بيروت – تكفلت المصالح المرتبطة باستغلال الغاز المكتشف قبالة الساحل اللبناني بمصالحة شكلية بين “التيار الوطني الحر” وحركة “أمل” الشيعية بعد مرور أيام عدة بدا فيها السلم الأهلي مهددا في لبنان.
ومهد لهذه المصالحة التي توّجت بلقاء شعبي أمس الجمعة في منطقة الحدث القريبة من بيروت، اتصال هاتفي أجراه رئيس الجمهورية ميشال عون (مؤسس التيار الوطني الحر) مع رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي (رئيس حركة أمل). واعتبر عون في هذا الاتصال “كرامة برّي من كرامته” وذلك بعد تطاول جبران باسيل وزير الخارجية المتزوج من ابنة عون، على نبيه برّي واصفا إيّاه بـ”البلطجي” ومتوعدا بـ”تكسير رأسه”.
وكانت منطقة الحدث شهدت ليل الأربعاء الخميس مواجهات بين أنصار “أمل” الذين اجتاحوها بالعشرات وهم على دراجات نارية وفي سيارات حملت أعلام الحركة وصور برّي.
سعد الحريري لم يكن بعيدا عن مصالحة عون وبري التي رتبها حسن نصرالله
وأدى ذلك إلى خروج عناصر من “التيار الوطني” إلى الشارع بسلاحهم. وذكّر المشهد بأيّام الحرب اللبنانية والمواجهات التي دارت في مناطق تماس بين المسلمين والمسيحيين.
وقالت مصادر لبنانية رفيعة المستوى إن المصالح التي تربط برّي وعون وأنصارهما بالغاز المكتشف أدت إلى مصالحتهما التي لعب فيها الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله دورا أساسيا مرتبطا بمصالح “حزب الله” التي تقضي بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها في مايو المقبل.
وأوضحت هذه المصادر أن كلام إسرائيل، عبر وزير الدفاع أفيغادور ليبرمان، عن أن إحدى المناطق البحرية الواقعة في جنوب لبنان والتي اكتشف فيها الغاز تعود إليها، ساهم أيضا في لملمة الوضع الداخلي بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النوّاب. ولم يكن رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بعيدا عن المصالحة، التي يُخشى أن لا تدوم طويلا، إذ كان إلى جانب ميشال عون لدى اتصاله ببرّي في ما اعتبر نوعا من الاعتذار.
وحمل ذلك رئيس مجلس النوّاب إلى الطلب من أنصاره الانسحاب من الشارع وإلى توقف الحملات الإعلامية المتبادلة بين الجانبين، وذلك بعدما مرّ لبنان بأيام زعزعت السلم الأهلي الهشّ الذي ينعم به منذ سنوات.
العرب اللندنية