بدأت وسائل الإعلام الإيرانية، وبعد دقائق من إعلان توقف عاصفة الحزم التي تقودها السعودية على المليشيات الحوثية في اليمن، بالحديث عن “الهزيمة” السعودية وانتصار “أنصار الله”.
وسبق توقف “العاصفة” تصريحات مساعد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، توقع فيها وبثقة شديدة وقف الحرب في اليمن خلال ساعات، ليأتي الإعلان عن توقفها مساء اليوم ذاته.
وأعلن المتحدث الرسمي باسم “عاصفة الحزم” أحمد عسيري انتهاء عملية “عاصفة الحزم”، وبدء عملية “إعادة الأمل”، مبررا ذلك بطلب من الحكومة اليمنية بعد أن حققت العاصفة أهدافها.
من الذي انتصر؟
وتختلف وسائل الإعلام الإيرانية مع العسيري بأن العاصفة حققت أي أهداف في اليمن سوى “قتل آلاف اليمنيين”، و”حصد أرواح الأبرياء والآمنين من النساء والأطفال”.
وفي تقرير لها عن توقف الحرب قالت وكالة فارس الإيرانية للأنباء، إنه “ومما لاشك فيه أن أسرة آل سعود لم تحقق أيا من أهدافها على الصعيد السياسي بعد ما يقارب من مرور شهر من الهجمات الجوية المكثفة على الأراضي اليمنية، فمنذ الأيام الأولى لبدء العدوان قال الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز في خطاب وجهه من القمة العربية إن عاصفة الحزم لن تنتهي إلا بتحقيق شرطين هما انسحاب عناصر حركة “أنصار الله” من العاصمة صنعاء وميناء عدن إلى مواقعهم السابقة، والثاني يتمثل بإعادة الرئيس اليمني المستقيل وحليف نظامه عبد ربه منصور هادي إلى السلطة وهو ما أطلق عليه عودة الشرعية لكن طائرات التحالف بقيادة السعودية عادت إلى قواعدها بخفي حنين بعد أربعة أسابيع من الضربات المتتالية وآل سلمان وأسرته الحاكمة إلى الفشل الذريع”.
ورغم أن المبادرة العُمانية، البلد الخليجي الذي قرر البقاء على الحياد، اشترطت على الحوثيين كل ما ذكر في تقرير فارس، إلا أنها تصر على أن السعودية هي من خسر الحرب.
وكانت مصادر إعلامية يمنية كشفت عن بنود مبادرة ستطرح خلال الأيام القليلة المقبلة إن لم تكن الساعات المقبلة، تقدمت بها سلطنة عمان لوقف عملية عاصفة الحزم ضد اليمن.
وفوق خسارة السعودية “الجوية”، فقد فشلت السعودية بحسب الوكالة بإقناع بلدين إسلاميين كبيرين بالوقوف إلى جانبها في الحرب البرية المحتملة، هما باكستان ومصر، بعد جولة ديبلوماسية إيرانية في المنطقة.
رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني رأى أن نتيجة هذا العدوان كانت العودة إلى المربع الأول، لكن هذه المرة أصبحت اليد العليا لـ”حركة أنصار الله الثورية”.
أزمة سعودية وحل إيراني
وزايدت وسائل الإعلام الإيرانية على السعودية التي قالت إنها صنعت عدة أزمات في الشرق الأوسط بينما كانت إيران منشغلة بوضع الحلول والمبادرات، إلى جانب إرسال المساعدات الإنسانية للشعب اليمني.
وأشارت “فارس” إلى إعلان وزير الخارجية محمد جواد ظريف عن توجيه رسائل إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ونظرائه في بلدان العالم، تتضمن تفاصيل المبادرة الإيرانية الرامية لوقف العدوان وإيجاد حل للأزمة عبر الحوار، ليعلن عبداللهيان بعدها توقعاته بتوقف الحرب، الأمر الذي حصل فعلا بعد أن أعلن العسيري توقف “العاصفة” وبدء “إعادة الأمل”.
وبعد توقف الضربات الجوية خرج عبد اللهيان، ليعلن أن إيران، ترصد كافة تحركات المملكة السعودية وتتابعها بدقة.
أما وكالة مهر الإيرانية للأنباء، فرأت أن التهديد الإيراني “شديد اللهجة” بأن إيران لن تقف مكتوفة الأيدي هو ما دفع السعودية لإيقاف “عدوانها” على اليمن.
شماته إيرانية
من جهته اعتبر رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، أن إعلان النظام السعودي بدء عملية “إعادة الأمل” في اليمن يشير إلى نسيانها لمرحلة ما قبلها وهي مرحلة إعادة التأهيل النفسي للحكومة السعودية عقب هزيمتها النكراء هناك.
وأكد لاريجاني أنه لا يمكن إطلاق أي عنوان على هذا العدوان الذي استمر 27 يوما سوى عنوان الهزيمة للعملية العسكرية الصبيانة في اليمن، والمنتصر هو الشعب اليمني، وأن مقاومته واستقامته واستبساله جعل المعتدين يندمون.
واستطرد رئيس السلطة التشريعية قائلا إن “الأكثر أسفا هو حال الرئيس الذي دعا دولة أخرى لشن عملية عسكرية على بلاده، وهذا الجفاء تجاه الشعب اليمني أفقده ما تبقى من شرعية له، ليعود لاحقا مع الحكومة السعودية ليتحدث عن إجراء الحوار اليمني”. وتساءل: “هل كان باب الحوار اليمني قبل العدوان قد أغلق؟”.
وسارعت الخارجية الإيرانية إلى التذكير بأن إيران قالت منذ اليوم الأول إن الحل لن يكون عسكريا، وهو ما كان، بحسب تصريح للمتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم على وكالة الأنباء الإيرانية.
وقالت أفخم: “إن التوقف عن قتل الأبرياء العزل هو خطوة إلى الأمام”.
من جهتها هنأت مليشيا أنصار الله (الحوثية) الشعب اليمني بـ”الانتصار على العدوان الوحشي”، وبحسب وكالة تسنيم الإيرانية غرد “أنصار الله” على “تويتر”: “يمن الصمود ينتصر.. وانتصرت إرادة الشعب اليمني بصموده الأسطوري، أمام العدوان السعودي الأمريكي الهمجي هزيمة عاصفة الحزم. اليمن ينتصر”.
عربي 21