استطاعت القوات العراقية أمس تحرير مدينة رواة، وهي آخر معاقل «داعش» في البلاد، وأعلنت انتهاء المواجهات «العسكرية» مع التنظيم وبدء مطادرته، وتطهير المناطق المحررة.
وقال القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي إن «قواتنا البطلة حررت قضاء راوه في وقت قياسي وهي مستمرة في تطهير الجزيرة والصحراء وتأمين الحدود»، وأضاف أن «تحرير القضاء، خلال ساعات يعكس القوة والقدرة الكبيرتين لقواتنا البطلة والخطط الناجحة المتبعة في المعارك».
وكان قائد العمليات في أعالي الفرات والجزيرة الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله أعلن فجر أمس «تحرير قضاء راوه بالكامل»، مشيراً إلى «رفع العلم فوق مبانيه». وقال الناطق باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول إن «القوات اقتحمت مركز راوة ونجحت في تحرير أربعة من أحياء المدينة هي: أبو كوة والبوعبيد والقادسية والأزرشية، في الجزء الغربي من مركز القضاء».
واعتبر وزير الدفاع عرفان الحيالي «تحرير آخر معاقل الإرهاب الداعشي في العراق نقطة تحول جديدة في بسط الأمن واستقرار العراق». وأضاف أن هذا التحرير «يؤسس لتضافر الجهود الإقليمية والدولية للقضاء على التطرف والإرهاب». وأكد وزير الداخلية قاسم الأعرجي انتهاء «داعش» عسكرياً في العراق.
وستتجه القوات المشتركة لتطهير منطقة صحراء الجزيرة، في الجانب الأيسر من الفرات، ومسك الحدود مع سورية حيث يعتقد أن مئات من عناصر التنظيم فروا إليها أثناء عمليات تحرير محافظة الأنبار.
وأفادت خلية الاعلام الحربي في بيان مقتضب بأن «العمليات العسكرية مستمرة في ملاحقة فلول الدواعش وتطهير المناطق والقصبات والقرى كافة».
إلى ذلك، أكد وزير الخارجية ابراهيم الجعفري، أن بغداد أنهت «عصابات داعش الإرهابية»، وأضاف بعد لقاء سفراء الدول الأوروبية: «لم تجتمع كلمة العالم في التاريخ كما حصل مع العراق سواء تحت عنوان التحالف الدولي ضد داعش أو من دول خارج التحالف، إذ التقى الجميع إلى جانبه لمواجهة الإرهاب»، مبيناً أن «العراق استقطب دول العالم من خلال مده الجسور والحضور الفاعل في قضاياه». وأضاف أن «العراق أنهى فصل عصابات داعش الإرهابية، وكبدهم خسائر كبيرة، ولم يتبق إلا القليل، وسيعلن النصر، وتحرير أراضيه كلها من قبضتهم».
وأمام التقدم السريع للقوات العراقية في المناطق الصحراوية ذات الجغرافيا الصعبة، تُسجل انسحابات في صفوف عناصر التنظيم الإرهابي.
وكان الناطق باسم التحالف الدولي الكولونيل راين ديلون أكد أن «قيادات داعش تترك أتباعها للموت أو للقبض عليهم في تلك المناطق». لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن العناصر الذين يتمكنون من الهروب «يختبئون في صحراء» وادي الفرات الأوسط التي كانت على مدى سنوات خلت معبراً للتهريب ودخول الإرهابيين وغيرهم من المسلحين المتطرفين.
وفي هذا السياق، ومن تلك المناطق الصحراوية أو الجيوب الخارجة عن سيطرة القوات العراقية «سيسعى الدواعش إلى شن هجمات لزعزعة استقرار السلطات المحلية، ومواصلة العمليات الخارجية والإعلامية، سواء من خلال التخطيط لها أو إلهام مهاجمين في الخارج، للحفاظ على غطاء من الشرعية»، وفق ما أكد ديلون.
ويرى الباحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس كريم بيطار أن القوات العراقية أتمت مهمة صعبة، معتبراً أن «وهم الخلافة الذي كان قادراً على محو الحدود التي فرضها اتفاق سايكس- بيكو، أوشك على نهايته».
عمر ستار
صحيفة الحياة اللندنية