المالكي يمتدح ‘انتهاكات’ الحشد الشعبي في العراق

المالكي يمتدح ‘انتهاكات’ الحشد الشعبي في العراق

_48197_121

أشاد نائب الرئيس العراقي ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي بدور ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية التي تدعم القوات النظامية في الانتصارات التي تحققت على حساب تنظيم “الدولة الإسلامية”، وتأتي تصريحات المالكي فيما تصاعد السخط الشعبي على خلفية الانتهاكات والتجاوزات التي اقترفتها هذه الميليشيات في حق المدنيين من قتل وسرقة وخطف وابتزاز.

وقال نائب الرئيس العراقي نوري المالكي إن “الانتصارات المتتالية والسريعة لقوات الحشد الشعبي والقوات الأمنية على تنظيم داعش الإرهابي أبهرت العالم بعد أن كان الظن أن داعش لا يهزم إلا بإرادة مجتمعية دولية كاملة”.

وقال المالكي رئيس ائتلاف دولة القانون في حديث لوكالة أنباء “فارس” الإيرانية نشر الاثنين، إن “الانتصارات التي تحققت على يد الأجهزة الامنية والحشد الشعبي الحقت هزائم بتنظيم داعش الارهابي، ونجاح الحشد الشعبي أثار حفيظة بعض الدول”، مضيفا أن “عناصر داعش يحاولون اليوم الهروب من العراق وأخذ أكبر عدد ممكن من الغنائم، مع تقدم قوات الحشد الشعبي.

وأضاف: “كان من المفترض على الأمن الدولي، عند ظهور تنظيم القاعدة أن يلتف ويلتحم الموقف الدولي معنا لمواجهة هذه العناصر والتي تشكل خطرا على العالم، إلا أن الموقف الدولي جاء متأخرا ورحبنا بمجيئهم لمساعدة أي دولة تتعرض لهكذا إرهاب”.

كما أشار إلى أن “كل جيوش العالم لديها أخطاء في المعارك”، داعيا الجميع إلى “الاشادة بالقوات الأمنية التي حققت انتصارات على تنظيم داعش الذي عرض الأمن الوطني الى خطر كبير”.

اشتداد موجة النقد والاحتجاج على سلبية التدخل الإيراني في الساحة العراقية، يقابله ما يشبه الحملة المنهجية المنظمة من قبل أتباع طهران في العراق لتجميل ذلك التدخل والإيهام بأنه مطلب للعراقيين أنفسهم.

دافع هادي العامري زعيم ميليشيا بدر والقيادي في الحشد الشعبي المشارك في قتال داعش في العراق أمس مجدّدا عن الحضور العسكري الإيراني في بلاده والذي أصبح اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري رمزا له بظهوره العلني المتكرّر في ميادين القتال وهو بصدد المساهمة في قيادة المعارك وتوجيهها.

وتندرج تصريحات نائب الرئيس العراقي في اطار جهود إيرانية تسعى إلى تجميل تدخلها في الشؤون العراقية والبروز في دور المنقذ للبلاد من بطش “داعش”، لكن تجاوزات هذه المجموعات المسلحة لا تقل خطورة عن انتهاكات التنظيم الإرهابي.

ورغم ما يحمله التدخّل الإيراني في العراق من مخاطر على وحدة البلد واستقلاله وسيادته، وما يثيره من مخاوف تعبّر عنها شخصيات سياسية محلّية وإقليمية ودولية، فإن ذلك التدخّل أصبح بمثابة أمر واقع تعمل على خدمته وترسيخه والدفاع عنه شخصيات عراقية نافذة على غرار هادي العامري، وغيره من قادة الميليشيات الذين يتمتعون بسلطة تتجاوز سلطة الدولة العراقية بحدّ ذاتها.

ومع تزايد موجة النقد للدور الإيراني السلبي في العراق، أصبح دفاع شخصيات عراقية عن ذلك الدور بمثابة عمل ممنهج يهدف إلى شرعنته، والإيهام بأنه مطلب عراقي.

وفي المقابل يعمل هؤلاء على “شيطنة” دور التحالف الدولي في محاربة داعش بالعراق والهجوم على من يقر بفعاليته أو يطلب الدعم من غير إيران.

وكثيرا ما ينجلي غبار المعارك ليكشف عن مناطق مدمّرة بالكامل وفاقدة لكل المرافق، بفعل شراسة الميليشيات واستخدامها كل ما بين أيديها من قوة نيران لتدمير البنى التحتية دون تمييز.

يذكر أن ميليشيات الحشد الشعبي تستغل الحرب على تنظيم “الدولة الإسلامية” كغطاء لتحقيق مصالح إيران في المنطقة كما أن مشاركتها في هذه الحرب والتجاوزات والانتهاكات التي تقترفها في حق المدنيين من شأنها أن تساهم في اتخاذ هذه الحرب منعرجا طائفيا خطيرا يخرق البلاد في حمام دم.

ولم تقف تجاوزات هذه الميليشيات السنة في العراق فقط، فقد اتهمت عشيرة “خزرج” الشيعية العراقية، مسلحي مجموعة “الخراساني التابعة للحشد الشعبي (ميليشيا موالية للحكومة) بالقيام بعمليات سرقة وخطف في مدينة الدجيل، جنوب تكريت، مركز محافظة صلاح الدين (شمال)، بحسب مسؤولين أمني وحكومي.

وقام عناصر مليشيا “الخراساني” بخطف مدني من عشيرة خزرج المعروفة في الدجيل وسرقة سيارته ومن ثم قتله ، حسب سكان محليين، ونفذت مدينة سامراء القريبة من الدجيل إضرابا مفتوحا دعا إليه نشطاء عبر مواقع التواصل احتجاجا على ما وصفوه بـ”تزايد عمليات الخطف والقتل ضد المدنيين بدواعي السرقة.”

وقال مسؤول أمنى في مدينة الدجيل ، إن “الوضع بات صعب جدا وقد يصبح أسوأ مما هو عليه ما لم تتخذ إجراءات صارمة”، وأضاف المسؤول، الذي فضل عدم نش اسمه، أن “مليشيا الخراساني خطفت مدنيا من الدجيل وقتلته بعد أن سرقت سيارته ومن ثم خرج أقاربه من عشيرة خزرج واختطفوا ستة من عناصر الخرساني وهو ما استدعى الأخيرة إلى استقدام قوة ونشرها على الطريق بين الدجيل وبغداد العاصمة”.

صحيفة العرب اللندنية