اللعيبي: عنوان نجاح سياسة العراق النفطية

اللعيبي: عنوان نجاح سياسة العراق النفطية

في ظل الانتصارات العظيمة التي حققها العراق ضد تنظيم داعش الارهابي بقيادة رئيس الوزراء حيدر العبادي واستمرار حربه على الفساد والمفسدين، يوجه العبادي الوزارات والمؤسسات  الحكومية ببذل اقصى الجهود في التنمية الاقتصادية، وحماية العراق ومكاسبه على الصعيدين  الداخلي والخارجي.
وتنفيذا لتوجيهات العبادي تبذل وزارة النفط العراقية بمتابعة حثيثة من وزيرها الخبير النفطي جبار اللعيبي الجهود المتواصلة لبناء العراق  وتحقيق الاستثمار الاقتصادي في قطاع الطاقة .

ويعمل اللعيبي على تسجيل النجاح تلو النجاح لتحقيق الازدهار للعراق وخاصة في المجال النفطي، اذ اقام شراكة فاعلة مع دول وشركات مهمة في المرحلة الحالية.
وتتميز سياسة الوزارة في عهده بالدقة المتناهية في انجاز الاعمال، وتحقيق الاهداف الواضحة، واتباع الخطوات العملية المدروسة لمواجهة التحديات الاقتصادية والمالية الصعبة التي يمر بها البلد، والنهوض بالتنمية الحقيقية الشاملة، والتخطيط لزيادة الايرادات المالية لخزينة الدولة العراقية.
ومن انجازات اللعيبي تواصله مع الوفد السعودي، الذي حضر اخيرا مؤتمر ومعرض العراق الدولي السابع للنفط والغاز في البصرة، وكان يضم 76 شخصا برئاسة وزير الطاقة السعودي خالد الفالح ، للمشاركة في معرض البصرة للنفط والطاقة .
وقد استقبل وزير النفط العراقي جبار اللعيبي ، نظيره السعودي وسط احتفال كبير لم يشهده الشارع البصراوي واهازيج، وفعاليات شعبية من التراث العراقي شهدتها قاعة معرض النفط والغاز.
وضم الوفد السعودي 66 شخصية من رجال الاعمال، ورؤساء وممثلي 22 شركة، منها 16شركة عملاقة مثل: ارامكو وسابك وشركات نفطية وصناعية بتروكيميائية وزراعية.

