في وقت استكملت فيه القوات العراقية، أمس الجمعة، سيطرتها على كامل محافظة كركوك، تواترت الأنباء عن عمليات اغتيال واعتقالات، ينفذها مسلحون في المحافظة التي لا تزال تشهد توتراً أمنياً.
وحسب وسائل إعلام محلية، فقد اغتالت مجموعة مسلحة أحد الطيارين في الجيش العراقي السابق (خلال فترة حكم صدام حسين) وسط مدينة كركوك، مشيرة إلى أن «العميد الطيار ياسين محمد عبد الله، هو ممن شاركوا في الحرب العراقية الإيرانية».
وبينت أن «المسلحين قاموا بإطلاق النار عليه وقتله أمام أنظار عائلته في داره في حي الواسطي وسط كركوك، قبل أن يفروا إلى جهة مجهولة».
كذلك أشار شهود عيان إلى «قيام مجموعة مسلحة أيضاً بقتل ضابط برتبة مقدم في الجيش السابق أيضاً في كركوك».
وذكروا أن «هناك قوائم تصفية صدرت بحق ضباط وطيارين عراقيين من الجيش العراقي السابق، الذين انتقلوا للعيش في إقليم كردستان حفاظاً على حياتهم.»
كذلك نفذت فصائل مسلحة حملة اعتقالات طالت مجموعة من أئمة وخطباء المساجد في مدينة كركوك، وفق شهود عيان.
وحسب الشهود «الاعتقالات جاءت بعد اتهامهم بتحريض الأهالي ضد قوات الجيش والحشد الشعبي بسبب دخولهم المدينة وطردهم لقوات البيشمركه».
وأشاروا إلى أن حملة الاعتقالات تلك لم تقف على الأئمة والخطباء فقط، بل شملت عشرات المدنيين والناشطين في المدينة».
في السياق، أكد رئيس مجلس محافظة كركوك، ريبوار طالباني، أن المحافظة «محتلة حالياً من قبل الحشد الشعبي».
وأشار، في مؤتمر صحافي عقده في أربيل، إلى استيلاء «عصائب أهل الحق» على منزله، مضيفاً أن «الكرد والعرب والتركمان يتعرضون للظلم في كركوك».
وتابع أن «أغلب أعضاء مجلس كركوك عن كتلة التآخي غادروا المدينة هرباً من ممارسات الحشد الشعبي».
في الموازاة، أمر زعيم التيار الصدري الشيعي مقتدى الصدر، سرايا السلام (الفصيل المسلح الذي يشرف عليه)، بالتوجه إلى محافظة كركوك شمالي العراق، للمساعدة في بسط الأمن.
وقال إيهاب محمد، من سرايا السلام لـ«الأناضول»، إن «لواء التدخل السريع التابع لسرايا السلام توجه إلى كركوك بأمر من مقتدى الصدر».
واضاف محمد ان «تحرك اللواء جاء بهدف المساعدة في بسط الأمن وحماية المدنيين داخل مدينة كركوك، خصوصا بعد الأحداث التي شهدتها بعض المناطق عقب سيطرة القوات الاتحادية».
وسيطرت القوات العراقية، أمس، على ناحية ألتون كوبري، لتحكم بذلك قبضتها على كامل كركوك.
كركوك ـ القدس العربي