يرى المراقبون والمتابعون للأحداث في المنطقة العربية أن خطر داعش فاق خطر تنظيم القاعدة بفروعه المنتشرة في بقاع عديدة من العالم. الأمر الذي حدا بالكثير من الدول الغربية لتشديد اجراءاتها الأمنية، ووصل الأمر إلى حشد الولايات المتحدة تحالفا ضم أربعين دولة والأمم المتحدة والجامعة العربية لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية وفق استراتيجية أمريكية لم تتضمن صراحة نشر قوات برية أمريكية أو أجنبية في العراق وسوريا
غير أن الدوائر الاستخباراتية الأمريكية كان لها رأي أخر مفاده أن تنظيم القاعدة مازال يشكل خطرا مباشرا ومستمرا بل ربما أكبر على الغرب خاصة بعد الكشف عن خلية جهادية جديدة في سوريا يطلق عليها “تنظيم خراسان”.
وعلى الرغم من الدمار الذي خلفته هجمات الطائرات دون طيار بتنظيم القاعدة في باكستان مازال التنظيم قادرا على تهديد الغرب ، وهذا ما أثبته ظهور جماعة خراسان في سوريا التابعة لتنظيم القاعدة بحسب ما كشفه مدير الاستخبارات المركزية الاميركية جيمس كلابر خلال مؤتمر للاستخبارات في واشنطن، مؤكدا ان هذه الجماعة لا تقل في خطورتها على الولايات المتحدة عما يسمى تنظيم داعش وأنها تمثل تهديدا كبيرا لها.
وذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أن مسئولين أمريكيين كشفوا النقاب عن أن جماعة تدعى “خراسان” ظهرت العام الماضي في سوريا بقيادة أحد الشخصيات الغامضة من داخل الدائرة المقربة لزعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، ويدعى محسن الفضلى.
وأضافت الصحيفة إن الفضلي (33 عاماً)، تم تتبعه من قبل وكالات الاستخبارات الأمريكية لمدة عشر سنوات على الأقل، ووفقاً لوزارة الخارجية، فإنه قبل وصول الفضلي إلى سوريا، كان يعيش في إيران ضمن مجموعة صغيرة من عناصر القاعدة الذين فروا من أفغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول.
وقالت الحكومة الإيرانية إن أعضاء الجماعة كانوا يعيشون تحت الإقامة الجبرية، ثم غادروا إيران لباكستان وسوريا ودول أخرى.
المسؤولون الأميركيون قالوا إن الجماعة تضم متطرفين هم خليط من أفغانستان واليمن وسوريا وأوروبا، وتشكل تهديدا مباشرا ومستمرا بشكل أكبر للولايات المتحدة والغرب مستدلين بتوقيف الشبكة في استراليا.
وبحسب تقديرات استخباراتية أميركية سرية فإن مسلحي خراسان يعملون مع صناع قنابل من فرع القاعدة في اليمن، والمتشددين الغربيين، وذلك لاختبار طرق جديدة لتمرير متفجرات من أمن المطارات.
وبحسب التقديرات الاميركية فأن المشرف على تدريب هؤلاء الاشخاص شخص يدعى إبراهيم العسيري الذي يعتقد أنه المخطط لمحاولة تفجير طائرة متجهة الى ديترويت عام 2009 ومؤامرة فاشلة أخرى في عام 2010.
وفي شهر تموز أفادت معلومات عن مخطط لجماعة خراسان أدت الى حالة من الاضطراب لدى إدارة أمن النقل حيث قررت حظر نقل الهواتف الجوالة وأجهزة الحاسب المحمولة غير المشحونة على الرحلات المتجهة إلى الولايات المتحدة والمقبلة من أوروبا والشرق الأوسط.
تصريحات المسؤولين الأميركيين أوضحت أن مسلحي خراسان لم يذهبوا إلى سوريا لقتال الحكومة السورية بشكل رئيسي، إنما أرسلهم زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري لتجنيد أوروبيين وأميركيين تسمح لهم جوازات سفرهم بركوب طائرات أميركية بتدقيق أقل من قبل المسؤولين الأمنيين.
والخوف بحسب السلطات الاميركية يكمن في أن يسلم مسلحو خراسان هذه المتفجرات المتطورة للمجندين الغربيين الذين قد يتمكنون من التسلل إلى الرحلات الجوية المتجهة إلى الولايات المتحدة.
الجدير بالذكر ان مدير الاستخبارات الوطنية الاميركية جيمس كلابر كشف خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ في كانون الثاني الماضي عن أن تنظيماً من مسلحي “القاعدة” الأساسيين من أفغانستان وباكستان كانوا يخططون في سوريا لهجمات على الغرب.
عامر العمران