برلين ـ أعلنت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل اعتزامها إكمال ولايتها الرابعة في حال وافق أعضاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي على معاهدة الائتلاف مع تحالفها المسيحي.
وفي مقابلة مع القناة الثانية بالتلفزيون الألماني (زد دي إف)، قالت ميركل الأحد:” أنا من الناس الذين يحفظون الوعود، والسنوات الأربع هي الآن ما كنت وعدت به”.
وفي ردها على سؤال ما يمكن فعله في حال رفضت غالبية أعضاء الحزب الاشتراكي الدخول في الائتلاف، قالت ميركل إنها لا تستبعد خوض الانتخابات الجديدة المحتملة مرة أخرى.
وقالت ميركل إنها لا تشعر بفقدان السلطة. وأكدت ميركل أنها كانت تحدثت مع حزبها بشكل مفصل للغاية في الفترة التي سبقت قرار الترشح للمستشارية، حول ما إذا كان من الصواب الترشح مرة أخرى، وقالت إن هذا الأمر ” تمت الموافقة عليه آنذاك”.
وتابعت ميركل أنها راجعت نفسها بشكل دقيق ” وأعتقد أنني أنظر في هذا الأمر مرارا بصورة عاكسة”، وأضافت أنها تقول لهذا السبب إنها عازمة على البقاء في الحكم لمدة أربعة أعوام أخرى. وذكرت ميركل أن هذا الأمر ينطبق ايضا على زعامة الحزب المسيحي:” بالنسبة لي فإن هذين المنصبين ينتميان إلى يد واحدة وذلك للتمكن من تشكيل حكومة مستقرة، بتشكيل مستمر.
وأعلنت ميركل عن تجديد في الأشخاص داخل الحزب والحكومة، وقالت إن المهم الآن هو إظهار أن الحزب المسيحي قادر على الظهور بفريق جديد، ولفتت إلى ضرورة الأخذ في الاعتبار أنه لن يتم الاستعانة فقط بمن تجاوزوا الستين بل بالأصغر سنا أيضا، وأضافت أنه سيتم عكس النطاق العريض للحزب (داخل الحكومة).
ودافعت ميركل عن خسارة حقيبة وزارية مهمة مثل المالية لصالح الحزب الاشتراكي في مفاوضات تشكيل الائتلاف، وقالت:” بالتأكيد نحن كتحالف مسيحي دفعنا ثمنا من أجل حكومة مستقرة”.
واعترفت ميركل بأن هذا الأمر ” مؤلم”، لكنها قالت إن فشل مفاوضات تشكيل ائتلاف كبير بسبب الحقائب الوزارية كان سيصبح “غير مسؤول”، ولفتت إلى أن محادثات الحقائب الوزارية استمرت لمدة 12 ساعة.
يذكر أن هناك حالة كبيرة من عدم الارتياح داخل أروقة التحالف المسيحي بسبب حصول الحزب الاشتراكي، الذي سجل أسوأ نتيجة في تاريخه في الانتخابات البرلمانية السابقة بـ20%، على الوزارات المحورية الخارجية والمالية والعمل والشؤون الاجتماعية بالإضافة إلى ثلاث وزارات أخرى.
وتحكم ميركل منذ 2005، وفي حال إكمالها الولاية الرابعة، ستكون حكمت ألمانيا لمدة 16 عاما وبذلك تتساوى مع المستشار الأسبق هيلموت كول، صاحب أطول مدة في منصب المستشار في تاريخ ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية.
من جانبه، طالب رولاند كوخ، رئيس حكومة ولاية هيسن السابق، ميركل، بتنظيم مسألة خلافتها، وقال في تصريحات صحفية إن ” قيادة الحزب ورئيسته السيدة انجيلا ميركل مدينان للناخبين بالرد على سؤال من هو الجيل القادم الذي سيتولى المسؤولية”.
وأعرب عن اعتقاده بأن من غير المنطقي انتظار تغيير قيادة الحزب لحين قدوم الانتخابات التالية، كما تساءلت نيكولا بير، أمين عام الحزب الديمقراطي الحر:” هل لا تزال ميركل تعتقد أن بإمكانها أن تقرر هذا وحدها؟”.
وأكدت ميركل انها ستبقي على خطة توزيع الحقائب الوزارية حتى مع انسحاب مارتن شولتس زعيم الحزب الاشتراكي، الذي كان أعلن اعتزامه تولي منصب وزير الخارجية، وذلك قبل أن يعود ويتراجع عن هذه الخطوة، وقالت ميركل ” لهذا السبب فإن هذه الخطة بالنسبة لي ثابتة”.
وأعربت ميركل عن احترامها الكبير لشولتس وقالت إنها تفاوضت معه بشكل نزيه ” وهذه أوقات مجنونة بالنسبة له”. ويتوقف تشكيل الائتلاف الكبير حاليا على تصويت أعضاء الحزب الاشتراكي على المعاهدة.
العرب اللندنية