أبوظبي – قالت أوساط يمنية إن اللقاء الذي جمع أحمد علي عبدالله صالح في العاصمة الإماراتية، بنائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، يعكس رغبة نجل الرئيس اليمني الراحل في استكشاف مقاربة القوى الكبرى لأزمة بلاده وسبل الخروج منها.
وأضافت هذه الأوساط أن اللقاء، الذي يعتبر نادرا لأحمد علي في ضوء تخوفاته من استعجال العمل السياسي في المرحلة الحالية، يعكس حاجة يمنية وأخرى دولية إلى حشد مختلف القوى الفاعلة في الساحة اليمنية للبحث عن حل يخرج بها من دائرة الاستقطاب الثنائي بين الحوثيين وحكومة الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإماراتية (وام) أن أحمد علي التقى بوغدانوف الذي قدم له واجب العزاء في وفاة والده الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
تواصل روسي مع الأطراف المعنية بالحل
وأكد المسؤول الروسي خلال اللقاء أن حكومة بلاده على تواصل مع الأطراف المعنية بهدف التوصل إلى حل للقضية اليمنية سواء كان ذلك في مراحل المفاوضات السابقة مثل جنيف والكويت أو في الفترات المقبلة.
وشدد بوغدانوف على الدور الذي يمكن أن يلعبه حزب المؤتمر الشعبي العام من أجل التوصل إلى حل في اليمن. ونوه في الوقت نفسه بدعم روسيا للجانب الإنساني في اليمن لرفع المعاناة عن شعبه.
وأبدى أحمد علي خلال اللقاء ثقته في قدرة قيادات وكوادر المؤتمر الشعبي العام في الداخل والخارج على الوحدة.
ويرى متابعون للشأن اليمني أن لقاء المسؤول الروسي بنجل الرئيس السابق يعكس توجه الدول الكبرى إلى البحث عن مقاربة جدية لحل الأزمة اليمنية، ومن بين ثوابت هذه المقاربة الانفتاح على حزب المؤتمر الشعبي (الحزب الحاكم السابق) كقوة تعديلية للمشهد، فضلا عن كسر حالة الاستقطاب.
ويشير هؤلاء المتابعون إلى أن الحالة اليمنية تستدعي أولا دعما إقليميا ودوليا لتوحيد حزب المؤتمر والاستعانة بقياداته التي تمتلك خبرة كبيرة في إدارة الشأن العام، وهذا ما قد يبادر إليه المبعوث الدولي الجديد مارتن غيرفثت.
وسعى قياديون بحزب الرئيس السابق إلى النأي بأنفسهم عن التجاذب، خاصة نجل صالح أحمد علي، ونجل شقيقه صالح طارق، وكلاهما لم يستجب بشكل واضح لدعوات الالتحاق بالشرعية خاصة في ظل وجود الأعداء التقليديين للمؤتمر وفي مقدمتهم حزب الإصلاح الإخواني الذي يعارض أي دور مستقبلي لعائلة صالح خوفا على النفوذ الذي يخطط لاكتسابه ما بعد الحرب.
العرب اللندنية