وقال وزير النفط جبار علي اللعيبي ان توقيع حزمة من الاتفاقيات المشتركة في قطاع الطاقة مع السعودية توّج التقارب بين البلدين في العلاقات الاقتصادية بهدف تعزيزها مستقبلا في شتى المجالات، مشيرا الى انها تعد نقلة مثالية في العلاقات الثنائية وخصوصا في مجالات النفط والطاقة، وستسهم في توسيع مساحة التعاون المشترك وتعزيز التنمية الاقتصادية في بلاد الرافدين.
واتفق الجانبان العراقي والسعودي على توقيع 18 مذكرة تفاهم تشمل قطاعات النفط والغاز والتصفية والمشاريع الطاقة.
وشملت المذكرات محاور مهمة في مجال الاستثمار والتعاون والتصنيع والشراكة وتوريد المواد الأولية ومستلزمات البنى التحتية والأنابيب والخدمات الفنية والصناعية وحفر الآبار والتطوير.
واضاف اللعيبي ان الشركات الاستخراجية وقطاع التصفية والغاز والمشاريع النفطية والحفر هي الجهات المستفيدة من هذا التعاون لافتا الى اتفاقات سابقة شملت قطاعات التسويق والتدريب وغيرها.
وبين اللعيبي ان العلاقات الثنائية بين البلدين تشهد تطورا كبيرا في تشكيل اللجان المشتركة وتبادل للزيارات من اجل التسريع في بناء قاعدة رصينة للتعاون الثنائي بين الاشقاء.
ويرى الخبراء والمحللون الاقتصاديون، اهمية هذا التعاون في مجال الطاقة الذي سيكون له تأثير واضح على اقتصاد البلدين خاصة أنّهما عضوان بارزان في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك).
وتابع اللعيبي: “ان الوزارة تتطلع إلى تفعيل التعاون مع الشركات السعودية بما يعزز اقتصاد البلدين، مبينا ان السعودية تعد أحد أهم المستثمرين في المنطقة والعالم”.
واكد وزير الطاقة في المملكة العربية السعودية خالد الفالح حرص بلاده على تعزيز العلاقات مع العراق.
وأشاد عقب مراسم توقيع مذكرات التفاهم، بالجهود الجادة التي تبذلها الحكومة العراقية للنهوض بالعراق، واستثمار موارده، لتحقيق تنمية شاملة فيه، مبدياً تطلعه لمشاركة بلاده في هذه المسيرة التنموية، خصوصاً أنها تحاكي جهود التنمية الشاملة التي تشهدها المملكة في إطار خريطة طريق مستقبلها، والمُتمثلة في رؤية المملكة 2030، وبرامجها التنفيذية المُختلفة. وقال: «كلا البلدين تجمعهما عزيمة لبناء مستقبل واعد لشعبيهما، وتنمية اقتصاديهما، واستثمار الموارد، وتطوير القدرات البشرية، وبناء شراكات وطنيةٍ وعالمية مستدامة تساند تحقيق هذه الأهداف».
وأكد الفالح أن المملكة والعراق يتمتعان بمزايا استراتيجية تشمل الثروات البشرية، والموقع الجغرافي، وموارد الطاقة، والثروات الطبيعية والمعدنية والصناعية الحالية والممكنة، لافتاً إلى أن تشابه هذه المزايا وتكاملها بين البلدين يشكل قاعد صلبة للتعاون بينهما.
واكد ان الشركات السعودية المهمة ستفتح فروعا لها في العراق لتحقيق مزيد من أُطر التعاون الثنائي وتوسيع حجم الاستثمارات في قطاعات النفط والغاز والتصنيع والتوريد والبنى التحتية وغيرها .
واضاف الفالح ان رغبة بلاده في التعاون والتكامل الاقتصادي مع العراق هو توجه استراتيجي ذو أولوية يحظى باهتمام المملكة”؛ لتعزيز العلاقات التجارية مع العراق الشقيق لما يحمل بين طياته من فائدة للطرفين”.
وأضاف الفالح ان التعاون بين البلدين الشقيقين لم يقتصر على التعاون الثنائي فقط ، وانما شمل تنسيق المواقف وتوحيد الرؤى في منظمة الدول المصدرة للنفط “اوبك
وشدّد الفالح على الفرص غير المحدودة للتعاون الطرفين قائلا:” إن هناك مجالات لتبادل الخبرات وفرص التعاون في مجال صناعة الزيت والغاز واستغلال مصادر الطاقة المتجددة والتعاون في مجال فتح الأسواق وتنمية الصادرات بين البلدين.
وبين أن فتح مكتب عملاق (البتروكيماويات) الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) بالعراق في المراحل الأخيرة؛ مما يتيح للشركة فرصة توسعة استثماراتها في هذا القطاع”.
وقال الفالح إن البلدين سيناقشان في المستقبل القريب مبادرة للربط الكهربائي والاستثمارات في الطـاقة المتجـددة ومشـروعات تـوليد الكهرباء.
وكان الفالح زار إلى بغداد في أكتوبر الماضي، على هامش انطلاق معرض بغداد الدولي، الذي شاركت فيه أكثر من 60 شركة سعودية شكّلت أكبر جناح للدول المشاركة في هذه الفعالية الدولية.
وشاركت هيئة تنمية الصادرات السعودية خلال الدورة الـ44 من معرض بغداد ولمدة أسبوع بنحو 60 شركة من مختلف القطاعات الصناعية والخدمية.
وقال أمين عام الهيئة لتنمية الصادرات صالح السلمي إن “الصادرات السعودية تسعى من خلال المعرض إلى اكتشاف الفرص السوقية للمنتجات السعودية في العراق وتسهيل إجراءات التصدير للعراق بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة”، إلى جانب إعادة فتح المعبر التجاري الحدودي بين البلدين وعودة الرحلات الجوية السعودية للعراق .
وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين العام الماضي حوالي 171.3 مليار دولار، و كان للقطاع الخدمي النصيب الأكبر منها بنسبة 57 %، فيما كان للقطاع الصناعي 38 %، أما الزراعي فكانت نسبته 5 %.
وفي السياق ذاته نسبت وكالة الأنباء السعودية الرسمية للقائم بأعمال السفارة السعودية لدى بغداد عبدالعزيز الشمري قوله في وقت سابق:” إنه تم الاتفاق على الكثير من الاستثمارات والمشاريع التي تخدم البلدين، وتم توقيع مذكرة تفاهم بشأن النقل الجوي في البلدين”.
وشارك البلدان في الخروج بقرار لتمديد اتفاق خفض إنتاج النفط الخام 9 أشهر إضافية حتى نهاية ديسمبر 2018، وهو الاتفاق الذي بدأ مطلع العام الحالي بمشاركة أوبك ومنتجين مستقلين.
ووافق مجلس الوزراء السعودي في أغسطس الماضي على محضر إنشاء مجلس التنسيق السعودي العراقي، الأمر الذي اعتبره اقتصاديون مفتاحا لتطوير العلاقات التجارية في المستقبل، حيث شهد البلدان العديد من الزيارات المتبادلة بين المسؤولين العراقيين ونظرائهم في دول الخليج لتعزيز التعاون في المجالات المتعددة.

شذى خليل
الوحدة الاقتصادية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية