مؤتمر الاعلام الاردني المسموع والوعي المضاد للتطرف

مؤتمر الاعلام الاردني المسموع والوعي المضاد للتطرف

في خضم الاوضاع العربية الصعبة وظهور العديد من التحديات الامنية التي ادت الى زعزعة  الاستقرار في المنطقة ,خاصة بعد الثورات الشعبية (الربيع العربي) التي غيرت الكثير من المفاهيم حول مستقبل المنطقة .

ظهر دور الاعلام جليا في صناعة الاحداث ونقلها في ظل التحولات السياسية والاجتماعية الراهنة, ما ادى الى المطالبة بتعزيز وسائل الاعلام بجميع اشكاله للتصدي للارهاب ومواجهته باسلوب تنويري بعيدا عن التعصب الطائفي والعرقي.

ومن منطلق ان الاعلام هو السلطة الرابعة والسلاح الحاد الذي نجابه به الارهاب وتحدياته عقدت اذاعة الجامعة الاردنية مؤتمرا بعنوان  “الاعلام  الاردني المسموع والوعي المضاد للتطرف والإرهاب” في خطوة من شأنها لتحليل احداث المنطقة العربية الساخنة والعمل على نقلها بصورة مباشرة لحظة بلحظة, والتركيز على دور الاعلام المرئي والمسموع خاصة ما يتعلق بالحدث , اذ اصبح اعلام اليوم ينتقد الاوضاع ويعقب عليها وبات مراة تعكس الحقائق بصورة مغايرة وهادفة.

ومن المعروف ان من عناصر الاعلام  الحقيقي الشفافية والمهنية والموضوعية, التي يفتقر لها اعلامنا الحالي كما اكد المشاركون في المؤتمر مطالبين بتعزيز المعلومة الصحيحة والتحليل والتنوير, وتمكين الشباب لمواجهة التطرف والغلو عن طريق  مشاركة الجميع في صناعة الفرار دون تهميش او اقصاء لاحد.

  الاعلام والربيع العربي

لقد كان دور الاعلام في نقل الاحداث خلال السنوات الاربع الماضية التي شهدت ميلاد اولى الثورات العربية ، واضحا وجليا حيث استطاع ان يضع العالم في صورة حقيقة ما يجري داخل تلك البلدان بكل تفاصيله .

وفي ورقة قدمها الدكتور جواد العناني تحت عنوان “الاعلام والربيع العربي” أكد ان الاعلام اخذ دوره في ظل الثورات العربية  بشكل واضح اذ استطاعت وسائل الاعلام بكل اصنافها ان تنقل الاحداث وتصوغ الاخبار وتوصلها الى المتلقي بشكل مذهل لم يسبق له مثيل في وضع يؤطر لمرحلة جديدة يمكن ان نصفها “بالثورة الاعلامية ” واهم مراحلها :

  • الثورة الشبابية

ياتي دور الاعلام هنا في نقل احداث الحراك الذي قاده الشباب في مصر مثلا, واستطاعوا من خلال صفحات التواصل الاجتماعي القيام بثورات مليونية  ادت الى الاطاحة بالنظام المصري السابق مطالبين بالحرية وتحقيق العدل والمساوة التي كان يفتقدها النظام.

  • الثورة الاسلامية

ولو تطلعنا هنا الى الاحداث التي اوجدتها  الانظمة الاسلامية الحاكمة والتابعة لاحزاب, حيث اسهم الاعلام في نقلها لنا , وواجهها في تطرف واضح وصريح لم يكن محايدا بل عملت كل قناة على نقل تلك الاحداث حسب توجهها وسياستها.

  الاعلام والسلطة و التشريعات

و اكد المشاركون في المؤتمر ان هناك علاقة وطيدة  بين (الاعلام والسلطة و التشريعات) في اي مجتمع ، فالاعلام لابد ان يمتثل لسلطة عليا تراقب اداءه ليسير في الطريق الصحيح بعيدا عن الانحرف والجموح وذلك يأتي من خلال وضع التشريعات الناظمة للعمل الاعلامي، وعليه لابد للاعلام من ان يسعى لبناء ثقافة مجتمعية صالحة قوامها المواطنة الصالحة والانتماء الوطني بعيدا عن التعصب والانحراف وهو مايبرز دور الاعلام في  كشف حقيقة التطرف و الارهاب من خلال نشر الوعي والتحضر بين الشعوب، بالاضافة الى صناعة المحتوى الفكري، ومواجهة الفكر المتطرف بالحجة والدليل والموضوعية بعيدا عن الاهواء والتعصب.

ومن الواضح ان وسائل الاعلام الجديدة لعبت دورا بارزا وطغت على وسائل الاعلام التقليدية, وخلقت فضاء من راي العالم وجعلته كبنية تحتية للتأثير على صانعي القرار من جهة ونشر الفوضى  والبلبة الامنية من جهة اخرى.

دور “الاثير” في محاربة التطرف

هنا اخذنا نموذج (الاردن) في كيفية الاستفادة من موجات الاذاعة في ايصال الرسالة الاعلامية الهادفة الى المتلقي وكيف تطورت من حال الى حال!

اذاعة الجامعة الاردنية  استفادت من تطوير مضمون برامجها بما يخدم ويلبي حاجات المجتمع المحلي,حيث اكد القائمون عليها انهم يسعون دوما الى مجابهة التحديات الراهنة عن طريق تنفيذ برامج اجتماعية وارشادية بهدف توعية فئة شباب “ومخاطبة الاعلاميين على انهم صناع المحتوى الوعي….. وهم السلاح الحقيقي الذي يهزم الاعداء التكفريين……..”

تطرقنا الى هذا النموذج الواقعي  لنكشف الاهداف التي حققتها هذه الاذاعة في فترة زمنية ولتكون احدى الرسائل الاعلامية الحقيقية لباقي الاذاعات التي تعمل خدمة لمصالحها وليس لصوت الناس.

 الشباب والتطرف

نلاحظ ان معظم المشرفين على تكوين جماعات بمسميات مختلفة هم فئة الشباب, اذ اصبحت هذه الفئة المستهدفة اكثر من غيرها باعتبارهم اكثر واسرع من يُؤثَّرعلى اتجاهاتهم ومبادئهم, ولو اخذنا مثالا ما يحدث حاليا في العراق وسورية, نجد ان تنظيم “داعش”  تغلغل في بعض مناطق هذه الدول وكسر امنها وحواجزها وفرض سيطرته ما اثر على الشباب لما يقدمه التنظيم من مميزات جعلت الشاب يفكر بشكل جاد بالانضمام له دون التفكير بالعواقب.

مؤخرا سمعنا قصص شباب رحلوا عن بلادهم واسرهم نظرا للاوضاع الاجتماعية والمعيشية السيئة, كالفقر والقهر والبطالة وغيرها والتحقوا بالتنظيم .

وهنا نشير الى انه لا بد من وجود برامج اعلامية هادفة تخاطب عقول البشرية وتوعيهم بخطر هذه الجماعات المتطرفة التي تنتشر يوميا  مع تأكيد انها جماعات لا تمت باي صلة للاسلام .

في الختام اشار المؤتمرون الى ان للاعلام دورا رئيسا في تحليل  الاحداث الراهنة ، وهنا لابد ان يكون الاعلام متصفا بالشفافية والحيادية في عرض الحقائق دون مبالغة أو تشويه، وأن تكون المعالجة الاعلامية ومواجهة الفكر الارهابي منطقية وعقلانية وموضوعية وبأسلوب مدروس ومخطط له وبعيد كل البعد عن الأهواء.

ويبقى السؤال :هل الرسالة الاعلامية ستكون ضمن العناصر المطلوبة؟ هذا ما سنراه في الاعلام المقبل!

اماني العبوشي

 عامر  العمران

مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجة