رفعت اوبك توقعاتها لإمدادات النفط من الدول غير الأعضاء في المنظمة في 2018 في الوقت الذي يشجع فيه ارتفاع الأسعار شركات النفط الصخري الأمريكية على ضخ مزيد من الخام مما يضعف أثر اتفاق تقوده أوبك للتخلص من تخمة المعروض وانهيار كبير في إنتاج فنزويلا.
وقالت أوبك في تقريرها الشهري أن المنتجين من خارج المنظمة سيعززون الإنتاج من 990 ألف برميل يوميا الى نحو 1.15 مليون برميل يوميا في العام الحالي مرتفعا عن التوقعات السابقة.
واوضحت ان “ارتفاع أسعار النفط يجلب مزيدا من المعروض إلى السوق ولاسيما في أمريكا الشمالية وبخاصة النفط الصخري.
وبينت وكالة الطاقة الدولية التي تنسق سياسات الطاقة في الدول الصناعية في تقريرها الشهري ان “التصور العام هو أن السوق تتحسن بوضوح ، وفي إطار الصورة الشاملة.
واشارت الى ان هناك قلقا متزايدا بشأن انخفاض انتاج فنزويلا، بسبب ازمتها الاقتصادية، والديون والمشكلات المتعلقة بالبنية التحتية وتدهور شبكة النفط، والعقوبات المالية الأمريكية ، اذ انخفض خلال ديسمبر/ كانون الأول إلى 1.61 مليون برميل يوميا، وهو مستوى يقترب من الأدنى في الثلاثين عاما الماضية، مما ساعد أسعار النفط على أن تقفز فوق 70 دولارا للبرميل أوائل يناير/ كانون الثاني الحالي، وهو أعلى مستوى في ثلاث سنوات.
وأشارت وكالة الطاقة الدولية، إلى أنه نتيجة لانخفاض إمدادات فنزويلا، هبط إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) من الخام خلال ديسمبر/ كانون الأول إلى 32.23 مليون برميل يوما، وهو ما عزز مستوى امتثال المنظمة باتفاق خفض الإمدادات ليسجل 129 %.
وتسعى أوبك وروسيا وعدد من المنتجين من خارجها الى خفض الإمدادات منذ العام الماضي ، وتمديد الاتفاق حتى نهاية عام 2018 بهدف التخلص من تخمة المعروض من الخام التي تراكمت منذ عام 2014.
وأظهرت مؤشرات في التقرير أن التزام أوبك بتخفيضات الإنتاج ظل مرتفعا في ديسمبر كانون الأول وأن إنتاج فنزويلا النفطي تراجع بدرجة كبيرة في هذا الشهر.
وارتفعت أسعار النفط بعد نشر التقرير ليجري تداولها أعلى من 69 دولارا للبرميل بالقرب من أعلى مستوياتها منذ ديسمبر/كانون الأول عام 2014.
وأظهرت الحسابات التي استندت إلى بيانات أوبك أن التزام دول أوبك الإحدى عشرة بأهداف الإنتاج ارتفع إلى 129 % من النسبة البالغة 121 % في نوفمبر/تشرين الثاني.
واشارت اوبك الى ان اتفاق تمديد خفض الإنتاج والاضطرابات في امدادات بحر الشمال عززت من المكاسب، بعد الضرر الذي لحق بشبكة أنابيب الإمداد التي تنقل 40 % من نفط وغاز المملكة المتحدة في بحر الشمال، نتيجة عطب في أحد الأنابيب. ورفعت «أوبك» توقعاتها بالنسبة للطلب العالمي على النفط خلال السنة الماضية إلى 96.99 مليون برميل يوميا وعزته إلى معطيات أفضل متوقعة بالنسبة لأوروبا والصين.
اما بالنسبة للعام الحالي فتوقعت ان يبلغ الاستهلاك العالمي 98.51 مليون برميل في المعدل، وان ما حققه سعر النفط بأكبر زيادة خلال أربع سنوات ليصل البرميل إلى 70 دولارا، كان بسبب القرار الذي اتخذه أعضاء منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، التي تضم 14 دولة، تمثل أكبر مصدري النفط في العالم وتتحكم في 40٪ من الناتج العالمي، بالحد من الانتاج ، فمنذ ديسمبر/كانون الثاني 2014، لم تصل أسعار النفط إلى هذا المستوى، واكدوا الاعضاء إنهم سيواصلون هذا التقليص .
اما بالنسبة لوضع العراق النفطي ، فانه وضمن توجهات رئيس الوزراء حيدر العبادي، لوزارات الدولة العراقية بالاصلاح والتنمية ومحاربة الفساد بكل اشكاله، تنتهج وزارة النفط العراقية ، سياسة حكيمة في وضع خطط للإصلاح والتنمية ،وفي ظل النجاحات المستمرة للوزارة ، يعلن وزير النفط العراقي جبار اللعيبي أن إنتاج العراق النفطي يقترب من الوصول إلى 5 ملايين برميل يوميا، مع التزام العراق بمعدل الإنتاج المستهدف في إطار اتفاق عالمي لخفض الإمدادات.
