واشنطن- أعربت الولايات المتحدة مساء الاثنين عن “قلقها العميق” إزاء التقارير الواردة عن هجمات عديدة بأسلحة كيميائية شنها النظام السوري، مطالبة بـ”ممارسة ضغوط” على الرئيس بشار الأسد و”داعميه” لوقف هذه الهجمات.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت في بيان ان “الولايات المتحدة قلقة للغاية إزاء الاتهامات المستمرة بشأن استخدام النظام السوري غاز الكلور لترويع ابرياء آمنين وهذه المرة قرب سراقب في محافظة إدلب” في شمال غرب سوريا.
وسجّلت حالات اختناق عديدة بعد قصف جوي شنته قوات النظام السوري الاحد على مدينة سراقب، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وأضافت نويرت ان “هذا سادس هجوم من هذا النوع يسجّل في سوريا في غضون الأيام الثلاثين الأخيرة”.
وفي 22 يناير، اصيب 21 مدنيا بينهم أطفال بعوارض اختناق وضيق تنفس بعد قصف لقوات النظام استهدف مدينة دوما المحاصرة شرق دمشق، ورجحت مصادر طبية والمرصد السوري وقتها ان يكون ذلك ناجما عن غازات سامة.
ومنذ اندلاع النزاع في سوريا، اتهم محققو الأمم المتحدة مرارا النظام السوري باستخدام غاز الكلور او غاز السارين في هجماته على المدنيين.
وفي ابريل 2017، استهدف هجوم كيميائي بغاز السارين مدينة خان شيخون في ريف ادلب (شمال غرب)، مما أسفر عن مقتل 87 شخصا. واتهمت الامم المتحدة النظام بشن الهجوم، لكن دمشق نفت ذلك مؤكدة تدمير ترسانتها الكيميائية.
ودفع هذا الهجوم الولايات المتحدة إلى قصف قاعدة عسكرية سورية لاحقا.
والاثنين اتهمت الولايات المتحدة روسيا بتأخير اصدار اعلان عن مجلس الامن الدولي يندد بهجمات كيميائية مفترضة وقعت خلال الفترة الأخيرة في سوريا، وأوقعت عشرات الجرحى بينهم أطفال.
وفي بيانها دعت الخارجية الأميركية المجتمع الدولي إلى “الحديث بصوت واحد”.
وقال البيان “يجب اغتنام كل الفرص لممارسة الضغط علنا على نظام الأسد وداعميه لكي يكف عن استخدام أسلحة كيميائية ولمحاسبة المسؤولين عن هذه الهجمات”.
وأسفت الخارجية الأميركية في بيانها لأن “روسيا لم تف بالتزاماتها بتحييدها النظام السوري عن مسؤولياته”.
وكانت دمشق دانت السبت الاتهامات الأميركية لها بشن هجمات كيميائية في البلاد واعتبرتها “ادعاءات باطلة” و”أكاذيب”.
ومنذ اندلاع الحرب في سوريا في 2011 اتهمت الأمم المتحدة مرارا نظام بشار الاسد باستخدام غاز الكلور او السارين في هجمات كيميائية قاتلة. وفي يناير نفى النظام السوري استخدام اسلحة كيميائية وهو موقف جدده الاثنين ممثله في الأمم المتحدة.
وفي 4 أبريل 2017، أوقع هجوم كيميائي في مدينة خان شيخون (شمال غرب) 83 قتيلاً بينهم 28 طفلاً. واتهمت الأمم المتحدة القوات الحكومية بشن الهجوم، لكن دمشق نفت ذلك مؤكدة انها سبق وان دمرت ترسانتها الكيميائية.
ولكن الولايات المتحدة لم تأخذ بالنفي السوري وقامت بعد يومين منه بإطلاق صواريخ توماهوك على قاعدة الشعيرات الجوية في وسط سوريا.
وفي نهاية 2017 ادى الفتيو الروسي المتكرر إلى وقف عمل هيئة تحقيق حول الهجمات الكيميائية في سوريا تحمل اسم “آلية التحقيق المشتركة” (جوينت انفستيغاتيف ميكانيزم). وفي يناير اقترحت موسكو قرارا ينص على تشكيل هيئة تحقيق جديدة اعتبرتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا “غير مقبولة”.
وكانت آلية التحقيق المشتركة حملت نظام الاسد مسؤولية هجومين في 2014 و2015 وتنظيم داعش مسؤولية استخدام غاز الخردل في 2015.
وأوقع النزاع في سوريا حتى الآن أكثر من 340 الف قتيل وأدى الى نزوح الملايين.
العرب اللندنية