أنقرة – قللت أوساط فلسطينية وعربية من فرص نجاح قمة إسطنبول الإسلامية الطارئة التي دعا إلى عقدها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء لمناقشة قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن نقل سفارة بلاده إلى القدس واعتبارها عاصمة إسرائيلية.
وأشارت هذه المصادر إلى أهمية عقد قمة إسلامية في هذا الظرف، لكنها حذرت من أن الشعارات التي يرفعها الرئيس التركي لا تسمح بإعطاء الوقت لنقاش إسلامي هادئ يفضي إلى خطوات عملية ضد القرار الأميركي.
وقالت إن إطلاق تصريحات غير محسوبة لن يساعد على توسيع قاعدة المشاركين في القمة، وربما يهدد انعقادها، خاصة أن الرئيس التركي يعتمد التصعيد لمجرد التصعيد فيما تحتفظ بلاده بعلاقات متينة مع إسرائيل.
وعادت العلاقات بين تركيا وإسرائيل إلى طبيعتها العام الماضي بعد أزمة دبلوماسية تسبب بها في 2010 هجوم إسرائيلي على سفينة تابعة لمنظمة غير حكومية كانت تحاول كسر الحصار المفروض على قطاع غزة وأسفر عن مقتل ناشطين أتراك.
ورغم تكثيف التعاون بين البلدين، لا يزال أردوغان ينتقد سياسة إسرائيل حيال الفلسطينيين.
ووجه الرئيس التركي دعوة إلى عقد قمة طارئة لمنظمة التعاون الإسلامي، في إسطنبول الأربعاء المقبل بشأن القدس.
واعتبر أردوغان السبت أن إسرائيل “دولة احتلال” تلجأ إلى “الترهيب”، مؤكدا أن أنقرة لن تعترف بالقرار الأميركي في شأن اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.
وقال في خطاب بإسطنبول “إسرائيل هي دولة احتلال. في هذا الوقت، بواسطة شرطتها، تلجأ إلى الترهيب وتضرب الشبان والأطفال”.
وانتقد أردوغان بشدة قرار ترامب في شأن القدس، معتبرا أنه “باطل ومرفوض”.
وأجرى الرئيس التركي السبت مشاورات هاتفية خصصت لموضوع القدس مع العديد من القادة بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بحسب وكالة أنباء الأناضول الحكومية.
ويرى محللون سياسيون ومراقبون فلسطينيون وعرب أن الرئيس التركي يكرر نفس العبارات التي انتقاها في مناسبات سابقة لكسب ود الفلسطينيين، وخاصة حركة حماس، لكن شعاراته ثبت أنها مجرد حيلة لتحقيق مكاسب ذاتية بالظهور بمظهر الشخصية ذات التأثير الكبير في المنطقة، فضلا عن جلب إسرائيل لعقد المزيد من الصفقات والاتفاقيات مع تركيا، وهو ما حصل.
وأشار المحللون إلى أن قادة الدول الإسلامية لن يرضوا أن يزايد أردوغان عليهم، أو أن يستثمر اجتماعهم لتحقيق منافع شخصية، وتحسين شروط التفاوض مع إسرائيل والولايات المتحدة التي رفضت الخضوع لشروطه في قضية أكراد سوريا، وسعيه لإقامة مناطق آمنة على حدود تركيا.
العرب اللندنية