظة الموصل والذي أعلن منه أبوبكر البغدادي، زعيم التنظيم، الخلافة قبل ثلاثة أعوام.

العرب اللندنية