دمشق ـ من هبة محمد: أدت التصريحات التي أطلقها أول أمس رئيس النظام السوري بشار الأسد ضد حلفاء واشنطن الأكراد في سوريا، إلى خلق جو من التوتر والاعتقالات المتبادلة بين قوات النظام التي تفرض سيطرتها على أجزاء من محافظة الحسكة من جهة، وميليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي «ب ي د» في مدينة الحسكة، حيث يسود التنافس أصلاً بين الطرفين المتسابقين على الآبار النفطية وحقول الغاز، فقد اعتقلت دورية تابعة للاستخبارات الكردية «ميليشيات ب ي د» ثلاثة عناصر من مرتبات الهجانة – الفوج الخامس التابع لقوات النظام السوري على (دوار الصباغ) المدخل الشمالي لمدينة الحسكة، بعد التعرف عليهم، وذلك من خلال بطاقاتهم الشخصية العسكرية والتي تثبت تبعيتهم للنظام. فيما ردت قوات النظام التي أعلنت استنفاراً كاملاً لعناصرها في المنطقة باعتقال عنصرين من ميليشيا «ب ي د» وذلك أثناء تجولهما في شارع فلسطين وسط المدينة، وجرى بعد ذلك انتشار أمني وكثافة غير مسبوقة للحواجز من قبل الطرفين عمت المدينة.
من جهته قال إبراهيم الحبش مدير مركز الخابور الإعلامي المتخصص بأخبار الحسكة في اتصال هاتفي مع «القدس العربي»، إن «حالة من الاستنفار والترقب تسيطر على محافظة الحسكة، حيث يترصد كل من الميليشيات الكردية وقوات النظام بعضهما البعض، مضيفاً أن يوم الإثنين انتهى باعتقال 5 مقاتلين من كلا الطرفين حيث اعتقلت عناصر الاستخبارات (ب ي د) ثلاثة مقاتلين من قوات النظام من مرتبات الهجانة – الفوج الخامس، فيما سارع الأخير للرد بالمثل».
وذهب الناشط الحقوقي محمد الخابوري في لقاء مع «القدس العربي» عكس الحبش حيث أكد أن ما حصل يوم أمس من اعتقالات بين النظام والميليشيات الكردية في محافظة الحسكة ما هو إلا فصل من فصول المسرحيات الهزلية التي اعتادها الشارع في مدينة الحسكة، وهذه الاعتقالات لا يمكن اعتبارها حجر الأساس في مقاطعة النظام لميليشيا الوحدات الكردية حيث تصرح دائماً الجهات الرسمية التابعة للنظام أن ميليشيا الوحدات الكردية هي قوات رديفة لجيش النظام وهي جزء لا ينفصل منه لكن الاسم مختلف.
القدس العربي