واكد اللعيبي وصول الانتاج في الوقت الراهن إلى 4.3 مليون برميل يوميا، وشدد على استمرار اتفاق خفض إنتاج النفط في دول “أوبك” وخارجها على الرغم من الارتفاع القوي في أسعار النفط، مشيرا إلى أن أسواق النفط لا تزال بحاجة للمزيد من الوقت قبل أن تستقر.
وفي السياق قال اللعيبي ان الوزارة تعمل على إبرام ثلاثة عقود مع شركات غاز دولية بحلول منتصف العام الحالي للانتفاع من الغاز في جنوبي البلاد، واضاف ان العراق لا يمتلك منشآت مناسبة تتيح استغلال بعض الغاز في اثناء استخراج النفط الخام ، مما يضطر الى احراقه، مؤكدا أن العراق يخطط للقضاء على إحراق الغاز المصاحب لاستخراج النفط بحلول عام 2021.
ولتطوير حقول كركوك النفطية ، وقعت وزارة النفط العراقية ، مذكرة تفاهم بين وزارة النفط وشركة (BP) العالمية.
لتعزيز الطاقة الانتاجية ” في حقل نفط كركوك ” بعد سيطرة القوات العراقية عليه في أكتوبر/تشرين الأول ، والتابعة لشركة «نفط الشمال العراقية» المملوكة للحكومة ،التي تتولى إدارة الحقول.
واكد وزير النفط جبار علي اللعيبي حرص الوزارة على تطوير الحقول النفطية في كركوك من اجل فتح صفحة جديدة لعمل شركة نفط الشمال وتحسين دورها في رفد الانتاج الوطني من النفط ، و اعادة تأهيل الشركة على أسس رصينة.
أي ما يزيد على مثلي الطاقة الإنتاجية الحالية البالغة 420 ألف برميل يوميا، ومع ذلك، فإن الإنتاج النفطي من تلك الحقول، ما عدا حقلي هافانا وباي حسن المتوقفين، لا يتخطى 120 ألف برميل يوميا، لسد الحاجات المحلية.
وتفقد اللعيبي الحقول النفطية في محافظة كركوك ووجه بالاسراع في عمليات التأهيل ، حيث التقى اللعيبي محافظ كركوك راكان الجبوري وناقشا القضايا المتعلقة بالنفط والمشتقات النفطية.
ورافق اللعيبي في زيارة الحقول النفطية في كركوك مدير شركة BP في الشرق الاوسط مايكل تاونسند الذي قال في وقت سابق ان الشركة ستقوم بعمليات المسح واعداد الدراسات المطلوبة من اجل العمل على تطوير الحقول النفطية في كركوك وزيادة الانتاج منها الى معدلات تصل الى (750) الف برميل باليوم
ووقعت وزارة النفط العراقية في العام 2013 عقدا استشاريا مع الشركة البريطانية لمساعدة شركة نفط الشمال لتطوير حقلي هافانا وبابا كركر.
وتبلغ طاقة حقل بابا كركر الإنتاجية 50 ألف برميل ، وحقل هافانا 50 إلى 60 ألف برميل وفق مسؤول في «شركة نفط الشمال». لكن العمل لتطوير الحقلين لم ينفذ لفقدان حكومة بغداد سيطرتها على الحقول لصالح القوات الكردية في سنة 2014 في اعقاب الهجوم الخاطف لتنظيم داعش الارهابي وسيطرته على مناطق واسعة في شمال وغرب البلاد.
وقد بدأ اللُعيبي محادثات مع الشركة البريطانية في أكتوبر بعد أيام تسلم القوات العراقية المنطقة ،وفيما توقفت صادرات النفط من الحقول، التي كانت تُنقل في خط أنابيب عبر تركيا، بعد عملية الجيش العراقي، قال اللعيبي انه سيجري مباحثات مع تركيا للتوصل لاتفاق بشأن خط النفط الناقل إلى ميناء جيهان التركي من حقول كركوك.
وتعد حقول كركوك من أقدم وأكبر الحقول النفطية في الشرق الأوسط، وتحتوي على ما يقدر بنحو تسعة مليارات برميل من النفط القابل للاستخراج ، والعراق ثاني أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» بعد السعودية.
وينتج العراق حاليا 4.4 مليون برميل يوميا وذلك التزاما باتفاق بين مُصدري النفط لدعم أسعار الخام، ولكنه باشراف ومتابعة وزير النفط اللعيبي فان الطاقة الإنتاجية للنفط العراقي تقترب من خمسة ملايين برميل يوميا.
شذى خليل
الوحدة الاقتصادية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية