يبدو أن التوافق الأميركي الروسي في مجلس الأمن تجاه الأزمة السورية سيتكرر في اليمن ومن غير المستبعد صدور قرار أممي جديد يحمل الصفة الإنسانية وإن كانت غايته سياسية.
لأول مرة يتفق وزيرا خارجية روسيا وأميركا على بحث الوضع في اليمن والاتفاق على ضرورة العمل للوصول إلى حل سياسي.
الوزيران سيرجي لافروف وجون كيري التقيا مؤخرا وأصدرت وزارة خارجية موسكو بيانا كان اللافت فيه أن الرجلين ناقشا جدول الاتصالات السياسية في القريب العاجل وشددا على تعاون جميع الأطراف مع المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ بغية إنجاح جهوده في حل سلمي للأزمة اليمنية.
هذا التوافق العلني يأتي في ظل أحاديث عن توافق غير معلن على مشروع قرار إنساني حول اليمن يسمح بوصول المساعدات للمحتاجين خاصة في مدينة تعز المحاصرة من قِبل المتمردين .
ثمة حراك دبلوماسي مكثف داخل الأمم المتحدة تقوده روسيا ويهدف إلى إصدار قرار جديد لوقف إطلاق النار وإبرام هدنة تمهد لجولة مباحثات بين الحكومة والانقلابيين.
في الظاهر تبدو روسيا حريصة على إغاثة اليمنيين لكن المراد هو هدف سياسي لا علاقة له بأي نزعة إنسانية لم نرها في سوريا التي تدعم فيها موسكو قوات النظام وحلفاءه من الميليشيات في حصار المدن وقصفها وتشريد أهلها.
واضح أن روسيا تريد مقايضة السعودية بالملف السوري ولا تريد أي تدخل بري لها هناك، وكذا محاولة الضغط عليها للقبول بتخفيض إنتاج النفط لرفع سعره وهو ما ترفضه. وهذا هو ما تريده موسكو من طرح الموضوع الإنساني في اليمن على أجندة جلسات مجلس الأمن في الفترة القادمة.
من هنا كانت السعودية تفهم جيدا طبيعة وأهداف هذه التحركات وقد أعلنت رفضها لإصدار أي قرار جديد لا حاجة له في ظل وجود القرار 2216 الذي يضمن حماية المدنيين وإيصال المساعدات للمتضررين.
المندوب السعودي في الأمم المتحدة عبدالله المعلمي أكد بوضوح أنه «ليس هناك ضرورة لإصدار مجلس الأمن الدولي أي قرار جديد، بشأن الوضع الإنساني في اليمن، خاصة أن القرار السابق رقم 2216 (الصادر في أبريل 2015) يكفي في الوقت الحالي».
هذا الموقف يدعمه تصريحات ستيفن أوبراين، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، الذي أكد خلال مشاركته في جلسة مجلس الأمن أن المشكلة تكمن في الحوثيين الذين يعيقون عمل المنظمات الإنسانية ويرفضون منح تصاريح لزيارات العاملين في الإغاثة للمدن المحتاجة. الدبلوماسية السعودية والخليجية عموما ستحبط أي مساعٍ روسية لإصدار قرار جديد ولديها أوراق ضغط كثيرة، كما أن الوضع في الداخل اليمني والانفراج النسبي بالمسار السياسي السوري يساعدان على إفشال تحركات موسكو.
مأرب الورد
صحيفة العرب القطرية