طهران – اعترف النظام الإيراني أخيرا بوجود عمليات تقصير وقعت خلال تشييد المساكن التي أشرفت عليها حكومة الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد بمناطق واسعة ضربها أعنف زلزال الأحد الماضي.
ورمى روحاني الكرة في ملعب حكومة نجاد السابقة في إشارة إلى تبرئة ذمة حكومته من التقصير الحاصل في عمليات الإنقاذ وتقديم الإغاثة والدعم للآلاف من المواطنين الإيرانيين الذين يعانون في العراء.
وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني، الأربعاء، إن “سرعة انهيار منازل، شيدتها الحكومة، في زلزال الأحد يشير إلى وجود فساد وقت بنائها”. وبنيت البعض من المنازل التي انهارت في الزلزال الذي أودى بحياة 530 قتيلا على الأقل، إضافة إلى الآلاف من المصابين الآخرين، في إطار خطة للإسكان منخفض التكلفة بدأها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد عام 2011.
ونقلت وسائل إعلام حكومية عن روحاني قوله في اجتماع للحكومة الإيرانية “عندما يصمد منزل بناه مواطنون في منطقة سرب الذهب وينهار مبنى أمامه شيدته الحكومة، فهذا دليل على وجود فساد”. وأضاف “واضح أن عقود البناء بها فساد”.
وكانت بلدة سرب الذهب الأكثر تضررا من الزلزال الذي ضرب إيران بقوة 7.3 درجة، وهو الأقوى منذ أكثر من عقد. وانتشرت صورة بين المواطنين الإيرانيين على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر مبنى في سرب الذهب عليه آثار دمار قليل نسبيا بجانب مبنى آخر تعرّض لدمار كبير وهو من تلك المباني التي شيدتها الحكومة.
وأذكت هذه الصورة فكرة أن سوء حالة الأبنية الحكومية كانت سببا في زيادة عدد القتلى والمصابين جراء الزلزال. وقال روحاني الثلاثاء إن أي أخطاء في تشييد المباني التي نفذتها الحكومة بمنطقة الزلزال ستخضع للمحاسبة.
وقال محمد حسين صديقي، المدعي العام في كرمانشاه، أكبر مدينة في المنطقة التي ضربها الزلزال، إنه سيتم التحقيق في مدى جودة الأبنية الجديدة التي تضرّرت بشدة من الزلزال وسيتم توجيه الاتهامات إلى أي شخص يثبت تقصيره.
ونقلت وكالة أنباء رسمية إيرانية عن صديقي قوله “إذا كانت هناك أي مشكلات في البناء يجب محاسبة من أهملوا أعمالهم”، في إشارة واضحة إلى مسؤولين سابقين في حكومة أحمد نجادي.
وشكا سكان في منطقة الزلزال من بطء تحرك الحكومة وعدم كفاءة إجراءاتها في مواجهة الكارثة التي ألمّت بهم، وتحدثوا عن معاناتهم للحصول على الغذاء والماء والمأوى.
العرب اللندنية