اشتدت المعارك العسكرية والمواجهات القتالية بين مقاتلي تنظيم الدولة وعناصر القوات العسكرية والأمنية العراقية في مدينة الرمادي والمناطق المحيطة بها في مواجهات اتسمت بالكر والفر , واستخدم فيها مقاتلي التنظيم جمع الأسلحة والمعدات الثقيلة والمتوسطة واحكم سيطرته على ثلثي المدينة والأحياء فيها وكان ردآ قويآ ومفاجئا لما أشارت اليه القيادة العسكرية في بغداد من تحضيرات وبدء لعمليات تحرير مدينة الرمادي والاقضية التابعة لها.
أسباب الرد من قبل تنظيم الدولة
1. تعويض حالة انسحاب مقاتلي الدولة من مدينة تكريت والأحياء فيها واستعادة المبادأة في القتال.
2. اعادة زخم القتال والمواجهة مع القوات العسكرية والأمنية وتوسيع دائرة القتال.
3. استنزاف القوات العراقية وفتح جبهات قتالية لأنهاك المقاتلين من قوات الحشد الشعبي والشرطة الاتحادية والأفواج العسكرية التابعة لوزارة الدفاع.
4. أثبات قوة تنظيم الدولة واستحكاماتهم العسكرية ونشر مقاتليه على امتداد وتواجدهم على جميع الأراضي المسيطر عليها.
انعكاس المواجهة الحالية مع مقاتلي التنظيم على معركة الموصل القادمة
1. يعمل التنظيم على تعزيز قواته العسكرية والتي تجعله أكثر قدرة على مواجهة القوات الحكومية , واستخدام الأسلحة المتطورة والمتقدمة والتي تم الاستيلاء عليها من خلال تقدمه وسيطرته على معسكرات الجيش.
2. أن مواجهة تقدم وزحف عناصر التنظيم على مدينة الرمادي وضواحيها أجبر القوات الحكومية على استخدام الاحتياطي العسكري من القوات التي كان من المؤمل مواجهة عناصر التنظيم بها في إخراجهم من مدينة الموصل.
3. قامت قيادة عمليات بغداد بأرسال عدد من الافواج العسكرية المتدربة ومقاتليها الى مدينة الرمادي وتعزيز افراد القوات الحكومية لمواجهة عناصر تنظيم الدولة وإيقاف زخم مواجهته.
4. ان القوة العسكرية التي كانت تحتفظ بها قيادة عمليات بغداد قد شارف لتشكل نسبة 65% من القوات المهيئة والمستعدة لمواجهة تنظيم الدولة في معركتهم المستقبلية في الموصل ولكن تطور الاحداث ومفاجأة القوات الحكومية في مدينة الرمادي جعل قيادة العمليات تضحي بنسبة من هذه القوة للحفاظ على الرمادي.
5. ان مشاركة المقاتلين الذين تم اعدادهم لمعركة الموصل يعني بالعرف العسكري انهاك واستنزاف القوة العسكرية الاحتياطية وتقديم تضحيات مادية وبشرية فيها مما يشكل نقصآ مهمآ على المستوى التعبوي والاستراتيجي.
6. غاية وهدف القوات الامنية والعسكرية الحكومية هي حماية وتأمين طريق بغداد الرمادي وحماية العاصمة من تقدم عناصر تنظيم الدولة, مع الحفاظ والسيطرة على الطريق الذي يربط محافظة كربلاء ومدينة الرمادي.
7. ان تعداد القوة العسكرية المتواجدة حاليآ في الرمادي يبلغ ( 8 ) افواج عسكرية قتالية و ( 12 ) فوج من مقاتلي الشرطة الاتحادية, وفي زيارة ميدانية لأحد القادة البارزين اتضح له ان تعداد الفوج الذي من المفترض ان يكون ( 1000 ) مقاتل لم يكن موجود فيه أكثر من ( 60 ) مقاتل مع هروب عدد من أمري وقادة الأفواج مما شكل ضربة قاصمة لمقر قيادة العمليات .
فهل هذه المؤشرات والحقائق ستؤدي الى استنزاف القوات الامنية والعراقية بأستخدام الاحتياطي الموجود لديهم في بغداد للحفاظ على مدينة الرمادي ام انها ستعيق أخراج مقاتلي تنظيم الدولة في مدينة الموصل هذا ما ستثبته الأيام القادمة.
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية